تشكيك بريطاني بالرواية اليونانية حول غرق قارب المهاجرين: خفر السواحل اكتفى بالمشاهدة
شفق نيوز/ كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي"، يوم الإثنين، عن حصولها على أدلة تشكك بصحة رواية خفر السواحل اليوناني، حول غرق قارب المهاجرين الأسبوع الماضي.
وبحسب بيانات حصلت عليها "بي بي سي" من موقع "مارين ترافيك" لتتبع السفن، فإن القارب بقي في مكانه وسط البحر لمدة 7 ساعات تقريباً، خلافاً لما ادّعته أثينا.
وكان خفر السواحل اليوناني قد قال إن القارب لم يتوقف، وإنه كان يتحرك باتجاه إيطاليا في ذلك الوقت، وزعمت السلطات اليونانية أنه لم يرد أي نداء استغاثة من القارب، وأن من كانوا على متنه لم يواجهوا خطراً حتى آخر لحظة.
وتشير "بي بي سي" إلى أن البيانات تُظهر ساعات من النشاط، تركز على منطقة صغيرة ومحددة حيث غرق قارب المهاجرين في وقت لاحق، مضيفةً "ما يلقي بظلال من الشك على الادعاء الرسمي بأنه لم يكن لدى السفينة مشاكل في الملاحة".
وأضافت الهيئة البريطانية أنه "لم يكن لدى قارب الصيد أداة تعقب لذلك لا يظهر على الخريطة.. كما أن سفن خفر السواحل والسفن العسكرية لا يتعين عليها مشاركة مواقعها".
كذلك شككت "بي بي سي" في رواية أثينا الرسمية حول التسلسل الزمني لغرق قارب المهاجرين، مشيرة إلى أن القوة الحدودية في الاتحاد الأوروبي (فرونتكس) قالت إنها رصدت قارب المهاجرين، لأول مرة، في نحو الساعة 08:00 من يوم الثلاثاء 13 حزيران/ يونيو الجاري بتوقيت غرينتش، وأبلغت السلطات اليونانية بذلك.
وزعم متحدث باسم الحكومة اليونانية أن "خفر السواحل حاولوا الصعود على متن القارب لتقييم الخطر، لكن من كانوا على متن القارب أزالوا حبلاً كان مربوطاً ولم يرغبوا في المساعدة"، بحسب قوله.
ولم ترد السلطات اليونانية حتى صباح اليوم الإثنين، على ما أوردته "بي بي سي"، فيما دعت الأمم المتحدة لإجراء تحقيق في تعامل حكومة اليونان مع حادثة غرق القارب.
يشار إلى أن الرئيس التنفيذي للوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) هانز ليتينز، قال إنهم أبلغوا السلطات اليونانية مسبقاً بوجود مركب صيد مكدس بالمهاجرين قبل غرقه قبالة سواحل شبه جزيرة مورا.
ويتزامن تشكيك "بي بي سي" بالرواية الرسمية لليونان، مع تجديد مهاجرين نجوا من الغرق، اتهاماتهم لخفر السواحل اليوناني بأنه تسبب في غرق القارب المتهالك، مشيرين إلى أن قوات خفر السواحل اكتفت بمشاهدة القارب وهو يغرق.
صحيفة "The Times" البريطانية نقلت، أمس الأحد، عن 5 ناجين قولهم إن خفر السواحل اليوناني لم يرسلوا المساعدة إلا بعد 3 ساعات على الأقل من انقلاب القارب، وزعم إياد، وهو طالب لجوء من سوريا، أن السلطات اليونانية "اكتفت بالمشاهدة رغم أنها كانت تستطيع إنقاذ الكثير من الناس".
وكانت السلطات اليونانية قد أعلنت عن مصرع ما لا يقل عن 79 مهاجراً غير نظامي إثر غرق قارب كان يقلهم، قبالة سواحل شبه جزيرة مورا، مشيرة إلى إنقاذ أكثر من 100 آخرين تم نقلهم إلى ميناء كالاماتا، مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين.
وكان القارب المنكوب انطلق من طبرق الليبية متوجهاً إلى إيطاليا، وعلى متنه قرابة 700 شخص، بحسب منظمة "هاتف الإنذار/ ألارم فون" المدنية.