"سنّان" يتجول في إقليم كوردستان بحثاً عن سكين (صور)
شفق نيوز/ يتجول عمر، ذلك الرجل الستيني، في أحياء وأزقة السليمانية ضمن إقليم كوردستان، حاملاً على كتفه آلة شحذ السكاكين التي يبلغ وزنها 25 كغم، لكسب لقمة العيش من مهنة "حد السكين" التي حافظ عليها منذ سبعينيات القرن الماضي.
ولد عمر (أبو بكر) عام 1963، وعمل في هذه المهنة منذ أن كان عمره 9 سنوات، وتحديدا عام 1972، ومنذ ذلك الحين وهو يعمل في مهنة "شحذ السكاكين" عبر التجول صباح كل يوم، وحتى المساء، كما يقول لوكالة شفق نيوز.
وقال أبو بكر، إن عمله يبدأ منذ الساعة السابعة صباحاً في بعض الأحيان عندما يكون لديه موعد مسبق مع أحد الزبائن عن طريق الاتصال الهاتفي، وبعدها يبدأ تجوله مردداً عبارات اعتاد المواطنون سماعها منه".
ورغم بعض مخاطر هذا النوع من العمل، إلا أن عمر يصر على إكماله لكسب رزقه ورزق عائلته المؤلفة من ستة أشخاص، مردفاً بالقول: "توجد في هذه المهنة العديد من المخاطر وهي تحتاج إلى تركيز عالي وقد تودي به إلى العوق إذا ما فقد التركيز خلال شحذ السكاكين"، حسب قوله.
وأضاف: "لكن أنا مصر على العمل في هذه المهنة لاني لا أمتلك غيرها في إعانة عائلتي يوميا حيث أقضي قرابة عشر ساعات مع مخاطر هذه المهنة حتى أجني في نهاية اليوم ما بين 6 آلاف إلى 10 آلاف دينار، أو أكثر بقليل في بعض الأحيان".
وأوضح عمر، أن عملية شحذ السكاكين تمر بأربع مراحل، أولها يقوم عامل بشحذ السكين على حجر خشن في إحدى أطراف آلة الشحذ الكهربائية، ثم إلى مرحلة التنعيم بماكينة كهربائية، ثم إلى المرحلة الأنعم، ويمررها بسير "قشاط" جلخ ناعم، مرورًا بتزييتها وصولاً إلى المرحلة الأخيرة التلميع والسن الدقيق.
وتعد مهنة "السنّان" من الحرف القديمة جداً وتصارع الاندثار، ويرجع أصحاب التاريخ بدايتها إلى فلسطين وبالتحديد في مدينة نابلس، حيث كان يتوافد إلى السنانين زبائنهم من سوريا والأردن ولبنان، يشحذون هناك الساطور والسكين والبلطات وكانت هذه المهنة تزدهر مع حلول عيد الأضحى حينما كان الناس يذبحون الأضاحي في منازلهم.