"بساط أحمر وصفقات وغداء استثنائي".. مذكرات كوشنر تكشف دوره ومحمد بن سلمان بإقناع ترامب بزيارة السعودية

"بساط أحمر وصفقات وغداء استثنائي".. مذكرات كوشنر تكشف دوره ومحمد بن سلمان بإقناع ترامب بزيارة السعودية
2022-08-26T16:10:54+00:00

شفق نيوز / كشف صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، اليوم الجمعة، عن بعض التفاصيل التي سبقت زيارة ترامب إلى السعودية وأبرز في مذكراته (Breaking History)، عن دوره ودور الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي آنذاك، في "إنجاح" القيام بتلك الزيارة "رغم المعارضة" التي واجهها كوشنر من مسؤولي البيت الأبيض وعلى رأسهم وزير الخارجية الأمريكي آنذاك ريكس تيليرسون.

وقال كوشنر في مذكراته التي نقلها موقع (سي ان ان الأمريكي) واطلعت عليها وكالة شفق نيوز إنه "بعد أن رفض ترامب زيارة السعودية"، وقال لي: (اعتبر أن الجواب لا)، اجبته (دعني أعود لك غدا)"، لافتاً إلى أن "عادة ترامب كانت أن يقول بشكل ارتجالي: (لا) ليرى كيف سيكون رد فعل فريقه خلال محاولة إقناعه بالعكس"، مبينا أنه قال للرئيس الأمريكي: "سأطلعك على الخطة التي فاوضت عليها"، فأجاب ترامب بـ"الموافقة لإنهاء الجدال".

وأضاف كوشنر "في صباح اليوم التالي، جئت إلى مقر سكن الرئيس الأمريكي السابق وأطلعته على مخطط الزيارة، وأشار إلى أنه أطلع ترامب على أن السعودية وعدت بضخ 300 مليار دولار لتوفير وظائف ضمن اتفاق مع الشركات الأمريكية وأن السعوديين تعهدوا باتخاذ إجراءات غير مسبوقة لمنع تمويل الإرهاب وافتتاح مركز عالمي لمكافحة التطرف، وأن يدين العاهل السعودي العنف باسم الإسلام، وأن تشتري (السعودية) كمية كبيرة من المعدات العسكرية الأمريكية وأن توفر المزيد من الدعم العسكري في القتال ضد تنظيم (داعش)"، حسبما قال كوشنر في مذكراته.

وتابع صهر الرئيس" قلت لترامب إن السعوديين سيفرشون "السجاد الأحمر لترامب وسيُظهرون احتراماً عظيماً لأمريكا وستحلق طائرات عسكرية في الأجواء وسيقيمون مأدبة عشاء رسمية، على عكس ما قاموا به عند زيارة الرئيس أوباما قبل عام، عندما رفضوا تقديم التحية له عند مدرج الطائرة"، بحسب ما جاء في المذكرات.

ورأى كوشنر أن "زيارة ترامب إلى السعودية ستساهم بتقوية الروابط مع العالم العربي وستسمح بإطلاق نداء قوي للتحرك ضد الإرهاب في المنطقة وتهيئة الأرضية لتطبيع العلاقات بين العرب وإسرائيل، إلى جانب أن الزيارة ستُفند التقارير الصحفية التي تتحدث عن الإسلاموفوبيا لدى ترامب"، على حد قوله.

وأشار كوشنر إلى أن ترامب أجاب قائلا: "لنقوم بتلك المحاولة"، وأردف قائلا لصهره: "أبلغ ريكس (وزير الخارجية الأمريكي آنذاك ريكس تيليرسون الذي يقول انه كان ضد الزيارة)، أننا سنجري الزيارة لكنني أريد كل شيء مكتوبا"، حسبما ذكر كوشنر في مذكراته.

وأشار كوشنر إلى أن "العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز كان قد طلب من ترامب في اتصال هاتفي بينهما في يناير/كانون الأول من ذلك العام أن تُنسق واشنطن زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية مع ولي ولي العهد آنذاك، الأمير محمد بن سلمان".

وكشف كوشنر أن "الرئيس الأمريكي السابق وافق على تناول الغداء مع الأمير محمد بن سلمان، أثناء وجود الأمير السعودي في أمريكا للتنسيق من أجل الرحلة، بعد أن ألغت المستشارة الألمانية السابقة، أنغيلا ميركل، غداءها الذي كان مقررا في ذلك اليوم مع الرئيس الأمريكي بسبب عاصفة ثلجية منعت طائرتها من الإقلاع من برلين".

ولفت كوشنر في مذكراته إن "ترامب خالف البروتوكولات البيروقراطية التي تحدد ألا يتناول رئيس أمريكا الغداء مع مسؤولين خارجيين إذا لم يكونوا قادة بلدانهم، وقرر تناول الغداء مع الأمير السعودي لاستكشاف (شراكة محتملة) من شأنها خدمة المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط".

وأضاف كوشنر: "ولأن محمد بن سلمان كان المسؤول الثالث في هرم السلطة في السعودية لم يسمح موظفو مجلس الأمن القومي له بعبور نقطة التفتيش الأمنية والمضي بسيارته إلى الجناح الغربي كما يسمحون لقادة الدول، لذلك اضطر نائبي والموظف الوحيد الذي يعمل في فريقي آنذاك، آفي بيركوفيتز، للانتظار تحت الثلوج خارج النقطة الأمنية لاستقبال محمد بن سلمان، وعندما وصل كانت هناك مشكلة بالأوراق ومنعته قوات الخدمات السرية من الدخول، لذلك قمت بالجري إلى البوابة وأقنعتهم بالسماح له بالدخول"، حسب قول كوشنر في مذكراته.

وذكر كوشنر أن "الغداء كان ناجحا وأن ترامب أبلغ محمد بن سلمان بأنه يريد تعاوناً أكثر قوة في مكافحة الإرهاب والتطرف وإنهاء تمويل الإرهاب، وأنه يتوقع أن تتحمل السعودية حملاً أكبر على الصعيد الدفاعي في المنطقة لأن أمريكا لن تواصل خسارة الدماء الثمينة والأموال في حروب خارجية لا نهاية لها".

وأوضح كوشنر أن "الأمير محمد بن سلمان كشف عن خطة طموحة وواضحة لمكافحة الإرهاب"، ولفت إلى أن هذا "الاجتماع أكد له ضرورة إجراء الزيارة إلى الرياض".

وكشف كوشنر عن "خلاف في وجهات النظر دار بينه وبين عدد من المسؤولين الأمريكيين على رأسهم تيليرسون"، مبيناً أن "الأخير كان ضد الزيارة، وقال إن السعوديين "لا يمكن الوثوق بوعودهم"، حسب ما نقله كوشنر في مذكراته.

وتابع كوشنر إنه رد على وزير الخارجية الأمريكي آنذاك بالقول: "قد لا تكون لدي الخبرة البدلوماسية الكافية لكنني قمت بالعديد من الصفقات، ويمكنني أن أعرف متى يريد الناس أن يعقدوا صفقات ومتى لا يريدون ذلك، لا يقول محمد بن سلمان إنه يريد فعل ذلك فحسب، بل إن كبير مفاوضيه يقطن الآن في فندق (Four Seasons) وهو جاهز للقدوم ووضع اللمسات الأخيرة على هذه الوثائق"، حسب قوله.

ولفت كوشنر قائلاً أنه "اتصل بالأمير محمد بن سلمان بعد الاجتماع وقال له: يقول لي الجميع إنني أحمق لأنني أثق بكم"، وتابع: "ويقولون إن إجراء الزيارة فكرة مزرية وإنني إذا وصلت إلى السعودية فلن أجد سوى بعض الرمال والجمال"، حسب تعبيره.

وأردف كوشنر قائلا إن الأمير محمد بن سلمان: "ضحك وقال لي إنه يواجه تشكيكا داخليا لكنه لن يخذلنا، هذه الزيارة ستشكل نجاحا كبيرا للرئيس، والسعودية ستفي بوعودها وسنجد تغييرات في السعودية تفوق تصوراتنا"، حسب قوله.

وكان صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر قد نشر مذكراته مؤخراً وتحدث فيها عن الكثير من التفاصيل التي تخص فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وعلاقاته واتصالاته بدول وقادة المنطقة.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon