كابوس تقليص التأشيرة.. ترامب يزيد الضغوط على الإعلام الأجنبي في أمريكا

كابوس تقليص التأشيرة.. ترامب يزيد الضغوط على الإعلام الأجنبي في أمريكا
2025-09-22T17:44:07+00:00

شفق نيوز- واشنطن

تتجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تقليص مدة تأشيرات الإقامة للصحفيين الأجانب في الولايات المتحدة إلى ثمانية أشهر بعد أن كانت خمس سنوات قابلة للتجديد، وإلى ثلاثة أشهر فقط للعاملين مع وسائل إعلام صينية، وهو ما يراه الصحفيون تضييقاً على حرية الصحافة.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، سأل صحفي أسترالي من هيئة البث الأسترالية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعاملاته التجارية وهو في السلطة، ليرد الأخير بانزعاج واضح، بحسب وكالة "فرانس برس".

وقال ترامب للصحفي جون ليونز "إنك في رأيي تضر بأستراليا كثيراً حالياً بينما يرغبون هم في علاقات جيدة معي.. زعيمكم آتٍ لرؤيتي قريباً. سأتحدث إليه عنك. إنك تخلق جواً سيئاً جداً". وناقشت الدوائر الإعلامية في واشنطن هذا الحوار على نطاق واسع.

وأفاد مراسل أجنبي، شرط عدم الكشف عن هويته، بأن أسلوب ترامب العدائي تجاه الإعلام لا يقتصر على الأجانب. وقال "عندما يهين ترامب صحفياً، لا يأبه إن كان أجنبياً أم لا".

لكن ما يثير قلق هذا المراسل أكثر هو خطة الإدارة لخفض مدة تأشيرات الصحفيين إلى 240 يوماً مع إمكان التجديد، مقارنة مع خمس سنوات، أو 90 يوماً فقط للعاملين مع وسائل إعلام صينية.

وتساءل المراسل "كيف يمكنني استئجار شقة؟ الحصول على رخصة قيادة؟ تسجيل أطفالي في المدرسة بتأشيرة مدتها 240 يوماً؟"، مضيفاً أن بناء شبكة مصادر في البلاد يستغرق وقتاً. "سيكون الأمر بمثابة كابوس".

العمل "من دون خوف"

وأفاد صحفي آخر هو مراسل منصة إعلامية أوروبية بأن "المخاطر بالنسبة للصحافيين الأجانب لا تعني أنهم الأهداف الأساسية لهذه الإدارة" لكن "المشهد بالجمل يعد مقلقاً للغاية".

وأفاد المراسل الأوروبي بأن البيت الأبيض يفضّل الصحفيين "الملتزمين برواياته أو الذين يراقبون أنفسهم بما يكفي لتطبيع ما يجري" بغض النظر عن جنسياتهم.

وتواصلت وكالة "فرانس برس" مع عدد من الصحفيين الأجانب من أجل هذا التقرير. لكن عدداً قليلاً منهم رد شرط عدم الكشف عن هوياتهم.

وقالت كاثرين جيكوبسن من "لجنة حماية الصحفيين" في بيان إن "الإطار الزمني الذي تم تقليصه لتجديد تأشيرات الإعلاميين (I-visa) يخلق إطار عمل لرقابة تحريرية محتملة، إذ يمكن لإدارة ترامب أن تبادل إمكان الوصول بالامتثال لقواعدها في التغطية".

وأيّد رئيس "النادي الصحفي الوطني" في واشنطن مايك بالسامو هذه الرؤية، مضيفاً أن من شأن تحرّكات من هذا القبيل أن تؤدي إلى إجراءات انتقامية بحق الصحفيين الأمريكيين العاملين في الخارج.

وكتب على منصة "أكس" أن "الصحافة الحرة لا تتوقف عند حدود أمريكا. يعتمد الأمر على المراسلين الذين يمكنهم العمل هنا من دون الشعور بالخوف من أن وقتهم ينفد".

وعلى الرغم من أن المراسلين الذين قابلتهم وكالة الأنباء الفرنسية في هذا التقرير لم يلاحظوا أي عدائية من البيت الأبيض تجاههم على وجه التحديد، إلا أنهم أشاروا إلى أن شخصيات سياسية في حركة ترامب "أعيدوا لأمريكا عظمتها" لم يترددوا في استهداف الصحفيين الأجانب.

ودعا السفير الأمريكي السابق لدى ألمانيا ريتشارد غرينل المقرّب من ترامب مؤخراً إلى إلغاء تأشيرة صحفي من محطة "زي دي إف" الألمانية.

وقال غرينل على منصة "أكس" إن "هذا اليساري الألماني يواصل الدعوة إلى العنف ضد الأشخاص الذين يختلف معهم سياسياً"، منتقداً مقابلة أجراها الصحفي مع مستشار البيت الأبيض النافذ ستيفن ميلر.

وأضاف "يقدّم نفسه على أنه صحفي في واشنطن. يتعيّن إلغاء تأشيرته. لا مكان في أمريكا لهذا النوع من المحرّضين".

تحذير للأجانب

بعد اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك الأسبوع الماضي، أصدر مسؤول رفيع تحذيراً للأجانب بالمجمل الذين "يشيدون بما حدث أو يبررونه أو يقللون من حجمه".

وكتب نائب وزير الخارجية كريستوفر لانداو على "أكس" قائلاً "أبلغوني بأي تعليقات من هذا النوع يدلي بها أجانب".

لكن عودة ترامب إلى السلطة لم تكن سلبية بالنسبة لجميع المنصات الإعلامية الأجنبية إذ احتفى البيت الأبيض ببعض الهيئات الإعلامية المعروفة في بلدانها بتبنيها وجهات نظر مماثلة لتلك التي لدى ترامب.

ومؤخراً، رحّب المكتب البيضاوي بقناة "جي بي نيوز" البريطانية التي من أبرز نجومها زعيم اليمين المتشدد نايجل فاراج وحصلت مراسلتها على مقعد مميّز على متن الطائرة الرئاسية الأمريكية أثناء زيارة ترامب إلى المملكة المتحدة هذا الأسبوع.

وعندما ظهر ترامب في المنصة الصحفية، قالت المراسلة إن مشاهدي القناة تساءلوا إن كان بإمكانه القيام بتبادل وظائف مع رئيس الوزراء كير ستارمر.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon