شهادات صادمة.. هكذا يُحتجز المهاجرون في أمريكا

شهادات صادمة.. هكذا يُحتجز المهاجرون في أمريكا
2025-08-17T17:46:18+00:00

شفق نيوز- واشنطن

كشفت تقارير صحفية، يوم الأحد، عن ظروف مأساوية يعيشها مهاجرون محتجزون في مركز احتجاز جديد أنشأته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منطقة إيفرغليدز بولاية فلوريدا، يُعرف باسم "أليغيتور ألكاتراز"، حيث يشتكي نزلاؤه من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

ويعاني السجناء في "أليغيتور ألكاتراز" من قلة رؤية ضوء الشمس في هذا المكان الخالي من النوافذ، ويعيشون تحت مصابيح مضاءة باستمرار بلا ساعات أو أي شيء آخر يمكنهم من تحديد الأيام.

وندد العديد من المحتجزين وذويهم ومحاميهم بالظروف المزرية في مركز "أليغيتور ألكاتراز" (الكاتراز التماسيح)، نسبة الى سجن ألكاتراز الشهير، وهي تسمية أطلقتها إدارة شبّهت المهاجرين غير النظاميين بـ"الحيوانات" وتوعدت بترحيل الملايين.

وتحدث المحتجزون في السجن لوكالة "فرانس برس" هاتفياً عن قذارة في المرافق ونقص في الرعاية الطبية وسوء معاملة وانتهاك لحقوقهم القانونية.

وقال لويس غونزاليس، وهو كوبي يبلغ 25 عاماً اتصل بالوكالة من داخل المركز، "لا يُعاملون الحيوانات بهذه الطريقة. هذا أشبه بالتعذيب".

وشيّدت سلطات فلوريدا المنشآت في ثمانية أيام، ودشنت المركز في الثاني من تموز/ يوليو الماضي في مطار مهجور بمنطقة إيفرغليدز.

وفي إشراف الحاكم الجمهوري رون ديسانتيس، وقّعت الولاية الواقعة في جنوب شرق الولايات المتحدة اتفاقية مع وكالة الهجرة والجمارك لاحتجاز الأجانب الذين لا يحملون وثائق قانونية، وهي صلاحية كانت الى الآن حكراً على السلطات الفدرالية.

وتسعى إدارة ترامب إلى جعل هذه الاتفاقية نموذجاً لمراكز احتجاز أخرى في مختلف أنحاء البلاد.

مثل القتلة

وصل غونزاليس إلى الولايات المتحدة في 2022 وأقام في فلوريدا بعدما أطلقت السلطات سراحه بانتظار دراسة طلب اللجوء الذي قدمه.

وعندما رفض قاض مختص بقضايا الهجرة طلبه الشهر الماضي، أوقفه عناصر وكالة الهجرة ونقلوه إلى "أليغيتور ألكاتراز".

وضعت الأصفاد على يديه وخصره وقدميه، وبقي مكبلاً طوال فترة نقله في حافلة مع معتقلين آخرين لأكثر من يوم، قبل أن ينقله العناصر إلى إحدى الخيم الكبيرة التي تضم كل منها ثماني زنزانات، كما قال.

وأضاف "لم أرَ نور الشمس في الأيام الـ14 لوجودي هنا"، متابعاً "عندما يأخذوننا إلى قاعة الطعام، يُطلب منا وضع أيدينا على رؤوسنا وكأننا قتلة".

وهو يقبع مع نحو 30 شخصاً آخرين في مساحة مسيّجة يقارنها بقنّ الدجاج.

ويشير الى أن المكان نادراً ما يتم تنظيفه، بما في ذلك ثلاثة مراحيض يستخدمها الجميع. وعند إجراء الاتصال، لم يكن غونزاليس قد استحم منذ أسبوع.

ويسود الحر خلال اليوم ويغزو البعوض الزنزانات. والحال ليلاً ليست أفضل.

ضرب ومحاولة انتحار

ويستنكر غونزاليس ومعتقلون آخرون نقص الرعاية الطبية في الموقع.

وشكا مايكل بوريغو فرنانديز البالغ 35 عاماً، من ألم، لكنه لم يتلق العلاج إلا بعد أن بدأ ينزف، وفقاً لمحاميه ووثائقه القانونية.

وخضع لجراحة طارئة لمعالجة البواسير، وأعيد الى المستشفى عندما لم تُعطَ له المضادات الحيوية والتهبت جروحه.

وتمرد بعض السجناء مثل ماركوس بويغ البالغ 31 عاماً.

وقال في اتصال هاتفي من سجن آخر في فلوريدا يُحتجز فيه الآن، إن الحراس عزلوه قبل زيارة مسؤولين للمنشأة، لمنعه من الاحتجاج. مدفوعاً بالغضب، قام بكسر مرحاض في زنزانته الجديدة، ما أرغم عدداً من الحراس على التدخل وتقييده ولكمه وركله في كل جسمه.

أضاف أنهم أرغموه على الجثو لنحو 12 ساعة في مكان بلا كاميرات أو مكيف هواء قبل نقله إلى مركز احتجاز آخر.

وأوضح "وصلت إلى هنا منهكاً. كنت مغطّى بالكدمات".

وأفاد سجين آخر هو غونزالو ألمانزا فالديز برؤية حراس "يضربون" معتقلين، وفق مكالمة هاتفية مسجلة مع زوجته.

ودفع اليأس بعض الموقوفين الى أقصى حدود التحمل. الأحد اتصلت سونيا بيشارا بشريكها المحتجز رافايل كولادو (63 عاماً) الذي قال عبر مكبر الصوت "حاولت الانتحار مرتين، وقطعت عروقي".

ورداً على سؤال "فرانس برس"، نفت سلطات فلوريدا الاتهامات بإساءة المعاملة.

وبطالب ناشطون ومحامون بإغلاق المراكز التي رُفعت بحقها دعويين قضائيتين.

وتتناول الأولى عدم احترام حق المهاجرين بالإجراءات القانونية الواجبة.

وصرحت ماغدالينا كوبريس محامية غونزاليس "هناك أشخاص موجودون هناك منذ وصولهم ولم يمثلوا أمام قاضٍ بعد. وهذا غير مقبول وغير قانوني بتاتاً".

وأضافت أن المعتقلين لم يتمكنوا من تقديم طلب كفالة أو مراجعة قضاياهم لأن المحاكم المُفترض أن تنظر في قضاياهم تمتنع عن ذلك بحجة أنها لا تملك سلطة قضائية على المركز الذي تديره الولاية.

وتقول الدعوى الثانية إن المركز يهدد النظام البيئي في إيفرغليدز.

وأمرت قاضية فدرالية الأسبوع الماضي بتعليق أعمال البناء الجديدة في المركز لمدة 14 يوماً ريثما تنظر في الدعوى.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon