واشنطن بوست تضع اليد على "القوة الخفية" التي ستغير نظام إيران
شفق نيوز/ توقع الكاتب ديفيد إغناطيوس في مقال له بصحيفة وشنطن بوست أن تكون الحركة العمالية النشطة في إيران العامل الأساسي إحداث تغيير جذري يؤدي إلى التخلص من النظام الحالي.
وقال الكاتب في المقال إن "هذه الحركة العمالية في إيران عادة ما يتم تجاهلها عند تقييم أوضاع البلاد، على الرغم من الصخب الذي أحدثته الاحتجاجات العمالية واتساع قاعدتها وصعوبة قمع النظام لها لمدة 20 عاما".
وأضاف الكاتب أن إيران شهدت "إضرابات متقطعة من قبل سائقي الحافلات وسائقي الشاحنات وعمال المصافي وغيرهم، وتم سجن قادة العمال وتعذيبهم، لكنهم كانوا يعودون مرة أخرى" .
وتعكس تلك الاحتجاجات، بحسب إغناطيوس، غضبا ضد الفساد الداخلي وعدم المساواة وسوء الإدارة.
ودلل الكاتب على أهمية الحركة العمالية بتصريح للرئيس الإيراني السابق محمود خاتمي جاء بعد حوالي شهر من تظاهرات عارمة اجتاحت البلاد جراء رفع أسعار الوقود في نوفمبر الماضي. قال خاتمي إنه بانضمام الطبقتين العليا والمتوسطة للمحتجين من الطبقة العاملة، لن تستطيع أي قوة عسكرية أو أمنية تفعل شيئا تجاههم... ستصبح المواجهة بين النظام والشعب".
وقال الكاتب إن أكثر المواجهات الدموية خلال تظاهرات نوفمبر وقعت في مدينة ماهشار جنوب غرب إيران عندما خرج المحتجون ومن بينهم عمال البتروكيماويات إلى الشوارع ورد عليهم النظام بوسائل "بوحشية" مستخدما الأسلحة الآلية والدبابات.
وقال المحلل السياسي بهنام بن طالبو في تصريح للصحيفة إن النظام "يخشى العمل المنظم، ويعلم جيدا أن الإضرابات النفطية كانت ضرورية لإسقاط الشاه".
وتشير مريم ميمارساديغي، التي تتبع قضايا النقابات العمالية الإيرانية، إلى أن هناك "تآزرا بين الإضرابات العمالية والاحتجاجات في الشوارع".
ويقول الكاتب إن "إيران تتحرك ببطء نحو نقطة انعطاف محتملة. ثورة 1979 تشيخ، وكذلك قادة النظام، ورجال الدين في الداخل والخارج يحكمون بواسطة الحرس الثوري، لكن الكاريزما التي تمتع بها ماتت الشهر الماضي بمقتل قاسم سليماني".
وتوقع الكاتب أن "يستمر الركود السياسي في إيران لعقد آخر" لكن "من الصعب تخيل أن يستمر مثل هذا النظام إلى الأبد في مثل هذه الدولة المعقدة"، معولا على القوة العمالية في تغييره.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "عندما ترى موجة من الإضرابات تنتشر في جميع أنحاء إيران على الرغم من القمع الوحشي، ستعرف أن إيران قد تدخل أخيرا حقبة جديدة".