ما قصة "الزواج الأبيض" الذي فجّر جدلاً في إيران؟

ما قصة "الزواج الأبيض" الذي فجّر جدلاً في إيران؟
2022-01-14T20:50:34+00:00

شفق نيوز/ يدور الكثير من الحديث في إيران عن ظاهرة "الزواج الأبيض" بين الشباب والشابات.

وبدأت الظاهرة منذ ما يقرب العقدين، إلا أن وتيرة انتشارها زادت مؤخراً بشكل ملحوظ بحسب مصادر إيرانية محلية، وأدت إلى ردود فعل مختلفة في أعلى مستويات السلطة في البلاد، وعلق عليه مسؤولون بارزون بمن في ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي.

ما هو "الزواج الأبيض"؟

"الزواج الأبيض" اتفاق شفهي بين شاب وشابة على العيش المشترك كزوجين، لكن دون إضفاء أي صفة شرعية أو قانونية ودون إلتزام أي من الطرفين بأي حقوق أو واجبات. وهو يشبه إلى حد ما، علاقة الأصدقاء الحميميين المنتشرة على نطاق واسع في الدول الغربية، إذ أنه غير موثق بعقد رسمي أو عرفي، ويسمى هذا الارتباط بالفارسية "ازدواج سفيد".

ويقول بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إن الظاهرة منتشرة على نطاق واسع في المدن الكبيرة مثل العاصمة طهران.

في ظل غياب البيانات الرسمية، ومن أجل فهم مدى انتشار هذا النوع من الزواج، أثارت قاعدة البيانات الإيرانية المفتوحة عددًا من الأسئلة في هذا الصدد مع الإيرانيين الموجودين في الفضاء الإلكتروني.

في استطلاع جديد للرأي لمركز "iran open data" قال 9 من كل 10 من المستطلعين عن بعد- أون لاين-، إنهم يعرفون مصطلح "الزواج الأبيض".

كان متوسط عمر المستجوبين 34 سنة، بحسب تقرير المركز الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، الذي أشار إلى أن 96٪ من المستجيبين لهذا الاستطلاع يعيشون في مناطق حضرية والباقي 4٪ في مناطق ريفية. وينتشر المستطلعون في 31 مقاطعة من إيران

وقال معظم المستجيبين إنهم يعيشون في طهران، وبشكل أقل سكان محافظات جنوب خراسان وكوجيلويه وبوير أحمد.

تجربة الزواج الأبيض

قال 22٪ من المستجيبين أنهم مروا شخصيًا بذلك، بالإضافة إلى حوالي ثلث أولئك الذين يقولون إنهم لم يختبروا زواجًا رسميًا قالوا إنهم يعرفون أصدقاء أو أقارب ومعارف عايشوا الزواج الأبيض.

وبحسب التقرير، يمكن القول إنه في المجموع 56٪ من المستطلعين إما قد اختبروا الزواج الأبيض بأنفسهم أو على دراية بتجربة للآخرين.

من حيث العمر، الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا هم أكثر عرضة من الفئات العمرية الأخرى لتجربة الزواج الأبيض من بين المستطلعين.

قال 28٪ من أفراد العينة الذين عايشوا الزواج الأبيض إن بعض أفراد أسرهم من الدرجة الأولى يوافقون على هذا النوع من الزواج والبعض الآخر يعارضه.

ماذا قال خامنئي؟

تعليقاً على هذه الظاهرة، قال المرشد الإيراني علي خامنئي في تصريح سابق له "إن الزواج الأبيض أو زواج المساكنة ما هو إلا مخطط إمبريالي عالمي يسعى إلى القضاء على الأسرة في بلد إسلامي كإيران".

وكانت وسائل إعلام إيرانية نقلت عن خامنئي ايضاً إنه طلب من عدد من الأئمة "التركيز على بناء العائلة في البلاد، لأن أعداء إيران عزموا على القضاء على نظام الأسرة بين البشر".

وأضاف: "لقد صمّم أعداء الإنسانية، الرأسمالية العالميّة والصهيونية منذ قرابة 100 عام، على القضاء على الأسرة بين البشر، ونجحوا في بعض الأماكن، لكنهم أخفقوا في أماكن أخرى ومنها إيران الإسلامية، إلا أنهم مازالوا يسعون ويعملون على تحقيق ذلك".

العقاب

تكون عقوبة من يُثبت عليه هذا النوع من الزواج، عقوبة شرعية، أي أنها تعامل على أنها زنا بحسب ما أقر رجال الدين في إيران.

لكن العديد من الحقوقيين ونشطاء حقوق الإنسان في البلاد، دافعوا عن حرية اختيار الزوجين لحياتهما، وأشاروا إلى أن السبب الرئيسي للجوء هؤلاء الشباب لهذا النوع من الارتباط، هو الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية الصعبة وخاصة في المدن. ودعوا إلى معالجة المشكلة من جذورها، عبر إيجاد حل للمشكلة الاقتصادية في البلاد.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon