بعيداً عن طوائفهم ودياناتهم.. جامع السليمانية الكبير يعد ألف طبق طعام يومياً للجائعين (صور)
شفق نيوز/ على مدار السنة، ومنذ نحو قرنين من الزمن، ما تزال أبواب جامع السليمانية الكبير، تُشرع أمام المواطنين جميعاً دون تمييز طائفة وديانة عن الأخرى، لتقديم وجبات طعام مجاني لنحو أكثر من ألف طبق يومي، خاصة في شهر رمضان الفضيل، الذي يزداد فيه المقبلين على وجبات إفطار شهية ليصل عددهم لأكثر من 2500 صائم جاء ليفطر داخل رحاب الجامع.
بابان حسن، أحد الكوادر التي تعد الطعام تحدث لوكالة شفق نيوز قائلاً، إن "المطعم الخاص بالجامع يستقبل يومياً أكثر من ألف شخص من الناس، بوجبات مختلفة تقدم ضمن إعداد تم ترتيبه من قبل الكادر المتطوع من النساء والرجال الكورد من اهالي السليمانية، خلال الأيام العادية من العام، فيما يزداد العدد في الأيام الأولى من الشهر الفضيل إلى نحو 2500 وجبة يومية وتصل عدد الوجبات في العشرة الأخيرة من الشهر إلى نحو 5 الف وجبة يوميا.
بابان لفت الى أن، "القاصدين للجامع لتناول الطعام هم من طوائف وأديان مختلفة من دول شرق آسيا ومن المحافظات الوسطى والجنوبية للبلاد ودول آخر ممن يسكنون في السليمانية، فضلًا عن الكادحين والعمال وأهالي المدينة المتمكنين حتى".
مستطردا بالحديث لشفق نيوز، ان "الجميع ممن يتقدم لتناول الطعام يجلس على مائدة واحدة دون تمييز، والطعام المقدم لهم لا يختلف عن أحد دون آخر، وهي صورة جميلة للتعايش والسلام الذي تمثله السليمانية منذ القدم".
ويضيف بابان حسن أن "الجامع يؤمن ميزانيته الشهرية لشراء احتياجات المطعم من المواد الغذائية، من تبرعات الناس الميسورين والأغنياء"، مؤكداً أن إطعام المحتاجين بهذه الطريقة جعل الجامع رمزا ومَعلما حضاريا وإنسانيا على مستوى الإقليم والعراق.
وتم تشييد جامع السليمانية الكبير أو مسجد الشيخ أحمد الذي تبلغ مساحته 6 آلاف متر مربع، والذي يتسع لأكثر من ألفي شخص من قبل الأمير إبراهيم باشا بابان عام 1784م، وهو أوّل مسجد أُسس في المدينة ويقع في مركزها وهو من مساجد العراق الأثرية، وفيه مرقد الشيخ أحمد، كما يضم مرقد الشيخ محمود الحفيد (1878 – 1956) وهو زعيم كردي واجه الاحتلال الإنجليزي.
وتحول الجامع بعد سنوات من تأسيسه إلى بيت للفقراء والمُتعفّفين واللاجئين وعابري السبيل بتقديم وجبة طعام مكونة من الأرز والدجاج والمرق، وزاد ذلك عام 1820، حيث كان يشرف عليه حينها رجل الدين الكوردي المعروف باسم الشيخ أحمد عندما ضربت أزمة اقتصادية المدينة وطلب على إثرها من تجار السليمانية فيها مساعدة الفقراء والمحتاجين، فأسس مطعما وألحقه بالجامع وصار يُقدم الطعام باستمرار.