"صابونكران" في السليمانية.. حي عريق يروي تاريخ المدينة (صور)

شفق نيوز/ تُعتبر مدينة السليمانية من المدن ذات التاريخ العريق، إذ تعكس أزقتها ومنازلها مراحل مختلفة من الحضارة والتطور. تأسست السليمانية على يد إبراهيم باشا بابان في عام 1784، الذي أطلق عليها اسم والده سليمان باشا، وقد كانت عاصمة إمارة بابان التاريخية من عام 1784 حتى 1850.

تضم السليمانية مناطق وأحياء أثرية، من بينها حي "الصابونجية / صابونكران"، الذي يُعد من أقدم أحيائها وله قصص وحكايات مثيرة. 

يقول العم ساحي دارتاش ساحبقران، أحد أعيان السليمانية، في حديثه لمراسل وكالة شفق نيوز، إن حي صابونكران يُعتبر من أقدم أحياء المدينة بعد حي إبراهيم باشا، وقد سُمّي الحي بهذا الاسم لأنه كان يضم العديد من المصانع التي كانت تصنع الصابون.

ويضيف العم ساحي، أن الحي كان يضم نحو 500 عائلة معروفة آنذاك، من القضاة والشعراء والكتاب والمفكرين والمعلمين السياسيين وقادة الأمن.

ويشير إلى أن آثار المدينة التاريخية والثقافية والأدبية ما زالت باقية، لكنها تواجه الآن خطر الانهيار والاندثار بسبب تحويل العديد من المباني إلى مرائب للسيارات ومعامل صغيرة ومحال تجارية، حيث لم يتبقَ من المنازل القديمة سوى نحو 100 منزل فقط.

ويوضح العم ساحي، أن حي صابونكران يحتفظ بذكريات قديمة، من بينها حمام المفتي الذي كان يستمد مياهه من جبال كويزه، وكتاتيب ملا نجم الدين، التي عُرفت بسفينة النجاة لأنها أنقذت العديد من الشباب من الأمية، كما تميز الحي بوجود عيون المياه التي سُمّيت بعيون وسطى شريف.

ويشير إلى أن الصابون كان يُصنع من زيت العظم واللحوم المتبقية التي تُستخدم في صناعة الكفتة الشهيرة بحجمها الكبير، ولفت إلى أن هناك حوضاً قريباً من مركز الحي كان يستخدم للحصول على المياه اليومية بسبب نقص المياه في ذلك الوقت.

وأوضح أن الشارع الرئيسي في الحي كان من الحجر، ولم تكن العجلات موجودة كما هو الحال الآن، فكان الناس يأتون من الجبل على ظهور الحيوانات للتجارة، مشيرا الى أن مطحنة تعمل بالكهرباء المولدة من حركة المياه موجودة أسفل الشارع، كما كانت أبواب المحال من الخشب، وكان السوق مسقوفاً ببساطة يدوية.

وأشار أيضاً إلى أن الحي كان يضم كنيسة السليمانية مريم العذراء. وتعود جذور المسيحية في السليمانية إلى عام 281 م في محلة طاوران صابونكران، حيث بدأت المسيحية في دار قديمة تحولت إلى كنيسة ومركز لعبادة المسيحيين. 

ومع زيادة عدد المسيحيين تدريجياً، تم بناء أول كنيسة رسمية في المنطقة عام 268 م، وسُمّيت كنيسة مريم العذراء، وشيدها الشماس يلدا من أهالي سنندج الإيرانية، حيث كانت الكنيسة تابعة للسنندجية الإيرانية في ذلك الوقت.