"بدأت تفقد هيبتها".. المسيّرات وأنظمة الصواريخ تكتبان نهاية الهليكوبتر الهجومية

"بدأت تفقد هيبتها".. المسيّرات وأنظمة الصواريخ تكتبان نهاية الهليكوبتر الهجومية
2023-05-30T15:28:12+00:00

شفق نيوز / تمثل الطائرات المروحية الهجومية أحد الأسلحة الهجومية الرئيسية في الحروب، لكن الحرب في أوكرانيا شهدت بداية النهاية لذلك المفهوم، حسب تقارير إعلامية، فما علاقة المسيرات القاتلة وأنظمة الصواريخ بهذا التحول العسكري الكبير؟

حرب أوكرانيا.. نذير شؤم للهليكوبتر الهجومية

"هل أفلت شمس الهليكوبتر الهجومية أخيراً؟"، تحت هذا العنوان نشر موقع Popular Mechanics العسكري الأمريكي تقريراً يلقي الضوء على الخطر الداهم الذي تواجهه صناعة الطائرات العامودية العسكرية ككل، بعد التطور المذهل في أنظمة الصواريخ عموماً، والمحمولة كتفاً بشكل خاص.

ومنذ اختراع طائرات الهليكوبتر القتالية، كان أحد أبرز المشاهد المحفزة في ساحة المعركة الحديثة يتمثل في رؤية تلك المقاتلات الهجومية، المدججة بالمدافع والقذائف والصواريخ، تحوم على ارتفاع منخفض وتنفث نيرانها القاتلة نحو قوات العدو.

لكن تشير الأدلة إلى تغيير كبير في تلك الصورة، حيث أصبحت الطائرات من هذا النوع تتمركز خلف القوات المهاجمة وتطلق قذائفها نحو العدو من مسافات أبعد، ويرجع هذا التحول إلى سببين رئيسيين: الأول هو طبيعة الطائرات الهليكوبتر نفسها، أما السبب الثاني فهو انتشار الصواريخ المحمولة على الكتف، من الأنواع المضادة للطائرات، والتي تسقط الطائرات الهليكوبتر كما يتساقط الذباب.

وفي هذا السياق ربما تكون حرب أوكرانيا، التي بدأت يوم 24 شباط 2022، هي المحطة الأخيرة في حياة الطائرات الهليكوبتر القتالية، بعد أن تم إسقاط أعداد كبيرة من تلك المقاتلات الروسية والأوكرانية، حيث أشارت تقارير إلى إسقاط 62 مقاتلة روسية على الأقل، منها 35 من طراز كاموف كا-52 و12 من طراز ميل-مي-28 و9 من طراز مي-35 و6 من طراز أقدم هو مي-24.

وتمثل هذه الخسائر ضربة موجعة لترسانة روسيا من الطائرات الهليكوبتر القتالية، خصوصاً من طراز كاموف-كا-52، إذ يمثل ما تم إسقاطه من هذا الطراز 30% من أسطول روسيا منه. أما أوكرانيا، فالأمور تبدو أفضل قليلاً، إذ تم إسقاط 4 طائرات فقط من طراز مي-24، لكن تلك المقاتلات الأربع تمثل أكثر من 10% مما تمتلكه أوكرانيا من طائرات عامودية حربية بالكامل.

وما يزيد من حجم المخاطر بشكل لافت هو العدد الضخم من الصواريخ أرض-جو قصيرة المدى التي يوفرها حلف الناتو لأوكرانيا، إذ أرسل الحلف العسكري الغربي الآلاف من الصواريخ المحمولة على الكتف، ومنها 2557 صاروخ من طراز سترينغر، وعدد غير معلوم من صواريخ بوريوم وسونغور وصواريخ ستريلا-2 وصواريخ إيغلا وغيرها من الأنواع.

وتمثل هذه الأنظمة الصاروخية التي يحملها الأفراد ويختبأون في خنادقهم ويطلقونها تجاه الطائرات الهليكوبتر القتالية لتتساقط كالذباب، خطراً داهماً على تلك المقاتلات ذات الأجنحة الثابتة والمروحية الدوارة، بسبب سهولة إطلاق الصواريخ ودقتها العالية.

هل انتهى عصر المروحيات القتالية؟

الآن وبعد التطور المذهل في أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية والمدفعية المضادة للطائرات والمسيرات القتالية، من الطبيعي أن يصبح التساؤل متعلقاً بمستقبل صناعة المروحيات القتالية الهجومية بشكل عام، فهل اقتربت نهاية هذا السلاح؟

يمتلك الجيش الأمريكي حالياً نحو ألف مروحية مقاتلة، الغالبية العظمى منها من طراز أباتشي، و91 منها من طراز إيه إتش-64، علماً أن الطائرة الواحدة من هذا الطراز المتطور يبلغ ثمنها 36 مليون دولار، وهو رقم باهظ للغاية.

ويقود الطائرة المروحية طيار ومساعده، وكما أثبتت الحرب في أوكرانيا، لا ينجو أي منهما في حالة إسقاط المقاتلة بصاروخ أرض-جو محمول على الكتف، وهو ما يعني تعريض حياة طياري تلك المقاتلات لخطر داهم، على عكس المسيرات التي يتم التحكم فيها عن بعد على سبيل المثال. وبالتالي فإن استمرار هذه المقارنة يعني أن الوقت ربما قد حان للتخلي تماماً عن المروحيات الهجومية لصالح المسيرات.

وهذا الرأي عبَّر عنه مارك كانسيان، المستشار البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بقوله لموقع Popular Mechanics إن "أمر المروحيات الهجومية قد حسم"، مضيفاً أن ذلك النوع من أنظمة القتال "لم يحقق نجاحاً يذكر في حرب أوكرانيا، كما أن كييف لم تطلب التزود بأي منها، وهو ما يشير إلى فقدان المروحيات لأهميتها، بناء على تجربة الحرب".

ويبدو أن رسالة الحرب في أوكرانيا المتعلقة بعدم جدوى المروحيات القتالية قد تردد صداها وصولاً إلى الصين، حيث قرر جيش التحرير الشعبي التركيز أكثر على إنتاج وتطوير الطائرات المسيرة عوضاً عن الإنفاق على إنتاج وتطوير الهليكوبتر القتالية الهجومية تحديداً.

وفي الوقت الذي لا تبدي الولايات المتحدة نواياها في هذا المسألة، ربما بسبب امتلاكها أعداداً كبيرة وأنواعاً عديدة من المروحيات بتكلفة باهظة، ومن ثم تواصل توظيفها أو على الأقل بيعها لمشترين راغبين، لكن السؤال هنا: إلى متى؟

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon