أخمدت النيران والدخان يتصاعد.. الصباح يكشف آثار الليلة العصيبة على أربيل (صور)
شفق نيوز/ أُخمدت النيران، لكن ألسنة الدخان ما تزال تملأ المكان في "سوق البالة" الذي يتوسط مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان.
وبعد ليلة عصيبة مرت بها أربيل، بسبب الحريق الكبير الذي اندلع في هذا السوق - وهو وجهة مهمة لكثير من السياح ومحدودي الدخل - حل الصباح لتنكشف معه آثار النيران التي التهمت محالاً تجارية، والتهمت جدرانها البسيطة وكل ما بداخلها.
عدسة وكالة شفق نيوز، وثقت حجم الأضرار المادية داخل السوق، وفيما تحرت أسباب الحريق، الذي ما يزال قيد التحقيق، استطلعت آراء المتضررين من أصحاب المحال الذين كانوا يستعدون لموسم عيد الفطر.
مهمة صعبة
في هذا الصدد، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في أربيل، المقدم كاروان علي، لوكالة شفق نيوز، أن "حادث الحريق كان مؤسفاً، وشُكلت لجنة لكتابة التقرير النهائي بالأسباب وحجم الأضرار، ولحسن الحظ لم تكن هناك أضرار بشرية، كما أن المادية تختلف من محل لآخر، حيث أن عدداً منها احترقت بالكامل، وعدداً آخر بشكل جزئي".
ووصف علي، المهمة بأنها كانت "صعبة" يوم أمس، حيث جرى إحضار أعداد كبيرة من عناصر الإطفاء، وكانت المخاوف من حدوث أضرار بشرية بسبب تدفق الناس بكثرة إلى المكان دون امتلاك أي معلومات، الأمر الذي تسبب بحالات اختناق.
وتابع المتحدث باسم الدفاع المدني: "لم يتم تثبيت سبب اندلاع الحريق حتى الآن، والأضرار المادية تُقدر بأكثر من 100 محل ولم تصل إلى 400 أو 500 كما تحدثت بعض وسائل الإعلام".
وبحسب علي، فإن نسبة الإنقاذ كانت كبيرة جداً، حيث قامت فرق الدفاع المدني خلال ساعتين و45 دقيقة بإطفاء وتغطية الحريق وتبريد المكان، مردفاً: "لو لم نقم بكل هذه الخطوات، لكان الحريق سيتسع إلى 85% من المحال داخل السوق".
إزالة آثار الحريق
في المقابل، قال مدير بلدية أربيل نياز صالح، لوكالة شفق نيوز، إن "فرق البلدية، بدأت صباح اليوم، وبمساعدة من شركات التنظيف في أربيل، بعمليات رفع الأنقاض وإزالة آثار الحريق، في سوق البالة وسط المدينة".
وأضاف صالح، أن "الحريق نشب في وقت حساس، لتزامنه مع قرب حلول شهر رمضان وعيد الفطر"، لافتاً إلى أن "اللجنة المشتركة بين البلدية والمحافظة ووزارة الداخلية، تقوم بكتابة تقريرها عن الحريق".
متضررون
ومن جانبه، رجح إبراهيم صابر (صاحب محل في سوق البالة)، أن يكون سبب الحريق تماساً كهربائياً، قائلاً: "توسعت النيران بسرعة وكان الحريق ضخماً، وحدث في وقت يضم السوق كمية كبيرة من البضائع، لأن أصحاب المحال كانوا بانتظار شهر رمضان والعيد".
بدوره، ذكر برهان (صاحب محل في سوق البالة)، هذه هي المرة الثانية التي تندلع فيها الحرائق داخل هذا السوق وهذه المرة شملت عدداً من المحال، مستدركاً: "محلي هذا تعيش عليه أربع عائلات".
وعن الأضرار الناجمة عن الحريق، قال كامران (صاحب محل متضرر) للوكالة: "حجم الأضرار في محلي هو 8 ملايين دينار، لكن الأضرار أكبر في بقية المحال داخل السوق، وهذه هي المرة الثانية، والحادثة في الواقع فاجعة كبيرة".
وكانت فرق الإسعاف الأولي، في مكان الحريق الذي نشب في سوق البالة، استقبلت أكثر من 50 شخصاً مصاباً بضيق التنفس، 30 منهم تم علاجهم في داخل عجلات الإسعاف بالتنفس الاصطناعي، و20 آخرين أرسلوا إلى طوارئ شرق أربيل.
وأرسلت مديرية الدفاع المدني في أربيل، أكثر من 20 فرقة إطفاء، وأكثر من 100 رجل إطفاء، للسيطرة على حادث حريق سوق البالة، الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات قبل أن يتم إخماده.