شركة صينية تخترق حلف الـ"ناتو" وحكومات أجنبية وناشطين
شفق نيوز/ كشفت وكالة "فرانس برس"، يوم الخميس، عن قيام شركة صينية للأمن التكنولوجي من اختراق مواقع حلف شمال الأطلسي "ناتو" وحكومات أجنبية وقرصنة حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة كمبيوتر شخصية.
وبحسب الوكالة الفرنسية فإن الوثائق التي سربتها "آي-سون"، وهي شركة خاصة دخلت في مناقصات للتعاقد مع الحكومة الصينية، تشير إلى أن قراصنتها اخترقوا أكثر من عشر حكومات، بحسب شركتي "سنتينال لابز" و"مالوير بايتس".
اختراق الـ"ناتو"
وكتب باحثون من "سنتينال لابز" أمس الأربعاء أن "آي-سون" اخترقت أيضا "منظمات ديموقراطية" في مدينة هونغ كونغ التي تتمتع بحكم شبه ذاتي إضافة إلى جامعات وحلف شمال الأطلسي "ناتو".
ونشر شخص مجهول الهوية هذه البيانات المسربة التي لم تتمكن وكالة "فرانس برس" من التحقق من محتوياتها على الفور، الأسبوع الماضي على موقع "غيتهاب" لتبادل البيانات.
وقال محللون من "سنتينال لابز" إن "التسريبات توفر بعض التفاصيل الأكثر وضوحا التي تنشر علنا حتى اللحظة وتكشف الطبيعة المتطورة لأنظمة التجسس الإلكتروني الصينية".
وأفاد منشور منفصل لـ"مالوير بايتس" أمس الأربعاء أن "آي-سون" تمكنّت من اختراق مكاتب حكومية في الهند وتايلاند وفيتنام وكوريا الجنوبية وغيرها.
ولم يتسن الوصول إلى موقع "آي-سون" صباح الخميس رغم أن لقطة من أرشيف الإنترنت للموقع تعود إلى يوم الثلاثاء تفيد بأن مقره شنغهاي مع فروع ومكاتب في بكين وسيشوان وجيانغسو وشيجيانغ.
ولم ترد الشركة على طلب "فرانس برس" الحصول على تعليق.
يتضمن التسريب الذي نشر على الإنترنت مئات الملفات التي تظهر سجّلات محادثات مكتوبة ومحاضرات وقوائم أهداف.
السيطرة على حواسيب
وعثرت "فرانس برس" في التسريبات على ما بدا بمثابة قوائم وزارات تايلاندية وبريطانية إضافة إلى لقطات شاشات تظهر محاولات للدخول إلى حساب أحد الأفراد على فيسبوك.
وأظهرت لقطات أخرى نقاشات بين موظف ومديره في العمل بشأن الرواتب إلى جانب وثيقة تصف البرامج الهادفة للوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني لأحد الأهداف على "آوتلوك".
وقال محللو "سنتينال لابز" إنه "كما أظهرت الوثائق المسرّبة، لعب متعاقدون من أطراف ثالثة دورا كبيرا في تسهيل وتنفيذ العديد من عمليات الصين الهجومية في الفضاء الإلكتروني".
وفي لقطة من شاشة تظهر محادثة على تطبيق للدردشة، يتحدث شخص ما عن طلب زبون الوصول بشكل استثنائي إلى "مكتب وزير الخارجية ومكتب وزارة الخارجية في آسيان ووكالة الاستخبارات الوطنية التابعة لمكتب رئيس الوزراء" وغيرها من الدوائر الحكومية التابعة لدولة لا تتم تسميتها.
وأفاد محللون درسوا الملفات بأن الشركة عرضت على الزبائن المحتملين إمكانية خرق حسابات أفراد على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي ومراقبة نشاطهم وقراءة رسائلهم الخاصة وإرسال منشورات.
كما عرضت الكيفية التي يمكن لقراصنة الشركة من خلالها الوصول إلى حاسوب شخص ما عن بعد والسيطرة عليه، ما يسمح لهم بتنفيذ أوامر ومراقبة ما يكتبه.
شملت خدمات أخرى وسائل لاختراق الأنظمة المشغّلة لهواتف "آيفون" التابعة لآبل وغيرها من الهواتف الذكية، إضافة إلى أجهزة مخصصة بما فيها جهاز لتخزين الشحن يمكنه استخراج البيانات من جهاز ما وإرساله إلى القراصنة.
علاقات مع شينجيانغ
أفاد محللون أيضا بأن التسريبات تظهر "آي-سون" تدخل في مناقصات لنيل عقود في إقليم شينجيانغ في شمال غرب الصين، حيث بكين متهمة باعتقال مئات الآلاف معظمهم من المسلمين في إطار حملة ضد ما تصفه بالتطرف. وصفت الولايات المتحدة الحملة بأنها إبادة.
وقال محللو "سنتينال لابز" إن "الشركة عددت أهدافا أخرى على صلة بالإرهاب استهدفتها بالقرصنة سابقا كدليل على قدرتها على أداء هذه المهام، بما في ذلك استهدف مراكز لمكافحة الإرهاب في باكستان وأفغانستان".
عشرات الآلاف من الدولارات
كشفت البيانات المسربة أيضا المبالغ التي يمكن للقراصنة أن يجنوها وتشمل 55 ألف دولار من اختراق وزارة تابعة للحكومة الفيتنامية، على حد قول المحللين.
وأظهرت نسخة محجوبة من موقع الشركة الإلكتروني بأنها تدير أيضا مؤسسة مكرّسة لـ"تطبيق روح.. وأوامر" الرئيس شي جينبينغ "المهمة" في ما يتعلق بتطوير التعليم والخبرة في الأمن الإلكتروني.
وذكر مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) بأن لدى الصين برنامج قرصنة يعد الأكبر في العالم.
نفت بكين من جهتها هذه الاتهامات معتبرة أن "لا أساس لها" وأشارت إلى تاريخ الولايات المتحدة نفسها في التجسس الإلكتروني.
وقال الباحث لدى "مالوير بايتس" بيتر أرنتز إن التسريبات ستتسبب على الأرجح "بهزّة في أوساط الكيانات التي تم اختراقها".
وأضاف "يمكنها بأن تحدث تحوّلا في الدبلوماسية الدولية وتكشف عن ثغرات في الأمن القومي لعدد من البلدان".