لبنان يكشف موعد الإفراج عن محتجز في إيران
شفق نيوز/ قال مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، اليوم الإثنين، إن إيران ستفرج عن اللبناني المحتجز نزار زكا، غدًا الثلاثاء، وإنه سيعود معه إلى لبنان.
وأضاف أن الإفراج عن زكا غير مرتبط بأي تبادل للسجناء على نطاق أوسع كما أشيع في بعض وسائل الإعلام.
وفي وقت سابق، رجحت مصادر لبنانية أن يعود المدير العام للأمن اللبناني من طهران مصطحبًا معه زكا، المسجون في إيران منذ العام 2015.
يأتي ذلك، وسط تساؤلات في لبنان عن الثمن الذي ستتقاضاه طهران مقابل الإفراج عن زكا، الذي اتهمته السلطات الإيرانية بالتآمر على الأمن الوطني الإيراني، وحكمت عليه بالسجن لمدة 15 سنة.
ويُعرف اللواء إبراهيم بخبرته الطويلة في التفاوض بشأن المعتقلين مع المنظمات ”الإرهابية“ الناشطة في سوريا، وقد زار طهران في أغسطس 2018 والتقى زكا في مكتب مدير سجن ايفين.
وفي ختام لقاء قصير سأل زكا اللواء إبراهيم إن كان سيعود معه إلى بيروت فأجابه "المرة القادمة إن شاء الله".
خلال هذه الفترة، كان زكا، الذي ينتمي لعائلة سنيّة معروفة ويحمل تصريحًا بالإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، ترشح للانتخابات الفرعية لملء المقعد السني الشاغر بطرابلس شمال لبنان، وجاء ترشحه بأوراق قدمتها له عائلته، التي واصلت التنسيق مع اللواء إبراهيم، الذي بدوره كان يضع رئيس الجمهورية ميشال عون بصورة المستجدات.
وبحسب المعلومات المتداولة في بيروت، فإن جُملة من المؤشرات الإيجابية كانت توافرت مؤخرًا، بعضها يتصل بالموقف اللبناني من إيران، وبعضها الآخر بتشجيع أمريكي، جعلت الرئيس عون يبعث برسالة إلى القيادة الإيرانية بشأن زكا، برغبة إدراجه بين الذين سيتم العفو عنهم بمناسبة عيد الفطر.
ورغم أن اسم زكا لم يكن في قائمة الـ 700 شخص المشمولين بالعفو الذي أصدره المرشد الإيراني علي خامنئي، إلا أن الخارجية اللبنانية تلقت معلومات بنجاح مبادرة الرئيس عون، وهو ما أعلنته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية وأكدته عائلة زكا.
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان إنها تبلغت رسميًا من سفير إيران في بيروت بتجاوب السلطات الإيرانية المعنية مع طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بخصوص العفو.
وأضاف البيان أن ذلك تحقق بعد المساعي الطويلة والمُكثّفة مؤخرًا، حيث تبلغ لبنان استعداد السلطات في إيران لاستقبال أي وفد لبناني في أي وقت لتسليمه اللبناني زكا.
يشار إلى أن اعتقال زكا (50 سنة) جرى في أيلول 2015 في ختام زيارة قام بها لطهران تلبية لدعوة وجهت إليه كخبير في تكنولوجيا المعلومات .
وكانت التهمة التي وُجهّت له أنه يرتبط بـ "علاقات عميقة مع الأوساط العسكرية والاستخبارية الأمريكية".
وتضمن الحكم بالإضافة للسجن دفع غرامة قدرها 4.2 مليون دولار، وقد رفضت المحكمة طلبه للاستئناف.
وكانت صحيفة ”النهار“ اللبنانية قد ألمحت يوم أمس الأول إلى أن إطلاق نزار زكا جاء بصفقة أمريكية إيرانية، لكن أوساطًا لبنانية ذات صلة رجحت أن يكون للإفراج ثمن لبناني داخلي يجري التكتم عليه حاليًا؛ حرصًا على إنجاح المهمة.
وتشير مصادر إلى أن إيران لها تاريخ حافل في عمليات الاعتقال السياسي ومثلها في الاختطاف من خلال الميليشيات التابعة لها في عدد من الدول العربية، حيث تنتهي هذه الممارسات بفديات مالية وبعضها الآخر سياسية.