أسرار الـ"80 دقيقة" من خلوة بارزاني باردوغان وفيدان وتفاصيل رسالة من الكاظمي
شفق نيوز/ كشف موقع "المونيتور" الأميركي تفاصيل الاجتماع بين رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الرابع من سبتمبر (أيلول) الجاري في انقرة، حيث أكدت مصادر ان القمة عقدت بتشجيع من خلال زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بغداد.
وكان ماكرون قام بزيارة الى بغداد الاسبوع الماضي حيث تمنى على بارزاني لقائه في العاصمة بغداد، والتقى ايضا كبار المسؤولين العراقيين، وتوجه بعدها بارزاني الى أنقرة حيث التقى اردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش اوغلو.
وبحسب "المونيتور" فإن رئيس المخابرات التركية حقان فيدان كان الشخص الوحيد الموجود في قاعدة الاجتماع بين بارزاني وأردوغان خلال لقائهما في انقرة والذي استمر 80 دقيقة. وقال مصدر ان بارزاني تحدث باللغة الانكليزية وتولى حقان فيدان الترجمة لأردوغان الى التركية.
وقال المصادر في تقرير لـ"المونيتور"، وترجمته وكالة شفق نيوز، انه فيما يلقي ماكرون بثقله دعما لليونان وقبرص ويضغط من أجل قيام الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات على أنقرة بسبب تصاعد النزاع حول حقوق التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، فان الرئيس التركي كان حريصا على معرفة ما بحثه ماكرون في بغداد مع المسؤولين العراقيين ومع بارزاني الذي التقى ماكرون وقتها.
ونفت المصادر معلومات ان يكون بارزاني يقوم بدور وساطة بين فرنسا وتركيا، او انه يعتزم زيارة باريس بعد محادثاته مع اردوغان.
لكنها قالت ان بارزاني حمل رسالة تصالحية من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى اردوغان. وقال مصدر ان "الغبار هدأ"، من دون ان يقدم توضيحات إضافية حول مضمون الرسالة.
وتصاعد التوتر بين أنقرة وبغداد بعد مقتل ضابطين عراقيين في غارة تركية يفترض انها كانت تستهدف مسلحي حزب العمال الكوردستاني في الشهر الماضي. والغت بغداد زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع التركي خلوصي اكار، ردا على الافعال التركية، كما تحركت لدى العواصم العربية للتوحد خلفها في الموقف من أنقرة ودفاعا عن سيادة العراق.
وقالت المصادر ل"المونيتور" انه اما ان خلوصي أكار او مولود جاويش أوغلو-وزير الخارجية التركية- قد يقوم بزيارة الى بغداد في المستقبل القريب، وان الكاظمي قد يأتي الى انقرة ليقوم بزيارته الاولى اليها منذ ان تولى رئاسة الحكومة في مايو (ايار) الماضي.
ووفق تحقيقات قام بها برلمان حكومة اقليم كوردستان في يونيو (حزيران) الماضي، فان 504 قرى فرغت من اهلها منذ العام 1992، خاصة بسبب الغزوات العسكرية والضربات التركية. وغالبية عمليات النزوح شهدتها مناطق دهوك واربيل.
وتسبب حواجز التفتيش التي اقامتها تركيا ويحرسها مسلحون كورد تدفع لهم تركيا، في زيادة الاستياء الشعبي ضد تركيا وضد حكومة اقليم كوردستان ايضا. ويتم الان ازالة الحواجز العسكرية في منطقة حفتانين.
لكن مصادر حزب العمال الكوردستاني اثارت الشكوك حول الاعلان التركي، وتقول ان الهجمات التركية من المرجح ان تستمر في حفتانين، وان التوقف في النشاط العسكري هو خطوة مؤقتة لتخفيف الضغط المحلي على بارزاني ولتهدئة بغداد، مثلما قال مصدر في حزب العمال الكوردستاني ل"المونيتور".
وبعد ساعات على هذه المقابلة مع المصدر في حزب العمال، قامت طائرات ومدفعية تركيا بقصف قرى في منطقة كاني ماسي في دهوك.
واشار "المونيتور" الى ان قضية الايزيديين تم تناولها خلال زيارة ماكرون الى بغداد وهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الكاظمي تعهد بالقيام بكل ما يمكننا القيام به لمساعدة الايزيديين في منطقة سنجار.
وما زال 2800 شخص من الايزيديين الرجال والنساء والاطفال بعداد المفقودين بعدما خطفتهم عصابات داعش. وعندما عاد بارزاني من انقرة الى اربيل، اصطحب معه طفلين من الايزيديين سلمتهما له السلطات التركية. ويبلغ الولد من العمر 11 سنة، والفتاة 10 اعوام، وخطفا في منطقة سنجار العام 2014، لكن مصير واليدهما واشقائهما الاربعة الاخرين ما زال مجهولا.