في ضوء كورونا.. إيطاليا تستعد لأكبر عملية رسمية لتسوية أوضاع المهاجرين
شفق نيوز/ أكدت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشانا لامورجيزي، الثلاثاء، أن “تسوية أوضاع العمال الأجانب من المهاجرين هو نتيجة التزام جماعي مع وزراء؛ السياسات الزراعية تيريزا بيلانوفا، والعمل نونتسيا كاتالفو والجنوب جوزيبي بروفينتسانو، الذي كانت وزارة الداخلية تمثل نقطة الوساطة فيه.
وذكرت الوزيرة في مقابلة مع صحيفة (لا ريبوبليكا) الثلاثاء، أن “نظيرها السلوفيني، أليس هويس، أبدى رغبة أكبر بإعادة قبول المهاجرين غير الشرعيين بشكل غير رسمي”. وأنه “على صعيد رسو قوارب الهجرة، جهزنا سفينة لحجر المهاجرين الوافدين”.
وتابعت “لقد حظينا بالفعل باستعداد بلدان عدة لإعادة توزيع المهاجرين الذين يجري إنزالهم من على متن سفينتي (آلان كردي) و (أيتا ماري)”، كما “تنتظر إيطاليا اقتراح المفوضية بشأن الميثاق الأوروبي الجديد بشأن الهجرة واللجوء، الذي يجب أن يأخذ بالاعتبار آلية توزيع المهاجرين الذين يجري إنقاذهم في البحر، وتبني المسؤولية من قبل الدول الأوروبية التي تحمل سفن المنظمات غير الحكومية راياتها”.
وربطت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشانا لامورجيزي، الحاجة للمهاجرين بأزمة جائحة كورونا، لتقول أن “هناك اهتماما قبل كل شيء بالأزمة التي أثرت على أصحاب الشركات المتوسطة والصغيرة، التي ستقدم لها الدولة الدعم المطلوب”.
وتدرس الحكومة الإيطالية مؤخرا تسوية وضع نحو 200 ألف من المهاجرين غير الشرعيين الذين يعملون من دون عقود. وذلك للاستفادة منهم في الحقول التي شهدت تراجعا في عدد العمال المهاجرين المنحدرين من دول أوروبا الشرقية، بعد إجراءات الحد من التنقل والسفر لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
وفقا للتقديرات التي قدمتها وزيرة الزراعة تيريزا بيلانوفا، التي نقلتها صحيفة لا ريبوبليكا، "تحتاج البلاد حاليا إلى ما بين 270 ألف و350 ألف عامل في القطاع الزراعي". ذلك النقص ناجم عن عدة عوامل، كلها مرتبطة بشكل ما بانتشار فيروس كورونا المستجد الذي ضرب البلاد في نهاية شباط، وكان سببا لمغادرة العمال الموسميين الأوروبيين الذين عملوا في الحقول.
"البولنديون والبلغار والرومانيون والسلوفاك والألبان تخلوا عن الطماطم والكوسا والباذنجان"، فرحيل هؤلاء العمال، بحسب صحيفة إلكوريير ديلا سيرا الإيطالية، لا يمكن تعويضه بسهولة، خاصة أن أولئك المهاجرين عادة ما يعملون من دون عقود عمل خاصة في جنوب إيطاليا.
وطلب الممثلون الرئيسيون لقطاع الزراعة في الحكومة الإيطالية، تسوية أوضاع 200 ألف مهاجر غير شرعي من أصل 600 ألف متواجدين في إيطاليا من دون أوراق رسمية، ويعمل كثير منهم بالفعل بشكل غير قانوني في الحقول.
ولاقى هذا الاقتراح دعم وزراء الداخلية والعمل والزراعة، وتدرس الحكومة حاليا المرسوم الذي من المتوقع أن يتم اعتماده قريبا لتنظيم عمل عشرات آلاف المهاجرين. وبالتالي سيتمكنون من الحصول على عقود عمل في القطاع الزراعي.
وخلال مقابلة بثتها وسائل الإعلام الإيطالية، شددت وزيرة الزراعة الإيطالية على أهمية إعطاء المهاجرين أوراقا رسمية لحمايتهم من الاستغلال وتأمين رعاية صحية لهم.
من جانبها تقول حركة خمس نجوم الإيطالية اليمينية المعدية للأجانب عما إذا كانت هناك ثمة اشتباكات مع شريكها بالإئتلاف الحاكم، الحزب الديمقراطي حول المهاجرين، إن “هذه رواية نسمعها منذ شهور”. ويقول الزعيم السياسي للحركة، فيتو كريمي، في تصريحات إذاعية أنه “لم يكن هناك أي اشتباك”، بل “كان الموضوع الوحيد الذي أزعجني هو موضوع المهاجرين، فلم يكن من المناسب إدراج هذا النوع من الإجراءات في المرسوم الأخير للحكومة”، الخاص بالمرحلة الثانية لحالة طوارئ تفشي فيروس كورونا.