إيران.. ارتفاع "جنوني" في سعر الأفيون يفجر مخاطر إدمان المخدرات “المخلة بالنفس”
شفق نيوز/ أثر ارتفاع سعر الأفيون والتغيرات الناجمة عن حظر حكومة طالبان لزراعة الخشخاش في أفغانستان على سوق المخدرات في إيران.
وقالت وكالة إرنا الحكومية في تقرير لها، إن سعر الأفيون ارتفع إلى الضعف تقريبا في السنوات الثلاث الماضية، بينما ذهبت تقارير أخرى إلى أن الأسعار آخذت بالزيارة نحو ثلاثين ضعفاً، الأمر الذي أدى إلى خلق سوق جديد للمخدرات الأقل تكلفة.
ويتقدم تجار المخدرات دائمًا بخطوة على السلطات المعنية في مكافحة المواد المخدرة. ورغم تأثير التغيرات الاقتصادية في إيران والتطورات الأساسية في حكومة أفغانستان على سوق المخدرات، إلا أنه لا توجد خطة واضحة للتعامل مع الزيادة في إدمان المخدرات الجديدة.
في المجمل، يضر الإدمان على المخدرات الاقتصاد الإيراني بأكثر من 10 مليارات دولار سنويا، والتي تشمل الإنفاق على المخدرات والعلاج وحفظ المدمنين وتكاليف السجن.
ويمضي سوق المخدرات قدما في إيران بغض النظر عن التغييرات في المسؤوليات والخطط والبرامج للقضاء عليه. المشاكل الاقتصادية مثل التضخم وارتفاع التكاليف إلى جانب البطالة والاكتئاب والطلاق تغذي ميل الأشخاص إلى استخدام المواد المسببة للإدمان. وفي الوقت نفسه، يؤدي التغير في أسعار المخدرات أيضًا إلى تغيير نمط استهلاك الأشخاص ذوي الدخل المنخفض.
وكالعادة، يهرول تجار المخدرات للاستفادة من الأوضاع الجديدة، ويبدو أنه لا يوجد خطط فعالة لمنع هذه التغييرات.
ويقول الطبيب سعيد صفاتيان، الخبير في مكافحة الإدمان والمدير العام السابق لهيئة مكافحة المخدرات: إن الأفيون، باعتباره أهم مخدر في إيران، ارتفع سعره بشكل كبير بعد حظر زراعته في أفغانستان. والآن وصل سعر كيلو الأفيون إلى حوالي 180 إلى 200 مليون تومان.
وحذر من أن “هذا الارتفاع في الأسعار قد يؤدي إلى انتشار تعاطي المخدرات ذات التأثير النفساني. وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، فإن استهلاك هذا النوع من المخدرات يتزايد في الدول المجاورة مثل العراق وأفغانستان. وقد تسعى عصابات المخدرات إلى توسيع سوق هذه المخدرات في إيران”.
وأضاف الطبيب الإيراني: هناك حوالي ثلاثة ملايين متعاطي للمخدرات في إيران، وإذا شملنا عائلاتهم، فإن هذا الرقم يتجاوز الـ 12 مليون شخص.
ويشدد هذا الخبير على ضرورة قيام الحكومة في أسرع وقت ممكن باختيار أمين عام ذو معرفة وخبرة لقيادة مكافحة المخدرات حتى يتمكن من إدارة قضايا الإدمان المعقدة.
وحذر من أن عدم الالتفات إلى خطر انتشار المخدرات مخلة بالنفس، فقد تواجه البلاد كوارث اجتماعية واقتصادية كبيرة، وقال: بما أن الأفيون مادة قابلة للعلاج نسبيا، فإنه يصبح أكثر خطورة مقارنة بالمواد ذات التأثير النفساني، والتي لا توجد علاجات فعالة لها.
ومع تزايد استهلاك المخدرات ذات التأثير النفساني مثل الكبتاغون، والذي لوحظ مؤخرًا في بعض دول المنطقة، قد يتغير وجه الإدمان في إيران، ومن بين تبعاته زيادة الجريمة. تجاهل هذه المشكلة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، وفق وصف هذا الطبيب.