إيران "تتخوف" من العصيان المدني واكاديميون: طهران ستلاقي صعوبة في ترويض الجيل الحالي

إيران "تتخوف" من العصيان المدني واكاديميون: طهران ستلاقي صعوبة في ترويض الجيل الحالي
2022-10-10T14:00:23+00:00

شفق نيوز/ كشفت صحيفة امريكية، يوم الاثنين، عن تخوف السلطات الايرانية من احتمالية وجود "عصيان مدني" مع تزايد الغضب والاحتجاجات بعد مقتل الشابة مهسا اميني، فيما بين أكاديميون متخصصون بالشأن الايراني ان طهران ستواجه "صعوبة" في حكم الجيل الشبابي الحالي.

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن "الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية التي أشعلتها وفاة، مهسا أميني، أكثر ديمومة من الحركات السابقة لقادة طهران ويمكن أن تشكل تهديدا مستمرا للنظام الإسلامي".

ويقول نشطاء ومحللون سياسيون إنه "من غير المرجح أن تطيح التظاهرات بالحكومة، على الأقل في المدى القصير. لكن السخط العميق الذي يمثلونه وحقيقة أنهم يستهدفون ركيزة أساسية للجمهورية الإسلامية وإيديولوجيتها التأسيسية تجعل الاحتجاجات اختبارا مهما".

في قلب الاحتجاجات، ترتدي النساء الإيرانيات غطاء الرأس الإسلامي أو الحجاب، الذي كان إلزاميا منذ عام 1983 بعد أربع سنوات من الثورة الإسلامية التي جلبت رجال الدين الشيعة إلى السلطة.

واحتشد الطلاب في جميع أنحاء البلاد، أمس الأحد، خارج الجامعات مرددين شعارات من بينها "الموت للديكتاتور"، وسارت فتيات المدارس في شوارع طهران ملوحين بالحجاب في الهواء، وهي لفتة أصبحت تعبيرا مركزيا عن المعارضة.

وأمر محافظ إقليم كوردستان، بإغلاق الجامعات على الأرجح لتجنب المزيد من الاحتجاجات، فيما ظلت المتاجر في جميع أنحاء البلاد مغلقة كجزء من إضراب أصحاب المتاجر المتزايد.

ومنذ وفاة الشابة، مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عامًا يوم 16 أيلول/ سبتمبر الماضي بعد 3 أيام من احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية، وسع المتظاهرون الذين ركزوا في البداية على حقوق المرأة أهدافهم، مطالبين "بمزيد من الحرية في الحياة والسياسة والإطاحة بالنظام الإسلامي".

وتقول نرجس باجوغلي، عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة "جونز هوبكنز"، إن "هذه اللحظة مهمة لأنها أطلقت العنان لاحتمال عصيان مدني طويل الأمد".

وتضيف باجوغلي "بالنظر إلى أن نصف السكان يجب أن يرتدوا الحجاب، فإن هذه القضية تشمل الطبقة والعرق والمكانة الاجتماعية".

استياء تحت جلد المجتمع

وأدت الاحتجاجات الجماهيرية في شوارع المدن الكبرى - التي فرقتها السلطات بالقوة - إلى إفساح المجال لتظاهرات متفرقة، ولكنها متكررة وواسعة النطاق شاركت فيها النساء بخلع الحجاب. وبات خلع الحجاب نوع من المقاومة اليومية التي يصعب على السلطات إيقافها.

واستخدمت طهران العنف لإخماد الانتفاضات السابقة. وحتى مع انهيار حكومات الشرق الأوسط الأخرى، تمكن القادة الإيرانيون من إحكام قبضتهم على السلطة والعودة إلى العمل كالمعتاد.

وكانت الاحتجاجات الجماهيرية السابقة متجذرة في مزاعم بتزوير الانتخابات أو المصاعب الاقتصادية ولم تحظَ بدعم عدد كافٍ من الإيرانيين للتغلب على الحكومة أو إجبارها على تقديم تنازلات كبيرة.

ولقيت الاحتجاجات الأخيرة دعمًا غير مسبوق من الإيرانيين من مختلف الطبقات والجنس والعمر، وتأتي بعد سنوات من الصعوبات الاقتصادية التي دفعت ملايين الإيرانيين إلى اليأس.

وشارك الفنانون ونجوم الرياضة والغناء في حملات مؤيدة للاحتجاجات بوسائل مختلفة منها أغنية للفنان الشاب، شيروين حاجي بور، باتت "نشيدا للانتفاضة"، بحسب الصحيفة الأميركية.

وخلال الأسبوع الماضي، صب فنان مجهول الطلاء الأحمر في نوافير شهيرة بالعاصمة طهران في عمل سماه "طهران غرقت بالدم"، بحسب صور ولقطات نشرتها شبكة "1500tasvir" الناشطة.

ووفقا لاستطلاع أجرته "جامان"، وهي مجموعة بحثية مستقلة مقرها هولندا، في مارس، فإن 18% من الإيرانيين يريدون الحفاظ على قيم ومثل الثورة الإسلامية.

وشمل الاستطلاع حوالي 17 ألف مشارك يعيشون في إيران. كما وجدت دراسة أجرتها المجموعة نفسها عام 2020 أن 72% من الإيرانيين يعارضون الحجاب الإلزامي.

وقالت فاطمة حاجاتجو، وهي نائبة إيرانية سابقة تقيم الآن في الولايات المتحدة كمديرة تنفيذية لمبادرة اللاعنف من أجل الديمقراطية، "لقد تعرضت كل عائلة إلى حد ما لمضايقات من قبل الدولة. هذا الاستياء والغضب موجودان، تحت جلد المجتمع لعدد من السنوات".

كما أن المتظاهرين أصغر سنا مما كانوا عليه في أي وقت مضى. ففي الأيام الأخيرة، ظهرت لقطات لأطفال إيرانيين وطلاب المدارس الثانوية يواجهون مسؤولين حكوميين ويدوسون على صور المرشد الأعلى، علي خامنئي، وسلفه مؤسس الجمهورية الإسلامية، روح الله الخميني.

ويقول محمد علي كاديفار، الأستاذ المشارك بكلية بوسطن والخبير في الحركات المؤيدة للديمقراطية بإيران، "ستواجه الجمهورية الإسلامية صعوبة في حكم هذا الجيل".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon