إدارة بايدن تعطي أول إشارة للتراجع عن خطط سحب الجنود
شفق نيوز/ أعطت الادارة الاميركية الجديدة للرئيس جو بايدن اكثر الاشارات وضوحا على انها قد تتراجع عن القرارات التي اتخذها الرئيس السابق دونالد ترامب حول مستقبل الدور العسكري الاميركي في الخارج، باعلان البنتاغون امس ان استمرار تخفيض القوات في افغانستان يعتمد على التزام حركة طالبان باتفاق السلام المبرم في العام الماضي.
وبحسب تعهدات ترامب المتفق عليها، فان القوات الاميركية كان يجب ان تستكمل الانسحاب الكامل من افغانستان في ايار/مايو المقبل. وكان من اوائل ما فعلته ادارة بايدن مع دخولها الى البيت الابيض، الاتصال بالحكومة الافغانية لابلاغها بان واشنطن ستراجع الاتفاق الذي ابرمه ترامب.
والان يقول المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي ان "طالبان لم تنفذ التزاماتها"، مشيرا الى ان وزير الدفاع الاميركي الجديد لويد أوستن يقوم بمراجعة القضية وبحث كيفية المضي قدما مع الحلفاء في الناتو، بحسب ما ذكرت قناة "سي ان بي سي" الاميركية.
وكان الاتفاق المبرم في شباط/فبراير 2020 مع حركة طالبان، ينص على وقف دائم لاطلاق النار وتخفيض القوات الاميركية من نحو 13 الف جندي، الى 8600 بحلول تموز/يوليو الماضي، ثم بحلول ايار/مايو ستكون كل القوات الاجنبية قد انسحبت من افغانستان.
وبحسب "سي ان بي سي" فان ترامب الذي رفع في حملته الانتخابية في العام 2016 خطة وقف الدور الاميركي في "الحروب التي لا تنتهي" في الشرق الاوسط، قام بتسريع الانسحاب العسكري من افغانستان في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وقال القائم باعمال وزير الدفاع كريستوفر ميلر وقتها ان ادارة ترامب ستخفض الوجود العسكري الاميركي في افغانستان الى 2500، وفي العراق الى 2500 بحلول 15 يناير/كانون الثاني 2021.
وذكرت الشبكة الاميركية بان الامين العام لحلف الناتو جينس ستولتنبرغ كان قد حذر من ان مغادرة افغانستان أبكر مما يجب، او من خلال خطوة غير منسقة، قد يؤدي الى عواقب غير محسوبة بالنسبة الى الحلف العسكري الاكبر في العالم. وقال ستولتنبرغ ان "افغانستان تشكل مخاطرة ان تتحول مرة اخرى الى ارضية للارهاب الدولي لتخطيط وتنظيم هجمات على اوطاننا. وبامكان داعش في افغانستان ان تعيد بناء الخلافة الارهابية التي فقدتها في العراق وسوريا".
وبحسب الشبكة التلفزيونية الاميركية، فان الحروب في افغانستان والعراق وسوريا، كلفت دافعي الضرائب الاميركيين اكثر من 1.57 تريليون دولار منذ 11 سبتمبر 2001، كما وردت في تقرير لوزارة الدفاع. وحرب افغانستان وحدها التي اصبحت اطول انخراط عسكري اميركي في حرب، والتي بدأت منذ 19 سنة، كلفت دافعي الضرائب الاميركيين، 193 مليار دولار.
وتسمح بنود الاتفاق مع طالبان والحكومة الافغانية، ان تحتفظ الولايات المتحدة بحضور عسكري جوي في سماء افغانستان، وانطلاق مفاوضات افغانية داخلية وضمانات بان افغانستان لن تتحول مرة احرى الى ملاذ للارهابيين.
ونقلت الشبكة الاميركية عن المتحدث باسم البنتاغون قوله ان وزير الدفاع والرئيس بايدن "كانا واضحين تماما بان الوقت قد حان لانهاء هذه الحرب، لكننا نريد ان نقوم بذلك بشكل مسؤول، ونريد ان نقوم بذلك مع الحفاظ على مصالح امننا القومي وشركائنا الافغان".