الزراعة العراقية تعلن اكتشاف 1000 طن من سماد "الداب" المسرطن
شفق نيوز/ أفصحت وزارة الزراعة اليوم السبت، عن اكتشافها وجود 1000 طن مسرطن من اصل 50 الف طن من "سماد الداب" تعاقدت عليه مع وزارة الصناعة والمعادن.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، حميد النايف لوكالة شفق نيوز، إن "الكمية التي استلمتها وزارتنا من وزارة الصناعة كانت 30 ألف طن، من ضمن عقد كلي يتضمن تزويد الزراعة بـ50 الف طن من سماد الداب"، لافتا إلى أن "الوزارة رفضت استلام العشرين الطن الاخيرات لحين اكمال نتائج التحقيق الحكومية بهذا الشأن".
وبين، ان " الفحوصات المختبرية التي أجرتها وزارة البيئة على الكمية التي بحوزة وزارة الزراعة البالغة 30 ألف طن، اظهرت ان 1000 طن من سماد الداب فيه نسب اشعاع عالية وغير صالح للاستخدام، وتم عزلها بشكل كلي".
وأضاف النايف، ان" الكميات التي بقيت لدى الوزارة لن يتم توزيعها في الوقت الحالي، لحين اكمال اجراءات التحقيق الحكومية بهذا الشأن، وأن العقد شريعة المتعاقدين بين وزارتي الزراعة التي نمثلها والطرف الثاني الصناعة، وهي تتحمل كافة الأمور الناتجة عن هذا العقد مستقبلاً".
وفي وقت سابق اليوم السبت، أكد وزير الصناعـة والمعـادن خالد بتال النجم، متابعته الشخصية للتحقيقات الجارية بشأن ملف "سماد الداب" بعد التسريبات والتصريحات التي تداولت بشأن هذا الملـف".
وأوضح النجم ان "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وجه بتشكيل لجان مُختصة للتحقيق وكشف الحقائق حول كُلّ ما أُشيع عن إنتاج هذا السماد ومُتابعة نتائج الفحوصات التي أُجريت على نماذج من السماد ومدى سلامته من مخاطر المواد الإشعاعية والمُسرطنة حفاظاً على سلامة المُواطنين وللحد من مظاهر الفساد في المؤسسات الحكوميـة".
وكشف مصدر مسؤول بوزارة البيئة، يوم الاثنين الماضي (7 / 11 / 2022) عن صدور نتائج ملف سماد الداب، فيما أشار إلى أنها بانتظار مصادقة الوزير عليها.
وأبلغ المصدر وكالة شفق نيوز، ان "النتائج الخاصة بسماد الداب صدرت وأرسلت إلى وزير البيئة لغرض المصادقة عليها، على أن يتم الإعلان عنها بمؤتمر صحفي امام وسائل الإعلام، ومن ثم تتم مناقشة هذه النتائج بمجلس الوزراء، وإرسال نسخة منها إلى مجلس النواب العراقي".
وبين المصدر، ان "الكوادر البيئية المختصة في المحافظات، لا تزال تضع اليد على المواد الموزعة من سماد الداب، في مخازن وزارة الزراعة ".
وكانت وكالة شفق نيوز، تحركت لتقصي الحقيقة حول قضية "سماد الداب" المتفاعلة خشية أن تكون هناك محاولات للفلفتها من قبل المتنفذين المستفيدين من الفساد المتفشي، على الرغم من أن لجنة الزراعة والمياه والاهوار النيابية، اكدت خطورة هذا ملف.
وسماد الداب (DAP) هو اختصار لفوسفات ثنائي الأمونيوم، ويعتبر من أكثر الأسمدة الزراعية استخداماً لدى فلاحي العالم، بسبب محتواه الغذائي المرتفع وخصائصه المميزة، ويمثل هذا النوع من السماد مصدرا مهماً للفسفور المركز، وشاعت نوعية الداب بين أوساط المزارعين منتصف القرن الماضي.
وكان وزير الصناعة والمعادن السابق منهـل عزيـز الخباز افتتح في 24 تموز/يوليو الماضي، مصنع سماد الداب في الشركة العامة لصناعة الأسمدة الجنوبية في محافظة البصرة، وهو الأول من نوعه في العراق والذي تمَّ إنشاؤه بالمُشاركة مع شركة "تربل أي" البريطانية.
وحتى الآن، ما زالت قضية "سماد الداب" يكتنفها الغموض، بعد مؤشرات أن صحة وسلامة ملايين العراقيين على المحك، حيث يعتقد أن السماد المشتبه بأنه يسبب السرطان.
في المقابل، كشف مصدر رفيع المستوى، عن حيثيات سماد الداب والجهات المشرفة عليه، ومصدر الدول التي يأتي منها الى العراق.
وأخبر المصدر، وكالة شفق نيوز، أن "هذه الأسمدة يؤتى بها مغلفة غالباً من دولتي المغرب أو تركيا إلى العراق عبر الاستيراد"، لافتاً إلى أن "المصنع الذي تم افتتاحه من قبل وزارة الصناعة، هو مصنع استثماري (حكومي، وأحد المستثمرين)، ولكنه لا ينتج مادة السماد إطلاقاً كما أشيع عنه من قبل وزارة الصناعة".
وأوضح المصدر المسؤول، أن "المادة المستوردة من هذه الدول (المغرب او تركيا) يتم إعادة تكييسها من خلال خطوط إنتاج صينية سيئة جداً موجودة في المصنع، ولا يوجد في المعمل أي خط إنتاج عراقي استثماري حقيقي، وإنما هو واجهة لسرقة الشعب بغطاء حكومي، وبموافقة وزارتي الزراعة والصناعة".
ولفت المصدر، إلى أن "الوجبة التي جيء بها للعراق من سماد الداب مؤخراً، تبلغ 50 ألف طن، وأن الربح على الطن الواحد فيها 200 دولار، حصة الحكومة العراقية فيها 5% و95% تذهب للمستثمر في المصنع، أي أن قيمة الأرباح في هذه الصفقة تصل الى 10 ملايين دولار".