وسط اعتراضات وخلافات.. اسرائيل تقر موازنة تكميلية "غير مسبوقة" لحرب غزة
شفق نيوز/ صادقت الحكومة الإسرائيلية على موازنة ملحقة "غير مسبوقة" بقيمة 8 مليارات دولار لتلبية احتياجات الحرب ضد حماس، وسط اعتراضات وخلافات داخلها، لأن الخطوة ستمنح عشرات الملايين من الدولارات للمتشددين والمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "صادقت الحكومة على ميزانية جديدة للدولة بمبلغ ثلاثين مليار شيكل حتى نهاية العام الحالي، لتمويل نفقات الحرب".
وذكرت أن حزب "الوحدة الوطنية" برئاسة الوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس، عارض الميزانية. وأشارت إلى أن الوزيرين في حزب "الليكود" نير بركات وأوفير أكونيس لم يدعما الميزانية.
ويتزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب "الليكود" اليميني.
وأوضحت الهيئة أن المحتجين على الميزانية يعارضون استمرار صرف الأموال لمشاريع وخطط الأحزاب المشاركة بالحكومة على حساب تكاليف الحرب.
وكان أوفير جندلمان، متحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي، قال في تغريدة، الإثنين: "ستطرح اليوم على الحكومة موازنة غير مسبوقة بقدر 30 مليار شيكل من شأنها تلبية جميع احتياجاتنا العسكرية في الدفاع والهجوم، والاعتناء بأسر المختطفين والجرحى والقتلى والمواطنين الذين تم إجلاؤهم".
وفي الأسابيع الأخيرة أشارت تقارير إسرائيلية ودولية إلى تأثيرات ضخمة للحرب في قطاع غزة على الاقتصاد الإسرائيلي.
وكانت إسرائيل استدعت 360 ألف جندي وضابط احتياط منذ بدء الحرب، ما يكلف الحكومة مبالغ كبيرة وكذلك الاقتصاد بسبب تغيب الذين يخدمون في القوات الاحتياطية عن العمل في الحياة المدنية.
كما أجلت إسرائيل منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، نحو ربع مليون مستوطن من جنوب وشمال إسرائيل، وتأويهم حاليا في فنادق وبيوت ضيافة على نفقة الحكومة.
وتنفق الحكومة الإسرائيلية أموالا ضخمة على التسلح وتمويل الحرب، الأمر الذي دفع تل أبيب إلى إصدار أدوات دين بقيمة 6 مليارات دولار.
ومنذ اندلاع الحرب جمعت إسرائيل أكثر من 6 مليارات دولار من مستثمري الديون الدوليين، بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز".
وكان الائتلاف الحكومي قد أقرّ التمويل لليهود المتشددين والمستوطنين تنفيذا لوعود قطعها لشركائه، إلا أنه جمّدها بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس"، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأفادت مصادر إعلامية، بأن وزراء حكومة الحرب الخمسة، صوتوا ضد التعديل على الموازنة، وانسحبوا من الاجتماع.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال عضو الكنيست السابق والمحلل السياسي، إيلي نيسان: "كانت هناك خلافات شديدة بشأن الموازنة بشكل خاص، وجاءت المعارضة من قبل حزب غانتس، الذي قال إن الوقت غير مناسب لإقرار مثل هذه الموازنة، وتخصيص الأموال للمستوطنين وشركاء الائتلاف المتدينين، وكان هناك اعتقاد بأنه يتعين عدم تحويل الميزانيات حسب الاتفاقيات الائتلافية للمتدينين والمستوطنين، وإنما رصد هذه الميزانيات للدمار الذي شهدته التجمعات السكنية في غلاف غزة".
وأوضح خبير الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية، د. بيير عازار، أن "مركزية الفكر الصهيوني تركز على زيادة الاستيطان، ودائما ما تخلق إسرائيل ذرائع لتفعيل بناء المستوطنات من أجل تحقيق يهودية الدولة في مسعى لاستقطاب كل الشرائح اليهودية في العالم، وقد بدأت الحركة الصهيونية تقنع الجميع بأهمية تحويل البعد الدولي إلى حالة قومية، ولكن في ظل الإخفاق الكبير في حرب غزة، باتت الأهمية بالنسبة لإسرائيل الآن هي الضفة والقدس، وهي مركزية في الصراع من أجل الاستمرار في التأثير في الديانات، وبالتالي فإن بناء المستوطنات يحتل أولوية لأنه يقطع أوصال الضفة، ويقوّض إمكانية إقامة دولة فلسطينية حقيقية، وبالتالي ستستمر عملية الاستيطان بشكل قوي ومتصاعد"، مشيرا إلى أن "نتنياهو هو موظف لدى الحركة الصهيونية، والقرار ليس بيده".