أمريكا بين العواصف والمهاجرين.. العسكر في شوارع نيويورك ومخيم كبير بتكساس
شفق نيوز/ استعانت مدينة بوفالو الأمريكية بشرطة الولاية والشرطة العسكرية، لإبقاء السكان بعيدا عن الطرق التي تغلقها الثلوج، فيما واصل المسؤولون إحصاء الوفيات بعد ثلاثة أيام من أعنف عاصفة في غرب نيويورك منذ جيلين على الأقل.
ورغم بعض علامات التقدم، حذر المدير التنفيذي للمقاطعة مارك بولونكارز من أن الشرطة ستتمركز عند مداخل بوفالو وعند التقاطعات الرئيسية لفرض حظر على القيادة داخل ثاني أكبر مدينة في ولاية نيويورك من حيث عدد السكان، قائلا إن كثيرا من الناس يتجاهلون الحظر.
وقال مسؤولون إن أكثر من 30 شخصا لقوا حتفهم في المدينة، بما في ذلك سبع حالات وفاة مرتبطة بالعواصف أعلن عنها مكتب عمدة بوفالو بايرون براون الثلاثاء. وتفوق حصيلة القتلى تلك التي سجلت خلال العاصفة الثلجية التاريخية عام 1977، والتي ألقى باللوم عليها في مقتل ما يصل إلى 29 شخصا في منطقة تشتهر بطقس الشتاء القاسي.
وتوقعت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية تساقط ثلوج أخرى تصل إلى 2.5 إلى 5 سنتيمترات، في مقاطعة إيري، والتي تضم بوفالو وسكانها البالغ عددهم 275 ألف نسمة.
من جانبه، قال دان نيفيرث جونيور، مفوض خدمات الطوارئ بالمقاطعة، إن المسؤولين قلقون إلى حد ما بشأن احتمال حدوث فيضانات في وقت لاحق من الأسبوع، عندما يُتوقع أن تعتدل حرارة الطقس ويبدأ الجليد في الذوبان.
تواجه بقية مناطق الولايات المتحدة أجواء شديدة البرودة نتيجة العاصفة الشتوية، حيث سجلت عشرات الوفيات في أجزاء أخرى من البلاد، وانقطع التيار الكهربائي في المجتمعات من ولاية ماين إلى ولاية واشنطن، وألغيت آلاف الرحلات الجوية.
إلى ذلك بدأت السلطات الأمريكية ببناء مخيم كبير في مدينة إل باسو بولاية تكساس، استعدادا لتدفق كبير للمهاجرين عبر الحدود مع المكسيك.
ويجري بناء المخيم في منطقة فارغة في طرف مدينة إل باسو بولاية تكساس، حيث تدفق عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين، خلال الأسابيع الأخيرة.
ومن المرتقب أن يتمكن المخيم الأمريكي من احتواء آلاف الأشخاص، في وقت لم يعلن شيء، رسميا، عن بدء بناء المخيم للمهاجرين غير الشرعيين.
وفي سياق متصل، أدان وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، في العشرين من الشهر الجاري، إجراء تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتفعيله خلال هذه الأيام، والذي يلغي قرار أصدره سلفه، دونالد ترامب، حول المهاجرين.
تقوم إدارة بايدن بوضع اللمسات الأخيرة على ردها لإنهاء تقييد الحدود في عهد ترامب، والمعروف باسم "الفصل 42"، وفقا لمسؤولين مطلعين على التخطيط.
لكن المحكمة الأمريكية العليا أبقت، الأسبوع الماضي، على "الفصل 42"، وكان من المفترض أن يتوقف العمل به اعتبارا من يوم الأربعاء الماضي، ومنعت بايدن مؤقتا من إلغائه.
وبناء على قرار المحكمة، أرسلت سلطات ولاية تكساس الأمريكية نحو 400 جندي إلى مدينة إل باسو بالقرب من الحدود المكسيكية، تحسبا لتدفق أعداد كبيرة من المهاجرين، بسبب الإلغاء المتوقع لـ"الفصل 42" من القانون الأمريكي.
و"الفصل 42" هو إجراء خاص، يهدف لحماية الصحة العامة، فرضه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في مارس/ آذار 2020، ويمنح السلطات الأمريكية استخدام بروتوكولات السلامة المرتبطة بمكافحة فيروس "كورونا" المستجد، لمنع دخول ملايين المهاجرين غير الشرعيين، بمن فيهم طالبو اللجوء إلى أمريكا.
وأكد مايك بومبيو على "تويتر" أنه "من دون تطبيق "الفصل 42"، سيكون لدينا عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون كل يوم، وهذا يعني المزيد من الجرائم، وتجاوز الدوريات على الحدود، وسيكون لاتحادات المخدرات مطلق الحرية في جلب مخدر الفنتانيل".
وشدد أن "إنهاء "الفصل 42" سيكون بمثابة كارثة، وحان الوقت لإدارة بايدن أن تأخذ هذه الأزمة على محمل الجد".
ودعا وزير الخارجية الأمريكي السابق، الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للقيام بزيارة إلى الحدود "للاطلاع بنفسه على النتائج الخطيرة لسياساته"، وفق قوله.
المصدر/ سبوتنيك