ليفي داعياً لطرد تركيا من الناتو: البيشمركة أظهروا شجاعة لا تصدق وعانوا من خيانات متكررة

شفق نيوز/ دعا الكاتب والمفكر الفرنسي المعروف بيرنارد هنري ليفي في صحيفة "التايمز" البريطانية، إلى طرد تركيا من الناتو عقاباً على ما يفعله الرئيس رجب طيب أردوغان من توطين قسري للاجئين السوريين، وتطهير عرقي ضد الكورد في شرق سوريا.

وقال ليفي "نادراً ما يمكن للمرء أن يقول عن شعب بأكمله، دون استثناء إنهم شعب رائع، لكن يمكن قول ذلك عن الكورد. لقد أظهروا شجاعة لا تصدق في وجه القتال، وقد شاهدتها أثناء إعداد فيلميّ الوثائقيين، البيشمركة ومعركة الموصل، وصمود كبير في مواجهة المحن. لقد عانوا من الخيانات المتكررة، والاضطهاد المتكرر، والمحاولات المتتالية للإبادة الجماعية. ومع ذلك لا يزالون صامدين، ولا يستسلمون سواءً في روح المقاومة أو في قيمهم".

واضاف "لقد قلت في كثير من الأحيان عن الإنكليز إنهم شعب رائع. لقد نشأت وترعرعت مقتنعًا بأن طياري سلاح الجو الملكي البريطاني وونستون تشرشل قد أنقذوا شرف أوروبا عندما انهار الجميع. حسنًا، أشعر بالشيء نفسه حيال مقاتلي البيشمركة العراقيين ومقاتلي وحدات حماية الشعب السورية".

وتابع ليفي "لديهم قيم ومبادئ وفكرة عن الإسلام مثالية. يبحث الجميع في الغرب عن إسلام علماني يؤمن بحقوق الإنسان ويعترف ويمارس المساواة الصارمة بين الرجال والنساء ويحمي الأقليات وصديق لليهود والمسيحيين. حسنًا، إنه موجود أمام أعيننا. إنهم الكورد. لأن هذه المبادئ تشكل أساسهم الثقافي والعمود الفقري الروحي والسياسي للشعب الكردي، وهذا ما يجعل الأمر غير معقول ومروع بأن نعاملهم بهذه الطريقة".

واردف ان "تخلّي دونالد ترمب عن الكورد هو عمل شرير لا أستطيع أن أجد له مثيلا. لقد استخدمنا الكورد ودفعناهم إلى الخط الأمامي، وقاتلوا من أجلنا وغالباً بدوننا. وبمجرد الانتهاء من ذلك، تخلينا عنهم. إنه فعل غير مبرر أخلاقيًا، ودنيء من الناحية الفكرية"، مبينا "لن تختفي وصمة العار هذه قريباً عن جبين ترمب وأولئك الذين ساعدوه في اتخاذ هذا القرار. إذا تلطخت يداك خلال الحرب بدماء أعدائك فهو أمرٌ سيئ، ولكن كما يقول صديقي توم كابلان، أحد مؤسسي منظمة العدالة من أجل الكورد، الأسوأ بكثير من هذا أن تتلطخ يداك بدماء أصدقائك. إنها وصمة عار لا تمحى".

وتسائل ليفي "لماذا قام بذلك؟ قد يقول البعض إنه أقدم على هذا الأمر بسبب الجهل. انظروا إلى عباراته الحمقاء التي تشير إلى أن الكورد لم يكونوا في صفنا في نورماندي. وقد يقول البعض الآخر إن سبب قيامه بذلك هو أنه لا يستطيع الوصول إلى أي حل دبلوماسي غير مبني على اتفاقات رائعة أو يكون ذا فائدة تجارية بالنسبة له. في الواقع، إن التفسير الوحيد الذي يبدو منطقيًا بالنسبة لي هو أن ترمب لديه اتفاق شامل مع الروس يقوم بموجبه بالتنازل عن تلك المنطقة فضلًا عن إدارتها وحفظ النظام فيها".

واضاف "والآن أين نحن؟ نحن ندفع الكورد إلى أحضان الروس. لقد قام ترمب وأوروبا ببيع الكورد للروس. وقام الكورد – مثل أي شعب يعاني ولا يملك أي خيارٍ آخر – بقبول المساعدة التي قُدمت إليهم. إنه أمر محزن بالنسبة لنا نحن الغرب الذين سمحنا لحليفٍ يعتبر من أكثر الحلفاء موثوقية بأن يرتمي في أحضان خصومنا. وبالطبع هذا أمر حزين بالنسبة للكورد أيضاً".

وقدم ليفي "اقتراحاً محدداً وبسيطاً: يجب طرد تركيا من حلف الناتو. سيقول الأشخاص الذين يحاولون تهدئة الأوضاع: إذا قمنا بذلك، سترتمي تركيا في أحضان روسيا وتغير تحالفها. ولكن هذا أمرٌ غير مقنع لسببين. أولهما لقد غيرت تركيا بالفعل من ولائها واتجهت نحو روسيا. فهي تشتري صواريخ أرض جو روسية، كما أنها شريك في الحوار في منظمة شنغهاي للتعاون التي تسيطر عليها الصين وروسيا، وهي المنظمة التي تشكلت لتكون قوة موازنة لحلف الناتو".

واضاف "ثانياً، إننا نجد أنفسنا اليوم في أسوأ وضع ممكن من الناحية الاستراتيجية: كيف يمكننا السماح لحليفٍ كتركيا أن يمارس لعبة مزدوجة؟ كيف يمكننا الاستمرار في منح تركيا إمكانية الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية التي قد تنقلها بعد ذلك إلى العدو؟ كيف يمكننا السماح لها في وقتٍ واحد بشراء الطائرات الأميركية والبطاريات الصاروخية الروسية القادرة على القضاء على تلك الطائرات؟".

واردف ليفي "أيضًا تضم قاعدة إنجرليك الجوية 50 رأسًا نوويًا. هل من المعقول أن تكون هذه الترسانة على الأراضي التركية؟ ماذا لو تمكن الرئيس رجب طيب أردوغان من السيطرة عليها؟ لقد رأيناه بالفعل، في السنوات الأخيرة، يحد من وصول الجنود الأميركيين إلى القاعدة. من الذي يقول إنه قد لا يستخدم الترسانة كأداة للابتزاز؟ إن التأثير الرئيسي لهذه الكارثة على الشرق الأوسط هو أن وعود الولايات المتحدة - وربما الغرب ككل - لم تعد تساوي شيئًا في هذه المنطقة. يؤمن الشرق أوسطيون باحترام كلمة المرء، في البقاء مخلصًا لأصدقائه. فمن وجهة النظر هذه، انتهت اللعبة. وسوف يتطلب الأمر وقتًا طويلًا للغاية حتى تسترد أميركا مصداقيتها التي ضاعت. بالنسبة لأي حليف آخر للولايات المتحدة، لا بد أن هذا بات يشكل مصدر قلق كبير".