"العراق يصلّي".. أجراس الميلاد تقرع في البصرة وكركوك (فيديو وصور)
شفق نيوز/ القداس في محافظة البصرة 24 كانون الأول 2025
شفق نيوز- البصرة/ كركوك
أُقيمت في كنائس محافظتي البصرة وكركوك، مساء اليوم الأربعاء، قدّاس العيد وسط أجواء روحانية عمتها الصلوات والترانيم، وبمشاركة المؤمنين الذين توافدوا لإحياء هذه المناسبة الدينية.
وجرى القداس وسط إجراءات تنظيمية وأمنية معتادة، حيث توافد المؤمنون منذ ساعات الصباح الأولى لإحياء هذه المناسبة الدينية، التي تُعد من أبرز الأعياد في التقويم المسيحي، لما تحمله من معانٍ روحية وإنسانية تتعلق بالمحبة والتسامح والتجديد الروحي.
ففي البصرة أقصى جنوب البلاد، أُقيم قدّاس ليلة عيد الميلاد في كنيسة ترزايا بحضور عددٍ من العائلات المسيحية، إيذاناً ببدء احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وسط أجواء روحانية عمّتها الصلوات والترانيم، وبمشاركة المؤمنين الذين توافدوا لإحياء هذه المناسبة الدينية.
وقال الأب آرام صباح من الكنيسة الكلدانية في البصرة لوكالة شفق نيوز إن "إقامة قدّاس ليلة العيد تمثّل محطة روحية مهمة للمؤمنين، وفرصة لتعزيز قيم السلام والمحبة، وإحياء تقاليد دينية راسخة تعكس روح التآخي والتعايش بين أبناء المجتمع".
وبحسب برنامج الاحتفالات، تستمر الطقوس الدينية خلال الأيام المقبلة، إذ يُقام قدّاس أول أيام العيد صباح يوم الخميس، يعقبه قدّاس آخر في اليوم الثاني، إضافة إلى قدّاس خاص بعيد رأس السنة الميلادية، وصولاً إلى الاحتفال بعيد الدنح مطلع شهر كانون الثاني/ يناير 2026، في إطار برنامج ديني متكامل تنظمه الكنيسة بهذه المناسبة.
ومن البصرة إلى كركوك، حيث أقامت الكنيسة الكلدانية قدّاس العيد في كنيسة القلب الأقدس وسط المدينة، بحضور واسع من أبناء الطائفة المسيحية، وبمشاركة شخصيات دينية واجتماعية، وسط أجواء روحانية سادتها الدعوات بأن يعمّ السلام والأمان والاستقرار كركوك والعراق عموماً.
وقال رئيس الكنيسة الكلدانية في كركوك، يوسف توما، لوكالة شفق نيوز، إن "الكنيسة أقامت صلاة وقدّاس العيد في كنيسة القلب الأقدس، متضمنة صلاة شكر من أجل نعمة العيد، والدعاء للعراق وأبنائه بالأمن والاستقرار والسلام".
وأكد أن "هذه المناسبة تُعد فرصة لتجديد الإيمان وتعزيز روح الأمل بين المؤمنين، خصوصاً في ظل ما مرت به البلاد من تحديات خلال السنوات الماضية".
وأضاف توما أن "صلاة العيد ركزت على أهمية التعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع في كركوك"، مشيراً إلى أن "المدينة بتاريخها وتنوعها القومي والديني قادرة على أن تكون نموذجاً للوحدة والتآخي".
وأوضح أن "الكنيسة تحرص دائماً على إيصال رسالة مفادها أن السلام يبدأ من القلوب، وأن الأديان جميعها تدعو إلى المحبة ونبذ العنف والكراهية".
من جهته، قال المواطن المسيحي نينوس خالد، لوكالة شفق نيوز إن "إقامة قداس العيد في كركوك تمثل رسالة واضحة بأن المسيحيين متمسكون بأرضهم ووجودهم في مدينتهم، ويواصلون ممارسة طقوسهم الدينية بحرية وأمان".
وأكد أن "الأعياد الدينية ليست مجرد مناسبات شعائرية، بل هي فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين أبناء المجتمع الواحد، بمختلف انتماءاتهم".
وأضاف خالد أن "مشاركة العائلات في القداس تعكس حرصهم على نقل القيم الدينية والإنسانية إلى الأجيال الجديدة"، مشدداً على أن "التعايش بين مكونات كركوك هو أساس الاستقرار وبناء مستقبل أفضل للجميع".
بدورها، أوضحت المواطنة المسيحية جاكلين منصور، لوكالة شفق نيوز، أن "العيد يمثل مناسبة للأمل والتفاؤل، والدعاء من أجل أن يعم السلام في البلاد، وأن تنتهي كل أشكال العنف والتوتر".
وقالت إن "الأجواء الروحية التي سادت القداس منحت المشاركين شعوراً بالطمأنينة والفرح"، مؤكدة أن "مثل هذه المناسبات تعزز الإحساس بالانتماء والوحدة بين أبناء الطائفة".
وأضافت منصور أن "كركوك، رغم تنوعها واختلاف مكوناتها، تجمع أبناءها بقيم مشتركة أهمها المحبة والتسامح، معربة عن أملها بأن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من الاستقرار، بما يتيح لجميع المواطنين العيش بكرامة وأمان".
وفي السياق ذاته، يقول المواطن سامر بولص، لوكالة شفق نيوز إن "قداس العيد هذا العام يحمل دلالات خاصة، كونه يأتي في ظل تطلع العراقيين إلى مرحلة جديدة يسودها السلام والاستقرار".
وأوضح أن "المشاركة الواسعة في القداس تعكس قوة الإيمان وتمسك المسيحيين بجذورهم وتاريخهم في كركوك، رغم كل الظروف التي مروا بها".
وأضاف بولص أن "الأعياد الدينية تشكل فرصة للتلاقي ليس فقط بين أبناء الطائفة الواحدة، بل بين جميع مكونات المجتمع"، داعياً إلى "تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل والتعاون المشترك من أجل خدمة المدينة وأهلها".
وأكد المشاركون في ختام القداس أن هذه المناسبة الدينية تحمل رسالة محبة وسلام إلى جميع العراقيين، مشددين على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات التي تعزز روح التعايش، وتؤكد أن كركوك ستبقى مدينة للتنوع والتآخي بين جميع أبنائها، مهما اختلفت أديانهم وقومياتهم.