قبر الأمهات الايزيديات.. جرح غائر يذكّر بفظائع داعش
شفق نيوز/ قال كريم خان، المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة المكلف بالمساءلة والتحقيق في جرائم داعش، إن "قبر الأمهات" الذي اكتشفه وعاينه فريق الخبراء بمحافظة نينوى في العراق "هو بمثابة تذكير مروع بجسامة الفظائع التي ألحقها داعش بالمجتمعات البريئة في العراق".
جاء ذلك في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت عصر يوم الجمعة بتوقيت نيويورك، حيث قدم التقرير الخامس لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة المعني بتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة عن جانب داعش (يونيتاد)، الذي يأتي عملا بقرار مجلس الأمن 2544 (2020).
وبحسب خان، "يحتوي "قبر الأمهات" في قضاء سنجار على رفات أطفال ومراهقات -ونساء تم إعدامهن بعد أن حددهن داعش على أنهن قد تجاوزن سن الإنجاب-"، أي أنهن كبيرات في السن ولا يصلحن لأن يتخذن كسجينات.
وكان أمس الخميس قد صادف مرور ثلاث سنوات على إعلان حكومة العراق القضاء على "خلافة تنظيم داعش" وتحرير كافة المدن من سطوته.
وقد نوه خان بقوة ومرونة كافة مكونات المجتمع العراقي، والتي كانت محورية للغاية في تحقيق هذا النصر وفي اتخاذ الخطوات اللاحقة، جنبا إلى جنب مع فريق يونيتاد، لتحقيق العدالة لضحايا داعش والناجين من جرائمه.
وقال خان إنه شهد، الشهر الماضي، مرة أخرى على قوة وشجاعة هذه المجتمعات، حيث وقف جنبا إلى جنب مع عائلات الضحايا في موقع "قبر الأمهات" في صولاغ شمال العراق، في سنجار.
وكانت الحكومة العراقية قد استأنفت أنشطة استخراج الجثث من خلال فتح مقبرتين جماعيتين جديدتين من مخلفات جرائم تنظيم داعش.
وفي هذا الصدد بدأ الخبراء العراقيون من مديرية المقابر الجماعية ومديرية الطب العدلي بفتح المقابر الجماعية التي خلّفها تنظيم داعش في كل من صولاغ وكوجو بقضاء سنجار.
وعن زيارته لـ"قبر الأمهات" قال كريم خان لمجلس الأمن: "أثناء حديثي مع أبناء وبنات وأقارب أولئك الذين رقدت رفاتهم في ذلك القبر، صُدِمت- كما شعرت في أحيان كثيرة خلال تعاطيَّ مع المجتمعات المتضررة في العراق-، بأثر الصدمة الصارخ، هذا الأثر ملموس ولا يزال قائما حتى اليوم".
وكان تنظيم داعش في العام 2014، قد قتل أعداداً كبيرة من الأيزيديين في سنجار بمحافظة نينوى، وأرغم عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجز آلاف الفتيات والنساء سبايا.
واختطف أكثر من 6400 من الأيزيديين تمكن 3200 منهم من الفرار، وتم إنقاذ البعض منهم، ومازال مصير الآخرين مجهولا.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن الأدلة تشير إلى أن المئات من سكان قرية كوجو في سنجار قتلوا بيد تنظيم داعش، بينما تم اختطاف أكثر من 700 امرأة وطفل.
وبدأت الأمم المتحدة تحقيقها المشترك العام الماضي، لاستخراج أولى جثث ضحايا داعش حول بلدة كوجو في مارس من العام 2019.