حكومة كوردستان تعدد "مزايا" حضور قادتها في المحافل الدولية وتسعى لتعزيز دبلوماسيتها عالميا
شفق نيوز/ كشفت حكومة إقليم كوردستان، اليوم الأربعاء، عن مجمل "الفوائد" على المستويات المختلفة التي تحصل عليها إقليم كوردستان من زيارات رئيسي الإقليم والحكومة الى دول العالم وأبرزها "القمة العالمية للحكومات" التي عقدت مؤخراً في الإمارات، وفيما بينت خصوصية العلاقة مع فرنسا، أكدت أن قادة الإقليم يتم استقبالهم بحفاوة في أي دولة ومحفل مع السعي للارتقاء بهذه العلاقات.
وقالت دائرة العلاقات والإعلام بحكومة الاقليم، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز إن "رئيس الوزراء أعرب عن رغبته في تعزيز العلاقات مع دول العالم وإيجاد أسواق خارجية لمنتجات كوردستان المحلية، خلال مشاركته مؤخراً في القمة العالمية للحكومات في دبي واجتماعه مع عدد من الشخصيات المؤثرة في المجالات السياسية والاقتصادية العالمية".
وأضافت الدائرة أن "رئيس الوزراء التقى في باريس، الرئيسَ الفرنسي وكبار المسؤولين الفرنسيين، مجدداً التأكيد على رسالة حكومة إقليم كوردستان في الارتقاء بالعلاقات، وخلال زيارته أيضاً حثَ رجال الأعمال وأصحاب الشركات على زيارة إقليم كوردستان وتنفيذ مشروعات استثمارية فيه".
وبشأن خطوات حكومة إقليم كوردستان لتوطيد العلاقات الدبلوماسية وتعزيزها مع دول العالم ومشاركة رئيس الحكومة في قمة دبي بالإمارات ثم زيارته إلى فرنسا، أوضح رئيس دائرة العلاقات الخارجية سفين دزيي إن "هذا المنتدى يُعقد في دولة الإمارات للعام العاشر، وفي السنوات الأخيرة تلقت حكومة إقليم كوردستان دعوات للمشاركة فيه، خاصة وإن هذا النوع من المنتديات، التي تحضرها دول العالم والمراكز المهمة والشخصيات المؤثرة سياسياً واقتصادياً، يُسلط فيها الضوء على الخبرات وتحسين أداء الحكومات".
وأضاف دزيي: "كانت مشاركة حكومة إقليم كوردستان ورئيس مجلس الوزراء بناءً على دعوة رسمية من دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد شارك رئيس الحكومة في المؤتمر، ثم عقد بعد ذلك اجتماعات ثنائية عدة، كذلك عقد رئيس مجلس الوزراء سلسلة اجتماعات مع مسؤولين إماراتيين، كما التقى العديد من الزعماء والشركات العالمية العاملة في مجال الاستثمار، وتمحورت اللقاءات بشأن الوضع في إقليم كوردستان والعلاقة بين أربيل وبغداد، وكذلك العلاقات بين إقليم كوردستان والمجتمع الدولي، فضلاً عن التنمية الاقتصادية وحماية الأمن الغذائي وتعزيز المنتجات الغذائية، الأمر الذي توليه الإمارات أهمية كبيرة".
وتابع المسؤول الكوردستاني بالقول "يمكن لتلك الدول مساعدة إقليم كوردستان إزاء سبل الاستثمار في قطاع الإنتاج ورفع سقف إنتاج الأغذية وتطوير هذا القطاع، خصوصاً أن دول العالم تنظر إلى إقليم كوردستان في الوقت الراهن على أنه بات مُنتِجاً للأغذية، ولا سيّما الفواكه المصدّرة إلى الخارج، وبالأخص دول الخليج، وبالإمكان تعزيز ذلك وتوسيعه من حيث الجودة والنوعية، إذ أن القطاع الخاص الإماراتي مستعد للاستثمار في إقليم كوردستان، وخاصة في الأغذية الطبيعية. وسياسياً، أجرى رئيس مجلس الوزراء مباحثات مع العديد من الرؤساء والسياسيين الإماراتيين والدول الأخرى".
زيارة رئيس حكومة الإقليم إلى فرنسا
وبشان زيارة رئيس حكومة الإقليم الى فرنسا أوضح سفين دزيي أن "زيارة رئيس حكومة إقليم كوردستان إلى فرنسا تمت بناءً على دعوة رسمية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومثلما تعلمون فإن للعراق وإقليم كوردستان مكانة مهمة بالنسبة لفرنسا، فتاريخ العلاقات بين إقليم كوردستان وفرنسا يعود إلى ستينيات القرن الماضي، وفي الثمانينيات ساعدت فرنسا إقليم كوردستان بشكل إنساني، وبالأخص السيدة دانيال ميتران، وفي عام 1991، أدّت فرنسا دوراً محورياً في حماية إقليم كوردستان والملاذ الآمن، كذلك دعمت فرنسا مساعي إقليم كوردستان وخطواته في العلاقات الدولية، ويمكنها أن تمارس دوراً جيداً في التقريب بين أربيل وبغداد.
وأضاف بالقول "رأينا دور فرنسا واضحاً عندما فُرض حصار وهجوم عسكري على إقليم كوردستان بعد 16 أكتوبر، إذ وجّه رئيس وزراء إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني آنذاك دعوة إلى فرنسا، لتدخل بعدها على الخط لتهدئة الوضع وحل المشاكل، واليوم تريد فرنسا أن يكون لها دور كبير في العراق، حيث كان لقاء بغداد مبادرة فرنسية".
وبيّن رئيس دائرة العلاقات الخارجية أنه "إلى جانب العلاقات الثنائية العميقة بين إقليم كوردستان وفرنسا، وكذلك الحرب على داعش، كان لفرنسا الدور اللافت في إطار التحالف الدولي، إذ ناقش رئيس الوزراء مع ماكرون خطر الإرهاب والوضع في إقليم كوردستان وتقييم الوضع الحالي. كما التقى رئيس الوزراء بمجلس الشيوخ الفرنسي لمناقشة التحديات التي تواجه إقليم كوردستان والأوضاع في المنطقة ودعم برنامج الحكومة الفرنسية المتعلق بمساندة إقليم كوردستان كما تمت الإشادة بدور حكومة إقليم كوردستان في حماية حقوق المكونات وما حققته حكومة الإقليم بهذا الصدد".
ولفت المسؤول الكوردستاني إلى أن "اللقاء الثالث كان مع رئيسة بلدية باريس، حيث بحث الجانبان العلاقات بين باريس وأربيل، فباريس وأربيل توأمان، أما اللقاء الأخير فكان مع عدد من الشركات والمستثمرين الفرنسيين في المركز الفرنسي الخاص بالاستثمار والتجارة. وتطرق رئيس حكومة إقليم كوردستان إلى الوضع الاقتصادي في الإقليمن والفرص التي يمكن للمستثمرين الفرنسيين استثمارها"، مبينا ان "هؤلاء المستثمرين أبدوا استعدادهم لزيارة إقليم كوردستان مستقبلاً، للاطلاع عن قرب عن الفرص المتاحة لهم، وبعدها يحسمون قرارهم، وهذه اللقاءات حتماً فرصة مهمة لإقليم كوردستان، ويسعدني أن يتم الترحيب بقادة إقليم كوردستان على أعلى المستويات".
دعم مجلس الشيوخ لإقليم كوردستان
وعن دعم مجلس الشيوخ أوضح رئيس دائرة العلاقات الخارجية: "من دون شك ففي العالم الديمقراطي أي حكومة لديها مشروع فهي تحتاج إلى تشريع، ويجب أن تكون المؤسسات القانونية داعمة لها. وفي السابق، كانت هناك حاجة لدعم المؤسسات القانونية فيما يخص إرسال القوات إلى العراق وإقليم كوردستان، لذلك إذا حصلنا بصفتنا حكومة على دعم المؤسسات القانونية، فهذا يمثل دعماً مهماً لبرامج حكومتهم، ونريد العمل على ملف الإبادة الجماعية الإيزيدية في هذه المؤسسات المهمة، لذا فإن دعم مجلس الشيوخ مهم جداً بالنسبة لنا".
تصدير منتجات كوردستان
وبشأن الحصول على إجازة لتصدير منتجات إقليم كوردستان المحلية إلى الدول الأوروبية، قال سفين دزيي: "نريد تنويع اقتصاد إقليم كوردستان وحماية الأمن الغذائي وخاصة الأغذية الطبيعية، فهناك منافسة كبيرة من الدول الأجنبية ويتم إرسال الكثير من المواد الغذائية الى أسواق العالم وبعض هذه الأغذية تنتج بسرعة، ولكن الغذاء العضوي والطبيعي أفضل، ربما يكون أقل وأغلى سعراً بعض الشيء، لكن الطلب عليه متزايد، لهذا ثمة محاولات لتكون أغذية إقليم كوردستان طبيعية وعضوية، فهناك طلب كبير على المنتجات الكوردستانية التي صُدّرت إلى الخليج مؤخراً، وبهذا الصدد، طلبنا من فرنسا المساعدة إزاء إجازة إرسال منتجات إقليم كوردستان إلى أسواق الاتحاد الأوروبي، لأن لديهم معيار خاص بمنتجاتهم، ويجب إنتاجها وفقاً لهذا المعيار، وإذا ما حصلنا على إجازة من الناحية الصحية والنوعية، فيمكننا إرسال منتجاتنا إلى الدول الأوروبية. وفي مكتب رئيس الحكومة هناك فريق مختص بهذا الأمر، وطلبنا من الدول مساعدتنا بهذا الشأن".
أين بلغ إقليم كوردستان من الناحية الدبلوماسية؟
واوضح دزيي أن "إقليم كوردستان بلغ مستوى جيداً من الناحية الدبلوماسية، لكننا نسعى إلى تعزيز ذلك، ولدينا تطلعات كثيرة، ففي عام 1991، لم تدخل جميع دول على خط المعاناة التي عاشها إقليم كوردستان، وهذا ينطلق من مصالح تلك الدول آنذاك، ومنذ عام 1991 ولغاية 2003، وبسبب الحصار تدهور وضع العراق، أُنشئت علاقات معهم، وبعد 2003، واستناداً إلى القانون والدستور العراقي مُنح إقليم كوردستان الحق في إقامة علاقات مع دول العالم، ولهذا نريد تعويض الفترة الماضية من خلال زيادة ممثلياتنا في الدول، وزيادة عدد المبعوثين الدبلوماسيين إلى إقليم كوردستان".
وأضاف بالقول "إذا قارنا إقليماً مثل إقليم كوردستان، فسنرى أنه يتم استقبال قادتنا على أعلى المستويات في واشنطن وبرلين ولندن والفاتيكان وفرنسا وأنقرة وكندا ودول وعواصم أخرى، وفي نفس الوقت يشاركون في ندوات كوردستان ومؤتمراتها، فرئيس حكومة إقليم كوردستان في الخليج وفرنسا، ورئيس إقليم كوردستان في مؤتمر ميونيخ، مما يعني أن علاقاتنا على مستوى عالٍ، ويستقبلون قادتنا بحفاوة، لكننا نتطلع في دائرة العلاقات الخارجية إلى الارتقاء بهذه العلاقات إلى أعلى المستويات".