بانتظار الثلوج .. النفط الأبيض يُصدّعُ رؤوس مواطني السليمانية

شفق نيوز/ شهدت أسعار النفط الأبيض في محافظة السليمانية، ارتفاعاً ملحوظا في الأسعار مع موجة البرد الحالية وترقب موجة الثلوج، وفيما يشكو مواطنون من أعباء هذا الارتفاع الذي تزامن مع ارتفاع أسعار الدولار مقابل الدينار العراقي، أكدوا أن الحكومة الاتحادية لا تعاملهم بمثل معاملة السكان الآخرين في محافظات أخرى.

ويقول سالم احمد وهو مواطن لوكالة شفق نيوز، إن "سعر اللتر الواحد من النفط يباع الآن بـ(1000) دينار، وهو سعر باهظ بالنسبة لدخل المواطن الكوردي الذي يعاني الكثير بسبب الازمة المالية الملازمة لواقعه الاقتصادي رغم ارتفاع سعر النفط عالمياً وتحسن الوضع المالي للعراق والاقليم".

ويضيف المواطن أن "أعباء الازمة الاقتصادية قائمة لغاية الآن على المواطن الكوردي، ولغاية الآن نحن لا نتسلم رواتبنا بصورة كاملة خلال العام الواحد حيث تقوم الحكومة بتوزيع (11) شهراً من مجموع (12) شهراً، وهذا يعد تقليلاً واستقطاعاً لرواتبنا الشهرية، فضلاً عن عدم صرف العلاوات والترفيعات منذ العام 2014 ، ولغاية الآن وحينها كان الوضع الاقتصادي للسوق وللدولار منخفض كثير عن اليوم".

بينما يجد حمه حسام وهو مواطن من اهالي السليمانية، إن "سعر النفط الابيض ارتفع هذا العام بنسبة (40) ٪ حيث كان يباع في الأعوام السابقة بقرابة (600) دينار لكل لتر بينما يباع اليوم ب (1000) دينار للتر الواحد".

ويؤكد حمه حسام لوكالة شفق نيوز أن "هذا الارتفاع تزامن مع تذبذب سعر الدولار الذي يرتبط بأسعار جميع السلع الاستهلاكية في الأسواق، ما انعكس سلباً على الواقع الاقتصادي للمواطنين وخصوصاً الطبقات الفقيرة أو المتوسطة".

من جانبها تقول أم هيفين لوكالة شفق نيوز، إن "الحكومة الاتحادية لا تتعامل على مبدأ المساواة بين المواطنين فسعر النفط الأبيض في الوسط والجنوب لا يتجاوز نصف المبلغ الذي يباع هنا في كوردستان، وهو متوفر في جميع محطات الوقود الحكومية والأهلية، وبأسعار مدعومة الا اننا هنا في الإقليم مجبرون على شرائها تجارياً بدون أي دعم حكومي".

وعن أسباب ارتفاع أسعار النفط في الأسواق يبين عضو مجلس محافظة السليمانية كريم علي لوكالة شفق نيوز إن "عدم الدعم الحكومي للنفط الأبيض، وعدم وصول الكميات التي وعدت بغداد بإرسالها للإقليم، مع اتباع سياسة السوق الحر كلها كانت اسباباً في ازدياد أسعار النفط وكل المنتجات الاخرى في الاسواق والتي وقع ضحيتها المواطن الفقير".

وتعيش السليمانية على وقع أزمة نفطية منذ مدة، فيما لم تفلح الحلول التي وضعت لمعالجة الأزمة وسط ارتفاع واضح في أسعار النفط الأبيض وتأثيره على الواقع الاقتصادي للمواطنين.

خمّن عضو برلمان كوردستان كاروان كزنيي، يوم الثلاثاء، حاجة الإقليم إلى أكثر من 250 مليون لتر من مادة النفط الأبيض لتوزيعها على السكان في مناطق ومدن الإقليم كافة لمواجهة برد الشتاء في الموسم الحالي.

وقال كزنيي وهو عضو لجنة الطاقة والثروات الطبيعية البرلمانية في تصريح للصحفيين من أمام مبنى البرلمان في الإقليم، "نحن بحاجة إلى 258 مليون لتر لمناطق ومدن اقليم كوردستان كافة في حال إذا أردنا توزيع برميل من النفط على كل منزل".

وبيّن أن حكومة الإقليم لم توزع سوى 43 مليون لتر ونحن في شهر كانون الثاني، وهذا يعني ان 17 بالمئة المواطنين تسلموا النفط الابيض بينما 83 منهم لم يحصلوا على هذه المادة لغاية الآن.

ورأى كزنيي ان "حكومة الاقليم أخفقت بوضع برنامج لتوزيع النفط الابيض بالتسعيرة المدعومة"، مردفا بالقول ان تحديد 130 الف دينار تسعيرة لبرميل النفط الواحد لا يُعد بأي شكل من الاشكال دعما بل على العكس، حسب تعبيره.

وكانت حكومة اقليم كوردستان قد أعلنت، نهاية العام الماضي، توزيع أكثر من (43) مليون لتر من مادة النفط الأبيض، استفادت منه أكثر من (215) ألف اسرة في مختلف مناطق الإقليم، مبينة أن عملية التوزيع مستمرة بدعم حكومي للأسعار.

وكان المتحدث باسم حكومة الإقليم جوتيار عادل قد أعلن في مؤتمر صحفي عقده في شهر تشرين الثاني الماضي، بأن حكومة الإقليم لديها 9 مليارات دينار مودعة لدى الحكومة الإتحادية لشراء النفط الأبيض، مستدركا القول "إلا أنها لم تعد هذا المبلغ المالي إلينا ولم تزودنا بهذه المادة لغاية الآن".