سكان "الحوض الملتهب" في جلولاء يطالبون بعودة البيشمركة : الشوفينيون يرفضون عودتهم
شفق نيوز/ دعا سكان من شمالي جلولاء، (75 كم شمال شرق بعقوبة، مركز محافظة ديالى) الى عودة البيشمركة لإنهاء "مسلسل الموت الدامي يوميا"، وفيما شكوا وجود "فراغات أمنية" تحولت إلى "أوكار ومنطلقات" لحصد أرواح المدنيين، اكدوا ان "الشوفينيين" يحاربون هذه العودة ويهددون السكان بالتصفية.
وقال أبو ماهر العزاوي احد سكان شمالي جلولاء لوكالة شفق نيوز إن "شتان ما بين أوضاع حوض شمالي جلولاء في قرى الإصلاح والشيخ بابا والمناطق التابعة لها قبل 16 تشرين الاول 2017 وما تلاها من انهيار أمني تسبب بشلل الحياة بجميع مفاصلها وابرزها القطاع الزراعي وهلاك البساتين وعزوف المزارعين عن أراضيهم خوفا من مصائد الموت العبوات والقناصين والأسلحة الاخرى" المتكدسة في أوكار (داعش)".
وأكد أبو ماهر؛ ان "وجود البيشمركة قبيل 2017 شمالي جلولاء جعلها نموذجا للاستقرار الأمني والاجتماعي ومنعت عناصر (داعش) حتى بالتفكير بمهاجمة قرى شمالي جلولاء".
وكشف أبو ماهر ان "غالبية السكان شمالي جلولاء يرغبون بعودة البيشمركة وانهاء وجود بؤر الموت في القرى والبساتين الا ان جهات وأطراف (شوفينية) معادية للكورد والتعايش القومي تدفع السكان الى التكتم والصمت خوفا من الاستهداف والتصفية"، لافتا إلى أن "حوض شمالي جلولاء فقد كل مقومات المعيشة والاستقرار الأمني بسبب هجمات (داعش) المستمرة وفتح جبهات جديدة لضرب المدنيين جراء الفراغات الأمنية الشاسعة بين جلولاء وحدود قره تبه وكوردستان".
بدوره جدد عضو الاتحاد الوطني الكوردستاني – تنظيمات جلولاء خليل خوداداد دعوته لعودة البيشمركة الى "مهامها الأمنية في أطراف جلولاء وعموم المناطق المتنازع عليها لاستئصال سرطان( داعش) وتجفيف منابعه لما تمتلكه من دراية جغرافية واستخبارية بنقاط الضعف الأمني وممرات وثغرات تسلل وتحركات العناصر الإرهابية منذ عهد تنظيم القاعدة الإرهابي واعوانه".
واستعرض خوداداد في حديثه لوكالة شفق نيوز" تضحيات البيشمركة من اجل جلولاء إبان الحرب مع القاعدة وتحرير الناحية من سيطرة (داعش)"، لافتا الى ان "البيشمركة قدمت 200 شهيدا إبان حروب التحرير وتطهير الناحية بعد التحرير".
ونبه المسؤول الكوردي إلى أن "القيادات الأمنية طالبت بعد حرب تحرير جلولاء عام 2014 بأدوار أمنية أوسع للبيشمركة ومسك مساحات اكبر من القواطع في جلولاء واطرافها بحكم الخبرة القتالية والأمنية إلا أن ذلك لاقى رفضا سياسيا تقوده اطراف معادية لاستقرار المناطق المتنازع عليها والتعايش القومي والمجتمعي بين المكونات"، معززا ما أورده بما وصفه "إشادات اغلب العوائل في جلولاء سابقا وحاليا بدور قوات البيشمركة والاسايش التي ضحت وبسطت الأمن والاستقرار في جلولاء و المناطق المجاورة لها".
واكد خوداداد "نزوح 720 اسرة كوردية من جلولاء بعد أحداث أكتوبر 2016 لتضاف إلى أكثر من 3000 أسرة كوردية نزحت من جلولاء طيلة الفترات الماضية هربا من الاغتيالات والتهديدات الأمنية".
واستغرب عضو الاتحاد الوطني "سياسة التفرقة القومية التي اعتمدتها حكومة ديالى ابان وجود الكورد في المفاصل الحكومية والأمنية في جلولاء وحرمانها من أبسط المساعدات الطبية والاستعانة بكرميان لتلبية الاحتياجات الصحية من الأدوية والمستلزمات الى جانب عزوف ومنع عودة 22 طبيبا الى جلولاء قبل احداث أكتوبر لكنهم عادوا بعد انسحاب الكورد بشكل مفاجئ".
ورفض خوداداد الاتهامات التي تطلقها "جهات مأجورة تحمل الكورد مسؤولية التردي الخدمي في جلولاء قبيل عام 2017"، مبينا ان "التهميش الحكومي لجلولاء آنذاك وحجب حقوقها حتى من المساعدات الدولية للمناطق المحررة والتي اطلقت بعد أحداث 2017 جاء لتحميل الكورد مشاكل خدمية خارج اختصاصاتهم ومسؤولياتهم".
وبين المسؤول الكوردي ان "ما يجري من اعمار و خدمات في مناطق النزاع او المختلطة سكانيا من ميزانية 2014 المجمدة و مؤتمر المانحين التي جرت في الكويت، ليس فضلا أو كرماً من اي شخص او حزب أو مسؤول او برلماني وانما هي ميزانية دولة.
وتشهد مناطق شمالي جلولاء؛ هجمات واضطرابات أمنية بسبب الفراغ الأمني بين ديالى وحدود اقليم كوردستان والذي خلفته قوات البيشمركة بعد انسحابها عام 2017 عشية استفتاء الاستقلال، ما يدفع بالقوات الأمنية إلى شن عمليات لتأمينها.
وأصبحت جلولاء ناحية عام 1958، ويبلغ عدد سكانها نحو 70 ألفا، وتقع على بعد 70 كم شمال مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، وهي من المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد وتشهد توترا امنيا متواصلا منذ أواخر عام 2008 وحتى عام 2014 بعد سقوطها بيد (داعش) آنذاك بسبب انسحاب قوات البيشمركة التي فرضت سيطرتها التامة على الوضع الأمني.
وبعد عودة البيشمركة في حرب تحرير جلولاء عام 2014 ولغاية أكتوبر/ تشرين الأول 2016، فرضت استقراراً امنياً ومنعت عناصر داعش من التواجد في جميع القرى والقصبات الشمالية والمحيطة بجلولاء, قبل أن تنسحب عام 2017 وتترك فراغات وثغرات أمنية استغلها عناصر داعش لإحياء معاقله من جديد.