أوكرانيا تتهم إيران بالتلاعب بمعلومات الطائرة المنكوبة
شفق نيوز/ اتهمت وزارة الخارجية الأوكرانية، اليوم الجمعة، إيران بالتلاعب بالمعلومات المتعلقة بقضية الطائرة الأوكرانية، التي أسقطت بصواريخ إيرانية فوق طهران في يناير العام الماضي وتسببت بمقتل 176 شخصا.
وقالت كييف في بيان اطلعت عليه وكالة شفق نيوز؛ إن "إيران وبدلا من مراعاة الملاحظات الموضوعية المستندة إلى التجربة الدولية في التحقيق في حوادث الطيران، لجأت إلى اتهامات غير مسؤولة بعدم وجود روح تعاون بناءة من الجانب الأوكراني".
وأضاف البيان أن "إيران تصر على أن الخطأ البشري هو السبب الوحيد في حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، لكنها مع ذلك لم تقدم تحليلا لأسباب الحادث أو تسلسل الأحداث التي أدت إليه، وكيف أصبح هذا الخطأ مميتا".
وأعربت وزارة الخارجية الأوكرانية عن استيائها وخيبة أملها من التبريرات الإيرانية، مشددة أن أوكرانيا لايمكنها التصديق بشكل أعمى أي رواية شفهية غير مستندة لأدلة حقيقية".
ونشرت إيران في 17 من مارس الماضي تقريرا نهائيا بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية من قبل دفاعاتها الجوية في يناير 2020، يرفع المسؤولية عن التسلسل القيادي في القوات المسلحة.
وتحطمت طائرة "بوينغ" تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بعيد إقلاعها من طهران متجهة إلى كييف في الثامن من يناير 2020، ما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها.
وأقرت القوات المسلحة الإيرانية بعد ثلاثة أيام بأن الطائرة أسقطت عن طريق "الخطأ" في ليلة توتر عسكري بين طهران وواشنطن.
ونشرت المنظمة الإيرانية للطيران المدني تقريرها النهائي بشأن الحادث باللغتين الفارسية والإنكليزية. ووردت في النسخة الإنكليزية التي تألفت من 145 صفحة، فقرتان عن "أسباب الحادث والعوامل التي ساهمت به".
وتضمنت الفقرة الأولى معطيات سبق نشرها، وهي أن أنظمة "الدفاع الجوي" أطلقت صاروخين نحو الطائرة، ما أدى لـ"تحطمها وانفجارها الفوري على الأرض".
وأفادت الثانية أن "الإجراءات التخفيفية ومستويات الدفاع في إدارة المخاطر أثبتت عدم فعاليتها بسبب وقوع خطأ غير متوقع في تحديد التهديد، وفشلت في نهاية المطاف في حماية سلامة الرحلة ضد الأخطار التي تسببت بها حالة الإنذار لقوات الدفاع".
وأشار التقرير إلى أن "مشغل نظام الدفاع الجوي" لاحظ وجود "هدف" في الجو، مضيفا "من دون تلقي رد (أمر) من مركز التنسيق، خلص المشغل إلى أن الهدف المرصود يشكل تهديدا، وأطلق صاروخا في اتجاهه".
وفي تلك الليلة، كانت الدفاعات الجوية في حال تأهب خشية وقوع ضربة أميركية ردا على هجوم صاروخي نفذته طهران قبل ساعات من ذلك، واستهدف قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق حيث يتواجد جنود أميركيون.
وكان تقرير لمنظمة الطيران المدني الإيرانية، صدر في يوليو من العام الماضي، اعتبر أن "العامل الرئيسي" خلف تحطم الطائرة كان "خطأ بشريا" في التحكم برادار، تسبب بأوجه خلل أخرى في عمله.
وأثار الحادث جدلا وانتقادات واسعة في إيران، لا سيما وأن إقرار القوات المسلحة بإسقاط الطائرة عن طريق "الخطأ"، صدر بعد ثلاثة أيام من الحادث.