السوريون في أربيل.. تخوف من مستقبل بلادهم وعودتهم مشروطة بـ"الأمل"
شفق نيوز/ أبدى عدد من المواطنين السوريين المقيمين في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، منذ سنوات آراء متباينة حول فكرة العودة إلى بلادهم، في ظل التطورات السياسية والأمنية الأخيرة التي تشهدها سوريا.
وفي حديثهم لوكالة شفق نيوز، تراوحت مواقف السوريين، بين التخوف من المستقبل الغامض والأمل بعودة مشروطة بتحسن الأوضاع، بينما فضل آخرون عدم العودة إطلاقاً والاستمرار في حياتهم المستقرة داخل إقليم كوردستان.
خوف من العودة
وقال خالد، وهو لاجئ سوري يقيم في أربيل منذ عام 2015، لوكالة شفق نيوز، "رغم أنني أشتاق إلى مدينتي وأحلم بالعودة يوماً ما، إلا أنني أشعر بالقلق الشديد حيال المستقبل في سوريا، الأوضاع الأمنية والاقتصادية هناك غير مستقرة بشكل كامل، أخشى أن أعود وأفقد ما بنيناه هنا طوال السنوات الماضية".
وأضاف خالد، "لقد بدأت عملاً صغيراً في أربيل، واستطعت أن أوفر لعائلتي حياة مستقرة إلى حد كبير، وبالنسبة لي، العودة ستكون مخاطرة كبيرة ما لم تحدث تغييرات جوهرية وواضحة في الأوضاع السياسية والأمنية هناك".
تفاؤل مشروط بالاستقرار
من جانبها، قالت ريم، وهي أم لطفلين تقيم في أربيل منذ عام 2017، لوكالة شفق نيوز، أنه "في كل يوم أتذكر منزلنا القديم وشوارع مدينتنا، ومع ذلك، العودة ليست بهذه السهولة، إذ يجب أن تكون هناك ضمانات واضحة بشأن الأمان، إضافة إلى وجود فرص للعمل والتعليم، فنحن بحاجة إلى بيئة مستقرة حتى نتمكن من العيش بكرامة".
وتابعت ريم، "أنا لا أستبعد العودة، لكنها يجب أن تكون عودة آمنة ومدروسة، لا أريد أن أضع أطفالي في موقف غير مستقر بعد أن وفرنا لهم حياة مستقرة في أربيل، فإذا تحسنت الظروف، فسأكون من أوائل العائدين ولا نعلم حتى الآن شكل الحكومة الجديدة في سوريا وما ستؤول إليه الأمور".
واستطاع اللاجئون السوريون في العراق تكوين سوق عمل كبيرة، فالمئات من أصحاب المصالح من مطاعم وفنادق ومصايف ومعامل وشركات، صاروا يعتمدون على العمالة السورية بشكل كبير، كما أن الكثير من السوريين فتحوا مصالح خاصة بهم لاسيما في إقليم كوردستان والعاصمة بغداد.
وبحسب الاحصائيات، فهناك 400 آلاف لاجئ سوري في العراق، يعيش حوالي 231 ألفا منهم داخل مدن إقليم كوردستان.
رفض قاطع للعودة
أما عامر، وهو شاب سوري في الثلاثينيات من عمره، فقد عبّر لوكالة شفق نيوز عن رفضه القاطع لفكرة العودة قائلاً، "لقد بدأت حياتي هنا في أربيل من جديد، أنشأت عملي الخاص وأصبحت أشعر بالاستقرار والأمان، العودة الآن تعني خسارة كل ما بنيته خلال السنوات الماضية".
وأضاف عامر، "بالنسبة لي، الوضع في سوريا ما زال معقداً للغاية، هناك مشاكل أمنية وسياسية لم تُحل بعد، ناهيك عن التحديات الاقتصادية، لا أعتقد أنني مستعد للتخلي عن استقراري هنا من أجل مستقبل غامض هناك".
وبحسب ما رصدت وكالة شفق نيوز، فإن معظم السوريين المقيمين في أربيل يشتركون في مخاوف تتعلق بمستقبل سوريا.
وفي المقابل، يؤكد البعض الآخر أن العودة قد تكون خياراً في المستقبل، إذا توافرت بيئة آمنة وفرص معيشية مناسبة، معربين عن أملهم في أن تشهد بلادهم نهاية للأزمات المتكررة وبداية لمرحلة جديدة من السلام والتنمية.