الحسكة بلا مياه للأسبوع الرابع.. والإدارة الذاتية تتخذ سلسلة إجراءات إسعافية
شفق نيوز/ يعيش أكثر من مليون إنسان في مدينة الحسكة وريفها بمنطقة الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا معاناة كبيرة مع إيقاف تركيا والفصائل الموالية لها ضخ المياه الصالحة للشرب من محطة علوك منذ 22 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وسيطرت تركيا وفصائل المعارضة السورية على محطة علّوك بريف سري كانيه إثر شن تركيا حملة عسكرية في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2019 استهدفت مواقع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) شمال سوريا.
وأوقفت تركيا مراراً المحطة التي تعتبر المصدر الرئيسي لتغذية مناطق الحسكة وتل تمر والشدادي بمياه الشرب إلى جانب تغذيتها لأربعة مخيمات تؤوي عشرات آلاف النازحين السوريين والعراقيين.
وقال مصدر مطلع لوكالة شفق نيوز إن "سبب توقف عمل المحطة يعود إلى الاستجرار غير المشروع من قبل الفصائل التابعة لتركيا للكهرباء من الخط الرئيسي المغذي لمحطة علوك".
وأوضح المصدر أن "الإدارة الذاتية تغذي محطة علوك بطاقة كهرباء 10 ميجا واط من محطة الدرباسية وهذه الطاقة كافية لتشغل المحطة بكافة طاقتها".
وتتهم فصائل المعارضة السورية في المقابل الإدارة الذاتية باستثمار ملف المياه لأهداف سياسية وأنها المسؤولية عن عدم تغذية المحطة بالطاقة الكهربائية الكافية لتشغيلها والتي تتراوح بين 10-12 ميجا واط ما تنفيه الإدارة الذاتية.
وفي ظل انقطاع المياه على كامل منطقة الحسكة يضطر الأهالي إلى شراء المياه من صهاريج جوالة بأسعار مرتفعة وصلت إلى 10 آلاف ليرة سورية لكل 1000 لتر (5 براميل).
وتقول هيلين حسن من حي الناصرة بمدينة الحسكة لوكالة شفق نيوز إنها فشلت منذ يومين في توفير المياه لعائلتها كون أعداد الصهاريج قليلة في المدينة ولا تغطي حاجة المنطقة ما اضطرها إلى جلب المياه من بئر في الحي الذي تقطن فيه بالرغم من ملوحتها وعدم صلاحيتها للشرب.
وأشارت حسن إلى أنها كغالبية أهالي الحسكة أصبحوا يقتصدون في التنظيف وغسيل الأواني والاستحمام بسبب غلاء أسعار المياه وتقول "نشتري البرميل الواحد من المياه الصالحة للشرب بسعر 1500-2000 ل.س وذلك بصعوبة كبيرة بسبب الضغط الكبير على أصحاب الصهاريج، لم انظف منزلي منذ أسبوعين وكذلك لم اغسل الثياب منذ أسبوع حتى لا يمكننا الاستحمام متى ما نشاء".
وحددت خلية أزمة المياه في الحسكة أمس السبت، سعر البرميل الواحد من مياه الشرب بـ 400 ليرة سورية بعد أن تجاوز سعر البرميل الواحد الألف ليرة سورية.
وأوضح خلية الأزمة التابعة للإدارة الذاتية أنهم خصصوا محطة محروقات لأصحاب صهاريج المياه لتوفير مادة المازوت لهم بسعر 100ل.س للتر الواحد وتوجيه الصهاريج في المناطق الأخرى إلى الحسكة لتوزيع المياه على السكان بالتنسيق مع الكومنيات (مجالس الأحياء).
ويرى الأهالي أن هذه الإجراءات قد تخفف الأزمة بشكل مؤقت ولكنها لا تعتبر حلاً لمشكلة الانقطاع المتكرر للمياه ويقول رودي سليم من حي تل حجر لوكالة شفق نيوز "لا يمكن المراهنة على المحتلين الاتراك لضخ المياه لنا بشكل مستمر ودون انقطاع، تتكرر هذه المأساة مرة واحدة كل شهر، يجب على الإدارة الذاتية العمل لإيجاد مصدر مياه لأهالي الحسكة، لقد عانينا الكثير خلال الفترة الماضية وحتى الكثير من العوائل باعوا منازلهم وانتقلوا للعيش في مدن أخرى بسبب مشكلة المياه".
وتدار محطة علوك من قبل مديرية المياه التابعة للحكومة السورية وفق اتفاق بين روسيا وتركيا نص على تشغيل محطة مياه علوك بإشراف من موظفي الحكومة السورية مقابل تغذية منطقة رأس العين وتل أبيض بالكهرباء من سد تشرين بريف منبج والتي تقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وكانت الإدارة الذاتية قد أعلنت في آب/ أغسطس عن بدء تشغيل "آبار الحمة" شمال غرب الحسكة لتكون بديلاً عن محطة مياه علوك إلا أن كمية المياه الواردة من آبار الحمة لا تلبي حاجة المنطقة.
ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في 2 أبريل 2020، تركيا لبذل "كل جهدها" لاستئناف توريد المياه من محطة ضخ المياه في علوك، موضحة أن تقاعس السلطات التركية عن ضمان إمدادات مياه كافية لمناطق سيطرة الكورد في شمال شرق سوريا، يضر بقدرة المنظمات الإنسانية على تجهيز المجتمعات الضعيفة لحمايتها، في ظل انتشار الوباء.