بعد سجن دبلوماسي إيراني.. المخابرات الأوروبية تتوقع هجمات انتقامية من طهران
شفق نيوز/ كشفت مصادر أوروبية مطلعة، يوم الجمعة، أن أجهزة المخابرات الأوروبية تتوقع هجمات انتقامية إيرانية على خلفية الحكم على دبلوماسي إيراني بالسجن في بلجيكا بتهمة التخطيط لعمل إرهابي.
ونقل موقع بزنس إنسايدر الإخباري الأميركي، عن المصادر الأوروبية قولها، إن مسؤولي المخابرات في أوروبا يتوقعون رد فعل إيراني بعد إصدار القضاء البلجيكي يوم أمس الخميس، حكماً بالسجن 20 عاما على الدبلوماسي الإيراني، أسد الله أسدي، بعد إدانته بتهمة التخطيط لهجوم كان سيستهدف تجمعا لمعارضين للنظام الإيراني قرب باريس العام 2018.
وقال ضابط استخبارات عسكري بلجيكي يعمل تحت غطاء دبلوماسي في الشرق الأوسط، إن "أسدي أحد أفراد فيلق القدس".
وأضاف "لقد جمعنا معلومات استخبارية صريحة بأنه كان مسؤولاً عن عمليات أوروبية تستهدف منشقين إيرانيين في جميع أنحاء أوروبا باستخدام منصبه الدبلوماسي في فيينا كقاعدة للعمليات"، مبيناً أن هذا هو السبب في أن المدعين لم يأخذوا بعين الاعتبار الحصانة الدبلوماسية لأسدي.
وتابع المصدر "لكن يقيناً بشأن دوره يؤكد أيضاً إلى حد كبير أن الإيرانيين سيرون ذلك أبعد من مجرد عملية عادية لإنفاذ القانون، وسوف يرون أنها عملية ضدهم ويمكنهم الرد بشكل جيد للغاية، كما هددنا أسدي".
وأكد أنه سيتم فحص الأمن حول المواقع الرئيسية في أوروبا والخارج، مضيفاً أنه سيتم تحذير المواطنين البلجيكيين الذين يعيشون ويعملون في لبنان والعراق وأجزاء من الخليج من تهديدات أمنية محتملة.
وقال الضابط البلجيكي "نظراؤنا في جميع أنحاء أوروبا يفعلون الشيء نفسه"، مشيراً إلى أن ضباط المخابرات يستعدون لتوقعات زيادة عمليات خطف الرعايا الأجانب من قبل إيران في المستقبل القريب.
وأكد "بالطبع من الممكن أن ينتقم الإيرانيون لذلك، إذ لديهم تاريخ طويل في استهداف حاملي جوازات سفر محددة للخطف أو الاعتقال للتجارة فيما بعد"، مضيفاً "إيران فعلت ذلك في الخليج والعراق ولبنان، وكذلك داخل إيران نفسها، في الماضي، لذا فإن التهديد والقدرة والاستعداد للعمل كلها ثابتة".
فيما ذكر مسؤول استخبارات إسرائيلي متقاعد لا يزال مستشاراً لحكومته، أن "الإيرانيين لا يخدعون أبداً في مثل هذه الأمور"، مؤكداً "كان لديهم أشخاص معتقلون في الكويت في الثمانينيات، وظلوا هم وحزب الله يختطفون الأشخاص حتى أطلق سراحهم أخيراً خلال حرب الخليج الأولى"، في إشارة إلى اختطاف عشرات الرهائن الأجانب في لبنان بين 1984 و1992..
وأضاف المسؤول الإسرائيلي "من الأسهل احتجاز شخص داخل إيران لاستخدامه كوسيلة ضغط. إنهم يفعلون ذلك بانتظام".
وجاءت عقوبة السجن في حق أسدي، الذي جرت محاكمته مع ثلاثة شركاء مفترضين، مطابقة لطلب النيابة العامة الفدرالية البلجيكية المختصة بشؤون الإرهاب، وكان الادعاء طلب هذه العقوبة القصوى خلال المحاكمة التي جرت في نهاية تشرين الثاني الماضي في المحكمة الجنائية للمدينة الساحلية الفلمنكية.
وأثار هذا الملف الذي يجمع بين الإرهاب والتجسس، توترا دبلوماسيا بين طهران والعديد من العواصم الأوروبية، بما في ذلك باريس.
ودانت إيران الحكم معتبرة أن المحاكمة "غير شرعية بسبب الحصانة الدبلوماسية" التي يتمتع بها أسدي.
وعلى الرغم من اتهام طهران بالعديد من العمليات العنيفة في أوروبا خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، إلا أن أسدي، الذي وصفته مصادر استخباراتية أوروبية بأنه عميل استخباراتي تحت غطاء دبلوماسي، هو أول دبلوماسي إيراني يُدان ويُسجن في أوروبا منذ عام 1979.
وفي آذار الماضي، ورد أن أسدي حذر الشرطة البلجيكية من أن دوره الرسمي كعميل إيراني يعني أن أهداف بلجيكية أو أوروبية يمكن أن تتعرض للضرب أو الضغط لإطلاق سراحه في حالة إدانته، وهو تهديد خلصت إليه المخابرات البلجيكية بأنه موثوق.