وفد "إمرالي" من السليمانية: الكورد موحَّدون لدعم السلام والحلّ السلمي
شفق نيوز/ أعلن وفد ما يعرف بـ"إمرالي" من حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب"، خلال زيارة أجراها إلى السليمانية أنَّ الأحزاب والقوى السياسية الكوردية متَّحدة في دعم الحلّ السلمي للقضية الكوردية.
وشهدت الزيارة اجتماعًا بين الوفد وبافل جلال طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، وقوباد طالباني، نائب رئيس وزراء إقليم كوردستان، حيث ناقش الطرفان مستقبل القضية الكوردية في تركيا وسبل دعم عملية السلام وتعزيز الحوارات السياسية.
وقال كسكين بايندر، عضو وفد الحزب، في مؤتمر صحفي حضرته وكالة شفق نيوز، إنّ “الاجتماع كان مهمًا للغاية، وحظيَّنا بدعم من بافل جلال طالباني لجهود السلام”.
وأوضح أن “قيادات الاتحاد الوطني الكوردستاني أبدت مواقف إيجابية والتزامًا بتطوير الحوارات الساعية إلى تحقيق السلام”.
وأشار بايندر إلى أن “جميع الأطراف السياسية الكوردية متّحدة اليوم لدعم الحل السلمي للقضية الكوردية”، موضحًا أن تحديات عدَّة تواجه الشعب الكوردي، لكنها لم تمنع تبلور توافق سياسي حول أهمية حماية المكتسبات وتعزيز الاستقرار.
وأشاد بايندر بدور الرئيس الراحل جلال طالباني في دعم عملية السلام، مؤكدًا أن “مواقفه المشرفة ساهمت بشكل كبير في ترسيخ نهج الحوار والحلول السلمية”.
وعقب اختتام زيارته إلى إقليم كوردستان، شدد وفد “المساواة وديمقراطية الشعوب” على أهمية وحدة الصف الكوردي تجاه قضايا السلام، مشيرًا إلى أن الأحزاب السياسية في الإقليم تتبنّى موقفًا مشتركًا لتعزيز الحوارات السلمية وحماية المكاسب القومية.
ووفد "إمرالي" هو مجموعة من السياسيين أو الشخصيات التي كانت تزور زعيم حزب العمال الكوردستاني (PKK) عبد الله أوجلان، في سجن إمرالي بتركيا، حيث يقضي عقوبة السجن المؤبد منذ عام 1999.
ويضم الوفد الزائر شخصيات بارزة، من بينها سري ثريا أوندر، بروين بولدان، وكسكين بايندر، حيث كان قد وصل إلى أربيل يوم السبت 15 فبراير 2025 قبل توجهه إلى السليمانية لاستكمال جدول لقاءاته.
وكان الوفد اجرى لقاءات يوم أمس في أربيل مع الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، بالإضافة إلى رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، حيث حمل رسالة من زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد الله أوجلان.
ومن المنتظَر أن يصدر عن أوجلان خلال الأسابيع المقبلة "نداء تاريخي"، يُرجَّح أن يكون بوابة لحلّ النزاع بين حزب العمال الكوردستاني وأنقرة.
وقد أكّد الزعماء السياسيون الكورد اقتراب هذا النداء، موضّحين أنه سيُعلَن قبل موعد عيد نوروز في 21 مارس/آذار المقبل.
يُذكر أنّ جهود المصالحة بين الكورد وأنقرة ظلت متوقفة لنحو عقد من الزمن، إلى أن أطلق زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي -المتحالف مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مبادرة لإحياء مسار الحل.
وشن حزب العمال الكوردستاني صراعا مسلحا ضد الحكومة التركية منذ عام 1984 وذلك في إطار مساعيه للحصول على دولة مستقلة للكورد في تركيا.
ولقي أكثر من 40 ألف شخص حتفهم منذ اندلاع الصراع بين الطرفين الذي وصل إلى ذروته أواسط تسعينيات القرن الماضي.
ودُمرت آلاف القرى الكوردية في جنوب شرقي وشرقي تركيا، مما اضطر مئات الآلاف للنزوح.
غير أن حزب العمال تراجع عن مطلبه الأولي باستقلال المناطق الكوردية داخل تركيا، وصار يدعو إلى حصول الكورد الأتراك على الحكم الذاتي.
وتلقى الحزب ضربة معنوية كبيرة عام 1999 باعتقال زعيمه عبد الله أوجلان، وسجنه في تركيا بتهمة الخيانة لكن ذلك لم يؤثر على نشاط الحزب.
وطلب أوجلان في عام 2013 بوقف إطلاق النار وحث الحزب على الانسحاب من المناطق التركية، في اعلان وصفه "بالتاريخي".
لكن وقف اطلاق النار انتهى عام 2015 عندما شنت تركيا غارات جوية ضد معسكرات حزب العمال الكوردستاني شمالي العراق.
وتصنف تركيا، شأنها شأن العديد من البلدان الغربية، حزب العمال بانه منظمة إرهابية، ومن ثم رفضت الدخول في مفاوضات معه، لكنها عرضت منح عفو محدود عن اعضائه.