تراشق لفظي بين زعيم سني ومرجع شيعي حول مصدر تفشي كورونا بإيران
شفق نيوز/ لا تزال تصريحات زعيم أهل السُنة في إيران، مولوي عبدالحميد إسماعيل زهي حول تورط جامعة المصطفى الشيعية في دخول فيروس كورونا البلاد تُثير حفيظة كبار مرجعيات قُم، حيث تطور الأمر إلى تراشق لفظي بين زهي ومدير الحوزات الشيعية بعد أن اتهمه الأخير بإصدار تصريحات بلا أساس.
وكان إسماعيل زهي، وهو خطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان، وأحد كبار الزعامات السنية في البلاد، قال في وقت سابق تعليقا على تفشي كورونا في إيران، إن مواصلة استقبال جامعة المصطفى لطلبة صينيين رغم أنباء انتشار فيروس كورونا في الصين، هو ما تسبب في دخول الفيروس إلى إيران.
وتُعد جامعة المصطفى الواقعة في مدينة قُم، جنوبي العاصمة طهران، من أكبر الجامعات الإيرانية التي تعمل على نشر المذهب الشيعي حول العالم، حيث تستضيف طلبة من مختلف دول العالم، وتدرس الفقه الشيعي، وأسس نشره بعد عودتهم إلى بلادهم.
وردا على تصريحات زعيم أهل السنة، كانت جامعة المصطفى قد أصدرت بيانا خلال الأيام الماضية، رفضت فيه تصريحات إسماعيل زهي، التي وصفتها بـ ”غير الموزونة“، نافية تورط طلبتها الصينيين في نشر الفيروس، كما شن عدد من رجال الدين الشيعة المتشددين، هجوما لاذعا على تصريحات إسماعيل زهي.
بدوره خرج رئيس جامعة المصطفى ومدير الحوزات العلمية الشيعية في إيران، علي رضا أعرافي، في آخر تصريحاته للرد على إسماعيل زهي، حيث قال في بيان: ”على أي دليل يدعى إسماعيل زهي أن مصدر تفشي كورونا في إيران هو الطلبة الصينيون في جامعة المصطفى؟“.
وأضاف أعرافي في رده على زعيم أهل السُنة ”هل لديه أي وثائق تُثبت صحة إدعائه سوى تقارير وسائل الإعلام المعاندة؟ في حين لم يؤيد أي مسؤول رسمي هكذا إدعاء أو نشر أي وثيقة تُثبت هذا“.
وخاطب رئيس جامعة المصطفى زعيم أهل السُنة بقوله: ”وبناء على هذا يجب على خطيب جمعة زاهدان أن يراعي الدقة بشكل أكبر في عرض موضوعاته كونه عالم دين“ وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ”ايرنا“.
من جهته تفاعل زعيم أهل السُنة في إيران مع تصريحات مدير الحوزات الشيعية، حيث خاطبه في رسالة نشرتها وسائل إعلام محلية، قائلا: ”إن وثيقة ودليل تصريحاتي حول تورط طلاب صينيين بجامعة المصطفى في دخول ونشر فيروس كورونا هو تصريح لرئيس جامعة العلوم الطبية بمشهد“.
وكان رئيس جامعة العلوم الطبية لمدينة مشهد (شمال شرق)، محمد حسين بحريني، صرح في وقت سابق، أن دخول فيروس كورونا كان عن طريق دخول 700 طالب صيني للبلاد؛ الأمر الذي نفته جامعة المصطفى.
وتابع إسماعيل زهي في رسالته أن ”هدفه في طرح هذه التصريحات هو الإصلاح وطلب الخير“ مؤكدًا أن ما طرحه كذلك يعمل ”على التعرف على مصدر دخول وتفشي فيروس كورونا داخل البلاد في نهاية المطاف“.
ورغم نفي جامعة المصطفى المتكرر لاستضافتها طلابا صينيين يحملون فيروس كورونا، والتسبب في دخول الفيروس لإيران، إلا أن تقارير وزارة الصحة الإيرانية أكدت أن مدينة قُم، التي تقع بها الجامعة الشيعية، أول مدينة سجلت إصابات بالفيروس، بعدما تحولت إلى بؤرة تفشي الفيروس لجميع المدن في البلاد.
ويزعم عدد من كبار المسؤولين في إيران، أن فيروس كورونا دخل إلى البلاد عن طريق هجوم بيولوجي شنه الغرب، من بينهم قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، الذي قال في وقت سابق: ”إن فيروس كورونا مجرد هجوم بيولوجي أمريكي أصاب الصين ثم إيران، وطال بقية دول العالم“.