"عشتُ بين القبور".. سيدة العراق الأولى تروي فصولاً "قاسية" من طفولتها
شفق نيوز- السليمانية
فتحت سيدة العراق الأولى، شاناز إبراهيم أحمد، صفحات من ماضيها، مستعرضة ذكريات "طفولة قاسية" عاشتها في ظل ظروف سياسية وأمنية مضطربة، وذلك في لقاء خاص مع موقع "CNN بالعربية".
وفي مشهد مؤثر خلال اللقاء الذي أُجري في منزل طفولتها بمدينة السليمانية في إقليم كوردستان، قالت أحمد: "أحياناً كنا نعيش بين القبور، لأن المقابر كانت المكان الوحيد الذي لا يستطيعون أن يقصفوه (النظام السابق)".
وتطرقت السيدة الأولى إلى نشأتها في منزل عائلتها، مشيرة إلى أن كل شخص "يكون له ذكريات كثيرة، حلوة ومرة" في البيت الذي عاش فيه طفولته، مضيفة: "لكن أنا أحس بأمان دائماً عندما أدخل إلى هذا البيت، أحس أنني عدت إلى منزلي"، في إشارة إلى منزل طفولتها الذي تم إجراء اللقاء فيه بالسليمانية.
وأشارت إلى أن المنزل أصبح بمثابة "المكان الذي أشعر فيه بالأمان والقرب منه".
كما تحدثت عن والدها، وقالت إنها عاشت معه في سنواته الأخيرة رغم أنهم كانوا لا يرونه كثيراً في طفولتهم، مؤكدة أنها "أحست به أكثر" بعد وفاته عندما بدأت برؤية مقابلاته وجمع أوراقه وكتبه.
وفيما يتعلق بنشاطها السياسي وأثر نشأتها وأسرتها على ذلك، أكدت سيدة العراق الأولى أن "كل إنسان له ذكراه وله مواقف تؤثر عليه"، مضيفة: "عندما كنت مع أهلي، خاصة عندما كنا ننتقل من بلد إلى بلد.. نوع المعيشة التي كنا نعيشها كانت مختلفة، أحياناً كنا نعيش في القرى وأحياناً كنا نعيش بين القبور، لأن المقابر كانت المكان الوحيد الذي لا يستطيعون أن يقصفوه. بعدها كانت الأزمنة تتغير ونذهب للعيش في بيت مثل القصر.. تأثرت بهذه الحياة وتعلمت أن لا هذا يبقى ولا ذاك".
وشاناز إبراهيم أحمد، من مواليد محلة صابونكران في السليمانية عام 1954، وهي خريجة جامعة في لندن. تنتمي لعائلة سياسية بارزة، فهي ابنة السياسي الكوردي المعروف إبراهيم أحمد وشقيقة هيرو إبراهيم أحمد، عقيلة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني.
تزوجت من السياسي الكوردي عبد اللطيف رشيد عام 1977، ولديهما ولدان وبنت. تتقن الكوردية والعربية والفارسية والإنكليزية.
نشطت مبكراً في تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في الخارج، وساهمت في دعم الثورة الكوردية إعلامياً بترجمة ونشر بياناتها باللغة الإنكليزية. وكانت عضواً في المجلس الوطني الكوردستاني، وشاركت في اجتماعات المعارضة العراقية. وتولت مسؤولية تنظيمات الاتحاد الوطني في الخارج عام 2003، وأصبحت لاحقاً مسؤولة مركزه في الخارج عام 2012.
عُرفت بكتاباتها الجريئة ومواقفها النقدية، ما خلق لها خصوماً داخل
الحزب وخارجه. ومع تراجع دور شقيقتها وشقيقها هلو، برزت شاناز كممثلة لعائلة
إبراهيم أحمد، وأصبحت عضواً في المجلس المركزي للاتحاد الوطني خلال مؤتمره الرابع.