الإدارة الذاتية.. الغلاء والركود يضربان أحلام "القفص الذهبي"
شفق نيوز/ عزف الكثير من الشباب في مناطق الإدارة الذاتية التي يقودها الكورد في شمال وشرق سوريا عن الزواج وتحقيق أحلامهم في خول القفص الذهبي جراء غلاء الأسعار والركود الاقتصادي وسوء الأوضاع المعيشية للسكان.
ويقول جودي محمد شاب من مدينة ديرك لشفق نيوز إن "الحياة المعيشية صعبة جداً ولا استطيع تحمل نفقات الحياة الزوجية وتكوين اسرة وانجاب الأطفال والسبب هو تدني الأجور وغلاء المعيشة".
وتابع محمد، "أنا موظف لدى الإدارة الذاتية وراتبي 210,000 ليرة سورية اي ما يعادل 60 دولارا امريكيا، وأقيم في منزل صغير مع والداي واخوتي، فكيف لي أن اتزوج وليس قدرة على استقلالية الزواج وتكوين اسرة".
ويقول أيدن عمر شابٌ آخر من ديرك، "ليس لديّ إمكانيات ابداً على الزواج ، منذ سنتين وانا أحب فتاة من مدينتي ، ولكن لاطاقة لي حتى على الخطبة وتأمين ابسط مطالبها ، كحفل صغير وشراء طوق وخاتم الخطوبة .
وتابع عمر حديثه لوكالة شفق نيوز، "رغم الغلاء المعيشي والظروف الصعبة التي تشهدها ، لايزال مجتمعنا متمسكاً بتقاليده وعاداته التي تشكل عائقاً أمام أغلب الشباب وتأخرهم عن الزواج".
وناشد علي الأهالي بترك تلك العادات القديمة كطلب المهر المرتفع الذي يثقل كاهلهم لكي يتمكنوا من اختيار الشريك والزواج وتكوين العائلة.
الصائغ أكرم حسين يقول لوكالة شفق نيوز إن "حركة بيع وشراء الذهب تراعت مؤخراً، والسبب هو ارتفاع الدولار الامريكي وهبوط الليرة السورية امامه، فنسبة المبيعات الآن لاتتجاوز 10 في المئة، ووصل سعر غرام واحد 51.5 دولار مايعادل 182,000 ليرة سورية".
وتابع حسين، أن "فئة قليلة جداً تقبل على الشراء تعود لاموال الشباب المقيمين في المهجر، احدهم يكون قد جمع بعض المال فيرسل لأهله في البلد ويطلب قطعة ذهب، أما بالنسبة لشباب الداخل المقبلين على زواج لاتتجاوز نسبتهم 5 في المئة، حتى وإن اشترت فلا يتجاوز 30 غراما".
وأكد حسين، "شبابنا في الداخل غير قادرين على الزواج إن لم يأتيهم تمويل من الخارج".
ويعيش معظم الشبان في منطقة الإدارة الذاتية إحباطاً سببه الظروف المعيشية القاسية، بعد أن تمسكوا بالبقاء وعدم الهجرة على غرار الكثير من أقرانهم، أملاً بأن تتحسن أحوالهم وتتحقق طموحاتهم هنا، ولكن دون جدوى.