جولة في أسواق السليمانية قبل موعد الإفطار.. صور
شفق نيوز/ تعد السليمانية باقليم كوردستان ومنذ نشأتها مركزًا للتجارة، وانعكس ذلك على حركة البيع والشراء فيها، فأصبحت أسواقها أكثر البقاع ازدحاماً وضجيجاً، وخلال شهر رمضان بات الازدحام على المحال التجارية أكثر المظاهر إثارة وتشويقًا في أسواق المدينة.
وتشهد الأسواق في مدن الاقليم نشاطاً ملحوظاً خلال شهر رمضان، وتقع غالباً في الشارع التجاري الرئيسي بالمدينة الذي يكتسب سمة خاصة خلال شهر الصيام.
امتلاء الشوارع الرئيسة بسقائف الكسبة
يقول "أحمد" وهو متبضع إعتاد زيارة السوق يومياً بعد صلاة العصر، إن "الأسواق التي تشهد نشاطًا خلال شهر رمضان المبارك تتواجد غالباً في الشارع التجاري الرئيسي بالمدينة"، مضيفاً لوكالة شفق نيوز، إن "اهذا الشارع يكتسب سمة خاصة خلال شهر رمضان، وذلك بعمل سقيفة له من قماش الخيام لتظليل المارة وحماية البضائع من اشعة الشمس".
ويضيف أن "الكسبة يعرضون بضاعتهم في هذه الشوارع التي تحتضن الاسواق الرئيسة في المدينة،تشهد اقبالاً سيما قبل اوقات الفطور"، لافتاً إلى "عرض مختلف انواع المواد الغذاية".
ازدحامات واختناقات قبل موعد الإفطار
يرى "عمر" وهو مواطن من سكان السليمانية، أن "ازدحام الأسواق والشوارع في هذا الشهر بات ظاهرة مزعجة حيث الاختناقات المرورية والتسكع في الأسواق بلا هدف والشراء في أحيان كثيرة دونما حاجة ملحة".
ويقول عمر، لوكالة شفق نيوز، إن "الأمر يحتاج إلى وقفة منا ومحاولة لإيجاد حلول لها"، مؤكداً أن "الغاية الأولى من شهر رمضان الفضيل هو إعداد القلوب للتقوى، إلا أنه تحول من شهر للعبادة ومجاهدة النفس والشعور بالآخرين إلى شهر استهلاكي بامتياز!".
وتجد "هوراز" وهي مواطنة متبضعة، أن "الأمر يتسبب في ازدحام الشوارع وأيضاً كثرة الباعة المتجولين وإنشاء البسطات التي أصبحت تعرقل حركة السير"، موضحةً أن "كثيراً من التجار يقوم بإخراج بضاعته من داخل محله إلى أمام المحل ولايود طريق لمرور المشاة".
الشهر الفضيل يكتسي بطابع اجتماعي
يقول مراسل وكالة شفق نيوز الذي تجول في أسواق المدينة، إن وجه تلك الاسواق تتغير في شهر رمضان المبارك، وتنتشر تعاملات مختلفة مميزة للشهر الفضيل، منها أنواع الأطعمة، التي تعد للتناول في البيوت، وكذلك أنواع الحلويات الخاصة بالمناسبة، بينما تصبح الفترة القريبة من موعد الإفطار فترة ازدحام وبيع وشراء كثيفين، في حين يتلو موعد الإفطار استرخاء يعم الأسواق، ويزداد كثافة كلما اقترب يوم العيد.
ويؤكد "أرسلان"، مواطن من سكان السليمانية، أن الأجواء الرمضانية تجعل الأسواق خلال الشهر الفضيل تكتسي بطابع اجتماعي، فيه التودد والتراحم، بل تصبح الأسواق نوعاً من المجالس الشعبية التي يصبح فيها لقاء الناس بعضهم ببعض فرصة للتقارب والتعارف.
وفي نفس السياق، يشير "أرسلان"، إلى أن الكثير من السلع التي يفرضها إحياء طقوس الشهر الفضيل تحيي الكثير من المهن، التي يرتزق منها الكثيرون، لذا ينتظرون الشهر الفضيل عاماً بعد عام.
طوابير طويلة للحصول على عصير الزبيب
ولعل أكثر المشاهد الرمضانية لفتاً للأنظار في العراق وإقليم كردستان خاصة، هو اصطفاف طوابير الصائمين أمام محلات بيع عصير الزبيب أو "شربت الزبيب" باللهجة العامية العراقية.
يقول "رازن ماجد" وهو بائع عصير، إن شراب الزبيب يتربع على قمة هرم المائدة الرمضانية في بلاد الرافدين، والتي لا تكتمل بدون حضوره، فبعد ساعات طويلة من الصوم عن الطعام والشراب، يكاد يكون شربت الزبيب الأكثر اقبالاً عليه حتى من الماء.
وما يزيد من شعبية شربت الزبيب في رمضان، يقول بائعه، إنه يصنع من الزبيب المجفف من العنب المنتج في إقليم كوردستان العراق، والذي يمتاز بجودته وطزاجته وبمذاقه الشهي.
الساعة الأخيرة من اليوم "مارثون حقيقي"
تتحول الحياة في السليمانية، في الساعات الأخيرة من اليوم الرمضاني الطويل إلى ماراثون حقيقي، تشهد فيه الشوارع حالة نشطة من الحركة، يسابق فيها الجميع الوقت، أملًا في توفير كل متطلبات مائدة الإفطار، في دقائق مُحدودة.
تقول "انتصار" من سكان المدينة، إ‘ن الشوارع والمفترقات العامة تكتظ قبيل آذان المغرب بالسيارات المليئة بالركاب، في أجواء لا تشهدها الطرقات إلّا في شهر رمضان، ويزداد إيقاع السرعة تدريجياً مع قرب غروب الشمس.
وتضيف انتصار، أن الساعة الأخيرة للصوم تجعل من المارة والبائعين خلايا نحل متناغمة الأدوار، تعمل بإيقاع سريع، حيث يقصد التاجر بيع بضاعته قبيل وقف الحركة، بينما يقصد الزبون شراء مستلزماته في اللّحظات الأخيرة.
قائممقام السليمانية: الأسواق ملتزمة بالتعليمات
على الصعيد الحكومي، يؤكد قائممقام السليمانية، الترام أغلب الأسواق والمراكز التجارية في المدينة بالتعليمات الصادرة عن إدارة المحافظة.
ويقول القائممقام ئاوات محمد، في تصريح ورد إلى وكالة شفق نيوز، إنه ووفقا للتقارير المقدمة من قبل اللجان المشتركة فإن اغلب الأسواق والمراكز التجارية ملتزمة وبصورة جيدة بالتعليمات الصادرة من اللجان المشتركة الخاصة بشهر رمضان المبارك، مثمناً في ذات الوقت التزام المواطنين من الباعة والتجار بالتعليمات الحكومية التي تنصب في خدمة المجتمع في هذا الشهر الفضيل.
وفي وقت سابق شرعت اللجان المشتركة لمتابعة ومراقبة الأسعار والجودة في السليمانية بجولاتها الميدانية لمراقبة الأسعار و النوعيات.
وقالت اللجنة في بيان ورد إلى وكالة شفق نيوز، إن لجان المراقبة والمتابعة شرعت قبل أيام من حلول شهر رمضان لمراقبة الأسعار في الأسواق والمراكز التجارية مع دخول شهر رمضان.
