مع انهيار الاقتصاد الافغاني.. طالبان تسيطر على القصر الرئاسي وتعد بإعلان "إمارة إسلامية شاملة"
شفق نيوز/ تمكنت حركة طالبان الافغانية، مساء اليوم الاحد، من السيطرة على القصر الرئاسي في العاصمة كابول، معلنة انها ستؤسس لـ"لإمارة إسلامية شاملة"، فيما تحدث مصادر عن تشكيل لجنة لنقل السلطة سلمياً من الحكومة الافغانية إلى طالبان.
وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في تغريدة على تويتر، تابعتها وكالة شفق نيوز "قوات الإمارة الإسلامية تدخل القصر الرئاسي بالعاصمة كابول".
فيما أكدت حركة طالبان في بيان، سيطرتها على القصر الرئاسي في العاصمة كابول، مطالبة الحكومة الأفغانية بأن تسلمها السلطة، مشيرة الى أن "الشرطة والمسؤولين في كابول لاذوا بالفرار".
وأعلنت طالبان عفوا عاما بعد وصول مسؤولي اللجنة العسكرية لطالبان إلى القصر الرئاسي في كابول.
وأكد سهيل شاهين، متحدث باسم حركة طالبان، على ضرورة تسليم العاصمة كابول والسلطة إلى "إمارة أفغانستان الإسلامية، وسيكون لدينا حكومة إسلامية أفغانية شاملة في المستقبل".
وطمأن شاهين المواطنين في أفغانستان وخاصة في العاصمة كابول بأن ممتلكاتهم وحياتهم آمنة.
إلى ذلك أكد طالبان إنه "لن تكون هناك حكومة انتقالية في أفغانستان".
بدوره، قال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي "بعد مغادرة أشرف غني والمسؤولين ومنعا لحدوث فوضى تشكلت لجنة لنقل السلطة سلميا".
وأضاف أن اللجنة مكونة من عبد الله عبد الله، وحامد كرزاي، وقلب الدين حكمتيار.
من جانب اخر، أعلنت حركة طالبان تسيير دوريات أمنية بالعاصمة الأفغانية كابول.
يأتي ذلك فيما، في وقت أعلنت فيه وسائل إعلام أن الجيش الأمريكي يدرس إمكانية إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان لحماية الدبلوماسيين في مطار كابول.
من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ إن الحلف يساعد في إبقاء مطار العاصمة كابول مفتوحا لتسهيل عمليات الإخلاء.
وأضاف ينس ستولتنبرغ "ناقشت الوضع في أفغانستان مع رئيس الوزراء البريطاني ووزراء خارجية كندا والدنمارك وهولندا".
وفي السياق ذاته، أعلن الاتحاد الأوروبي الأحد أن وصول طالبان إلى أبواب كابول يجعل "حماية" موظفيه الأفغان من أي أعمال انتقامية "أمرا أكثر إلحاحا".
وقال متحدث باسم الاتحاد: "الوضع طارئ جدا، نتعامل معه بجدية كبيرة ونواصل العمل معا، مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لبلورة حلول سريعة بالنسبة إليهم الموظفون الأفغان وإلى سلامتهم. نحن على اتصال وثيق بالدول الأعضاء لتأمين أكبر قدر من الفرص ليتمكن موظفونا المحليون من الانتقال إلى مكان آمن".
وعلى وقع هذه الاحداث المتسارعة أمنياً وسياسياً، يبرز الوضع الاقتصادي لأفغانستان ليأخذ حظه مما يجري.
وبحسب وسائل الاعلام، فإن سيطرة حركة طالبان على الأقاليم الأفغانية، سيؤدي إلى تضاعف آلام الاقتصاد الهزيل وتوقف الدول المانحة عن المساعدة.
وكان صندوق النقد الدولي، قد توقع انكماش الاقتصاد الأفغاني بنسبة 5%،لكنه شدد على أن "دعم المانحين المستمر والثبات في تنفيذ الإصلاحات والتقدم في محاربة الفساد ستكون أشياء حاسمة".
وهددت الحكومة الألمانية بوقف دعمها المالي السنوي البالغ 500 مليون دولار لأفغانستان، إذا سيطرت طالبان على البلاد بالكامل.
وما يزيد الطين بلة أن الاقتصاد الأفغاني يقوم بالدرجة الأولى على ما نسبته 75% من المنح الدولية في تمويل النفقات العامة بالبلاد.
وقال وزير التنمية الدولية البريطاني السابق إن الوضع في أفغانستان أصبح "كارثة إنسانية"، محذرا من أن البلاد ستصبح ملاذا للجماعات المتطرفة والإرهابية، واصفا القرار بانسحاب قوات حلف الناتو والقوات الأمريكية بأنه "خيانة، وفشل كارثي".
وأوضح صندوق النقد الدولي أن الحكومة الأفغانية ستتلقى بموجب "التسهيل الائتماني الممدد" 115 مليون دولار بشكل مباشر، في حين ستتسلم بقية قيمة القرض على أقساط عقب مراجعات نصف سنوية لمعايير الأداء في السياسة الاقتصادية وجهود مكافحة الفساد.
ووصف برنامج الغذاء العالمي نقص الطعام في أفغانستان بالمريع. وحذر من كارثة إنسانية.
ويقدر البرنامج أن ثلث الأفغان، 14 مليون شخص، يعانون من الجوع ويطالب بـ 200 مليون دولار إضافية لتلبية احتياجاتهم المتزايدة.
وأشار نائب المدير العام للصندوق ميتسوهيرو فوروساوا إلى أنّ البرنامج الاقتصادي للحكومة تضرّر من الوباء، لكنّ كابول وضعت سياسات لاستعادة النمو وخفض الفقر.
وبحسب أرقام الأمم المتحدة فإن أفغانستان تعد ثالث أكبر عدد من النازحين في العالم.