البابا يوجه رسالة للعراقيين المسيحيين: لا يمكنني تخيل العراق بدونكم
شفق نيوز/ استذكر بابا الفاتيكان فرنسيس، زيارته التاريخية الى العراق قبل عام، واصفاً إياها بانها "لا تنسى"، كما شدد على أنه ليس بامكانه "تخيل العراق بدون المسيحيين فيه"، وفق ماذكره موقع "ناشيونال كاثوليك ريجيستر" الكاثوليكي، اليوم الثلاثاء.
وكان البابا فرنسيس قد زار العراق بين 5 و8 اذار/مارس من العام الماضي 2021.
وقال الموقع الكاثوليكي الاخباري، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إن البابا فرنسيس استقبل، امس، عدداً من القادة المسيحيين العراقيين، وتذكر تلك الرحلة التاريخية قائلاً "أود أن اقول مجدداً أنه لا يمكن تخيل العراق بدون مسيحيين"، مضيفا ان هذه "القناعة ليست مبنية على اساس ديني فقط، وانما على أدلة اجتماعية وثقافية".
ولفت التقرير إلى أن "البابا فرنسيس اصبح اول بابا للفاتيكان يزور العراق عندما بدأ في رحلته تلك من اجل تشجيع الاقلية المسيحية وتعزيز التآخي بين الاديان، حيث قطع مئات الكيلومترات من اجل الاجتماع بالمرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني واجتمع مع القادة السياسيين والمكونات المسيحية".
وبالاضافة الى اقامته في بغداد، فأن البابا زار ايضا سهل أور، مسقط رأس النبي ابراهيم، بالاضافة الى النجف والناصرية واربيل والموصل وقرقوش.
وخلال استقباله ممثلي الكنائس المسيحية في العراق بالامس، اشار البابا، وفق التقرير، الى انه لا يزال قريبا منهم، وقال"اعلموا انكم في قلبي وفي صلوات العديد من الناس".
وأشار تقرير الموقع إلى أن المسيحيين في العراق الذي يبلغ عدد سكانه نحو 40 مليون نسمة، يتضاءلون بشكل مطرد منذ عقود، حيث تراجعت اعدادهم من نحو 1.4 مليون شخص في العام 2003 الى نحو 250 الف شخص حالياً.
ونقل التقرير عن البابا قوله إن "العراق بدون مسيحيين، لن يكون عراقاً، لان المسيحيين وغيرهم من المؤمنين الاخرين، يساهمون بقوة في هوية البلد على انه مكان ازدهر فيه التعايش والتسامح والتقبل المتبادل منذ القرون الاولى، وهو مكان لاظهار التعايش السلمي في الشرق الاوسط وفي العالم".
وتوجه البابا الى مسيحيي العراق قائلاً "انتم تعيشون جنباً الى جنب مع الاديان الأخرى منذ العصور الرسولية، وهناك اليوم دعوة اخرى لا غنى عنها امامكم، وهي ان تظهروا التزامكم لكي تكون الأديان في خدمة الأخوة".
ونقل التقرير عن البابا دعوته الى الصبر والتفهم من اجل ازدهار المسيحية وصناعة السلام، وقال "انتم تعلمون تماماً أن حوار الاديان ليس مجرد مجاملة.. وهو يتخطى ذلك، وهو ليس مسألة تفاوضية او دبلوماسية، بل تتجاوز ذلك. هو طريق الاخوة الذي يقود الى السلام، وهو طريق صعب في غالب الاحيان، ولكن الله يطلبه ويباركه، خاصة في هذا الوقت".