بارزاني يعول على الانتخابات المقبلة: فرصة لعودة العراق للمسار الصحيح
شفق نيوز- أربيل
أكد الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، مساء اليوم الاثنين، أن الانتخابات "قضية أساسية" للشعب الكوردي، معرباً عن أمله بأن تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة فرصة لعودة العراق إلى "المسار الصحيح"، وفيما أشار إلى أن هناك "اتفاقاً جيداً" حول تشكيل حكومة إقليم كوردستان، حذر من محاولات نشر ثقافة "الإحباط" بين الشباب الكورد.
وقال بارزاني خلال اجتماع في مدينة أربيل مع عدد من أساتذة الجامعات والكتّاب والصحفيين والأدباء والفنانين والرياضيين، إن "الانتخابات عملية ديمقراطية ويجب أن يقرر الشعب بنفسه مصيره ويختار ممثليه بحرية تامة".
وأضاف بحسب بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن "الانتخابات بالنسبة لنا مسألة مبدئية نؤمن بها بعمق، ومنذ انتفاضة آذار عام 1991 كنا من دعاة إجراء الانتخابات، ولهذا فهي قضية أساسية بالنسبة للشعب الكوردي".
وأشار إلى أن "أول انتخابات حرة في كوردستان جرت عام 1992 وكانت أساساً لبناء مؤسسات الإقليم، كما أُجريت أول انتخابات حرة في تاريخ العراق عام 2005 بعد الاتفاق على الدستور الدائم للبلاد".
وكشف بارزاني عن ملاحظاته بشأن قانون الانتخابات في العراق بعد عام 2010، مؤكداً أن "المشاركة في الانتخابات واجب وطني، وأنه يتمنى أن تكون الانتخابات المقبلة فرصة لعودة العراق إلى المسار الصحيح وأن تُدار شؤون الدولة وفق الدستور".
وشدّد على أن "ما تحقق في الإقليم لم يكن منّة من أحد، بل هو ثمرة دماء الشهداء ودموع الأمهات ومعاناة الشعب الكوردي"، مشيراً إلى أن "الكورد ذهبوا إلى بغداد بنية صادقة ورغبة قوية لبناء عراق جديد، وقدموا كل الجهود حتى الوصول إلى صياغة دستور عام 2005".
وبين أن "الدستور وإن لم يحقق كل طموحات الكورد، إلا أنه يحتوي على الكثير من الجوانب الإيجابية التي يمكن البناء عليها، وأنه لو تم تطبيق هذا الدستور فعلياً لما ظهرت معظم الأزمات الحالية بين أربيل وبغداد".
وأعرب بارزاني، عن أسفه لأن "الثقافة المركزية ما زالت مهيمنة في بغداد"، مؤكداً أن "الكورد لن يقبلوا بأقل من تطبيق الدستور".
وبشأن ملف النفط والاتفاق الثلاثي بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية والشركات النفطية، عبر بارزاني عن أمله في أن "يُنفذ هذا الاتفاق بشكل كامل ليكون أساساً لقانون النفط والغاز وحلاً نهائياً للمشكلة. كما أكد أن الحقوق الدستورية لشعب كوردستان أمانة قُدمت من أجلها الدماء، ولا يمكن التنازل عنها".
أما في ما يخص مسألة قطع الميزانية ورواتب موظفي الإقليم، فقد قال بارزاني إن "ألم حرمان شعب كوردستان من قوت يومه لا يقل عن معاناته في فترات الأنفال والقصف الكيمياوي"، مشيراً إلى أن "كل من لديه ضمير حي يشعر بألم الناس في هذه الظروف".
ودعا الحاضرين إلى أن "يواجهوا بالفكر والثقافة ظاهرة اللامبالاة والانفصال عن الهوية الوطنية التي يحاول البعض نشرها بين الشباب الكوردي"، مؤكداً أن "الحفاظ على الوعي القومي والوطني مسؤولية الجميع".
وأكمل أن "هناك محاولات لنشر ثقافة الإحباط وفقدان الانتماء القومي بين أبناء الشعب الكوردي"، داعياً إلى التصدي لها، وإن الفكر الكوردي قائم على التعايش والكرامة، ويجب الدفاع عنه وعدم السماح لأحد بتقويضه.
وفي الختام، تطرق الرئيس بارزاني إلى الوضع الداخلي في كوردستان وتشكيل الحكومة الجديدة للإقليم، موضحاً أنه "بعد إعلان نتائج الانتخابات دعوت جميع الأطراف إلى تشكيل حكومة شاملة، لكن بعض الأطراف رفضت ذلك وفضّلت البقاء في المعارضة، وهو ما سبب حالة من الجمود بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني".
وبيّن أن "هناك اتفاقاً جيداً حول برنامج عمل الحكومة الجديدة، وأنه من الضروري أن تُراعى نتائج الانتخابات في توزيع المناصب بحيث يحصل كل طرف على استحقاقه الانتخابي"، معرباً عن أمله في "التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة إقليم كوردستان قبل إجراء الانتخابات البرلمانية العراقية".