السبحة.. ابتكرها السومريون وأبدع الكورد في صناعتها
شفق نيوز/ بالقرب من قلعة اربيل فرش محمد حمد امين الارض بانواع مختلفة من السبحة وينتظر الزبائن الذين قلت اعدادهم خلال هذه الفترة بسبب الازمة الاقتصادية التي يمر بها اقليم كوردستان بالاضافة الى تفشي فيروس كورونا والاجراءات الحكومية التي تحد من حركة الناس في الاسواق والشوارع.
بدأت فكرة السبحة عند السومريين قبل (5000) سنة من ثم انتقلت إلى بقية الحضارات الأخرى كالفرعونية والهندية والفارسية.
والأحجار الكريمة المصنوعة منها السبحة تتصف بالديمومة أو تلك التي عرف عنها قوة الصلادة أو القدرة فضلاً عما تخيله الإنسان من مظاهر روحانية وسحرية ألهبت حسه كونها من المواد تتصف بالصفات الأسطورية أو ما تعلق منها بالخرافات الشائعة آنذاك سواء بالنسبة للرجل أو المرأة على حدّ سواء.
ويقول محمد حمد امين لوكالة شفق نيوز، إنه رغم ان اسعار السبحة انخفضت بشكل ملحوظ، لكن السوق مازالت راكدة وليست جيدة مثل السابق.
والسبحة: بضم السين وإسكان الباء في اللغة مشتقة من التسبيح وتجمع على سُبَح وقيل إن السبحة كلمة مولدة. ويقال سبحة وتجمع على سبح ومِسْبَحَة وتجمع على مسابح ومسابيح.
والسبحة عبارة عن عقد مكون من مجموعة من حبات (خرز) مثقوبة يجمعها خيط أو سلك معدني يمرر من خلال ثقوب في الحبات لتشكل حلقة، يفصل بينها – في ثلاثة أقسام متساوية – حبتان مستعرضتان أكبر حجمًا من الحبات الأخرى، ثم تجمع نهايتي الخيط ليمرر بقصبة أكبر من الجميع تتخذ يداً لها وليس شرطا أن تكون القصبة والفواصل من نفس نوع ولون الحبات.
وأما من ناحية العدد فهناك السبحة الثلث المكوَّنة من ثلاث وثلاثين حبة، وهناك الألفية ذات الألف حبة وبينهما ذات التسعة والتسعين حبة التي تتخذ بعداً دينياً.
وعن انواع السبحة الرائجة في اسواق اربيل وكوردستان، يقول محمد حمد امين ان "النوع المسمى كهربائي (الكهرب) هو الاكثر رغبة لدى الناس".
وليس على مسافة بعيدة من محمد حمد امين يجلس زميله عثمان قاسم وهو يبيع السبحة المصنوعة من الحبة الخضراء المتوفرة بكثرة في جبال كوردستان.
ويقول قاسم لوكالة شفق نيوز: "حاليا اسعارها انخفضت ايضا وافضلها بـ(25) الف دينار عراقي في حين العادي منه بـ(5) خمسة الاف دينار".
ويتم نقش الحبة عند صناعة السبحة منها بنقوش مختلفة لتلبي رغبات المشترين.
ويؤكد ان السبحة تعتبر من المواد الكمالية عند الرجال، في حين "يستخدمها البعض ايضا لتنظيم دعواتهم والصلوات على الرسول عقب كل صلاة مفروضة".
وعادة السبحة تكون امام (قصبة) و 33 خرزة او 99 خرزة وفي نهايتها خزرة كببرة تسمى (الامام). وتصنع بالوان مختلفة لتناسب ذوق المشتري الذي عادة مايقوم بتنسيقها مع ملابسه ولهذا تجد الواحد منهم يحتفظ باكثر من نوع ولون.