الحظر يزيد معاناة الفقراء بالأنبار.. وفتوى دينية لحل الأزمة

الحظر يزيد معاناة الفقراء بالأنبار.. وفتوى دينية لحل الأزمة
2021-02-19T18:01:21+00:00

شفق نيوز / فاقمت قرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية الخاصة بحظر التجوال معدل الفقر في محافظة الانبار، كون أكثر من 65 بالمائة من مواطنيها هم من غير فئة الموظفين أو المتقاعدين ويعتمدون على القطاع الخاص في تأمين دخلهم اليومي.

وبحسب آخر تقديرات لمعدل الفقر في المحافظة فقد تجاوز نهاية العام الماضي، عتبة الـ 40 بالمائة في عموم الانبار تتصدرها مدن القائم والرطبة والرمادي والكرمة في معدلات الفقر.

وحذر مسؤول في ديوان محافظة الانبار، اليوم الجمعة، من أن نحو مليون انسان في الانبار سيتأثر بشكل مباشر بالحظر والإجراءات الجديدة وهم سائقو سيارات الأجرة وعمال البناء والباعة المتجولين وأصحاب المهن ذات الأجر اليومي، كما أن مصانع وورش ومحلات تجارية مختلفة ستكون من بين المتضررين أيضا.

وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، لوكالة شفق نيوز، إن "الحكومة العراقية لم توفر أي بديل أمام حظر التجوال ولا تمتلك حكومة الانبار غير الامتثال لتطبيق الحظر كما أنها لا تملك أي مساعدة لتلك الشريحة"، مبينا أن "مسألة تعطيل حياة الناس ليومين من كل أسبوع وكذلك إيقاف العمل المسائي وتقييد بعض الأنشطة سيزيد من الفقر بالتأكيد أكثر مما هو عليه الآن".

من جهته قال الخبير الاقتصادي سليمان الجميلي، لوكالة شفق نيوز، إن "غالبية سكان الانبار يعتمدون على الدخل اليومي، ولا يملكون أي مرتب شهري حكومي، لذا على الحكومة العراقية إيجاد بدائل تنجي هذه العوائل".

وأضاف، أن "الدولة قادرة على توفير سلال غذائية للعوائل، على الأقل التي لا تملك مرتب شهري حكومي، أو تخصيص مبالغ مالية رمزية، كتعويض عن 12 يوما في الشهر الواحد، سيتم فيها تطبيق حظر التجوال الكلي".

وحذر الجميلي من " أكثر من 40% من سكان الانبار هم تحت خط الفقر، وفي حال تجاهل الحكومة لهم، سيؤدي إلى امر لا يحمد عقباه، إذ تتزايد حالات السرقة والطلاق وغيرها العديد من المشاكل، التي يخلفها الفقر". وقال محمد كرم (37 سنة) وهو من سكنة قضاء هيت غرب الانبار، "أعمل بمطعم شعبي واتقاضى 12 الف دينار في اليوم، وهو مبلغ لا يكفي حتى احتياجات مولودي الثالث، فكيف الان وقد تخلى عني صاحب المطعم الذي قلل عدد العاملين بسبب الحظر الصحي، الذي يعد حظر معيشي لا اكثر".

أما فراس الطائي ( 31 سنة ) وهو من سكنة الفلوجة شرقي الانبار، فاعتبر أن الفقر ليس أكثر رحمة من كورونا، مبينا أن لديه زوجة وطفلان ينتظرون منه طعام وحاجيات كثيرة.

وأضاف لوكالة شفق نيوز، "من أين سأتمكن من إطعام عائلتي الان؟ فقد كنت اجيرا بمقهى من الصباح وحتى نهاية المساء، من أجل 10 آلاف دينار، أطعم عائلتي بها".

رجال دين في المحافظة أصدروا فتاوى بجواز إخراج الزكاة هذا العام قبل موعدها المقررة لمساعدة المواطنين على عبور تداعيات ما خلفته كورونا.

وحول ذلك، قال عضو دار الإفتاء في مدينة الفلوجة، محمد النوري، لوكالة شفق نيوز، إن "الزكاة هي فرض على كل من يمتلك نصاب مالي كامل مع الحول، واذا كانت هناك حاجة ملحة مثل أوضاع الان في ظل الحظر، فمن الواجب على المتمكنين ماديا، اخراج زكاتهم في مثل هذه الأيام، وهذا يحسب له أجرين، أجر الزكاة التي هي فرض من فرائض الإسلام، واجر الاستجابة لنداء الفقراء".

وأضاف النوري، "قد يكون أحدهم لا يمتلك نصاب مالي كامل للزكاة، وهنا بإمكانه أن يتصدق على من هم بحاجة إليها".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon