بايدن وبوتين يتصافحان مع بدء أعمال قمة جنيف
شفق نيوز/ بدأت أعمال القمة بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في جنيف، الأربعاء، بحضور وزراء خارجية البلدين. حيث تصافح الرجلان بحضور الرئيس السويسري، جاي بارميلين.
ووصل بايدن إلى قصر لا غرانج في جنيف، بعد بوتين حيث تحولت المنطقة إلى ثكنة عسكرية، إذ تتخذ السلطات الأمنية إجراءات استثنائية لتأمين القمة بين بايدن وبوتين.
ولا غرانج هو قصر تاريخي يعود الى القرن الثامن عشر ويطل على بحيرة ليمان- فاتن لكن المحادثات يبدو أنها ستكون صعبة ومتوترة.
وظهر الرئيسان بوتين وبايدن يتوسطهما الرئيس السويسري جاي بارميلين.
وتبنى بايدن لهجة حازمة في الأيام الأخيرة حيال بوتين لإبراز التناقض بشكل أفضل مع تقلبات سلفه الجمهوري، دونالد ترامب، وغموضه.
ووعد جو بايدن بإخبار فلاديمير بوتين ما هي "خطوطه الحمراء". وقال الاثنين في ختام قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل "نحن لا نسعى إلى نزاع مع روسيا، لكننا سنرد إذا واصلت روسيا أنشطتها".
وكانت المدينة استضافت المدينة أول لقاء مباشر بين، رونالد ريغن، و،ميخائيل غورباتشوف في 1985 العام الذي شهد بداية ذوبان الجليد في الحرب الباردة.
وردا على سؤال عند وصوله إلى جنيف الثلاثاء عن شعوره قبل القمة التي سيتابعه خلالها العالم بدقة، قال بايدن "أنا مستعد دائما".
وفي مقابلة مع قناة "ان بي سي" الأميركية، قال بوتين إنه يأمل أن يكون بايدن أقل انفعالا من سلفه الجمهوري. لكنه انتهز الفرصة أيضا ليؤكد أن دونالد ترامب رجل "موهوب".
يرتقب ان تستمر المحادثات ما بين أربع وخمس ساعات لكن من غير المقرر أن يتناول الرئيسان الغداء معا بحسب عضو في الإدارة الأميركية.
وحسب البرنامج، سيعقد لقاء مصغر يجمع الرئيسين الأميركي والروسي ووزيري الخارجية أنتوني بلينكن وسيرغي لافروف، ثم جلسة عمل موسعة.
والنقطة الوحيدة التي يتفق عليها البيت الأبيض والكرملين هي أن العلاقات بين البلدين في أدنى مستوياتها. وغير ذلك، القضايا الخلافية كثيرة ويبدو أن المناقشات ستكون شاقة وحادة خصوصا بشأن أوكرانيا وبيلاروس.
وواحدة من أكثر القضايا حساسية هي المعلومات المضللة عبر الإنترنت والهجمات الإلكترونية.
وبمعزل عن محاولة التدخل في انتخابات 2016 لمصلحة دونالد ترامب، أزعجت الهجمات الإلكترونية الهائلة واشنطن مؤخرا. ونسب العديد من هذه الهجمات التي كان بين أهدافها مجموعات "سولار ويندز" إلى "كولونيال بايبلاينز" و"جي بي اس"، إلى موسكو أو إلى مجموعات من القراصنة المتمركزين في روسيا.
وتنفي روسيا ذلك وتتهم بدورها واشنطن بالتدخل في شؤونها عبر دعم المعارضة أو تمويل منظمات ووسائل إعلام تنتقد الكرملين.
أولويات أكثر إلحاحا
ويحتاج فريق بايدن إلى وقف المواجهة مع روسيا "الذي شتت انتباه البيت الأبيض عن أولويات أكثر إلحاحًا وأهمية، بما في ذلك إنهاء الوباء، وضمان الانتعاش الاقتصادي، والتعامل مع صعود الصين المريب" وفق تقرير لمجلة فورين بوليسي.
وحتى لو لم يكن من الممكن تجاوز خطوط الصدع بين موسكو والغرب في الوقت الحالي "يجب أن يكون التركيز على الأقل على إدارة المخاطر الأكثر إلحاحا" في إشارة إلى الصين التي باتت تهدد العالم، وفق مخرجات اجتماع قادة دول حلف شمال الأطلسي، الإثنين، بحسب فورين بوليسي.
" النبأ السار"
وترى فورين بوليسي أن "النبأ السار" هو أن الكرملين قد يكون مهتمًا بدرجة من التهدئة أيضًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى بدء الانتقال السياسي داخل النظام الروسي.
فبعد تأمين التغييرات في الدستور، يتمتع بوتين الآن بدعم قانوني للترشح لفترتين رئاسيتين إضافيتين لمدة ست سنوات.
ومع اقتراب موعد الانتخابات القادمة في عام 2024، فمن المرجح أن يظل في السلطة حتى نهاية هذا العقد على الأقل.
ومع ذلك، فإن الفوز في الانتخابات بالموافقة الشعبية أصبح أكثر صعوبة، حيث يستمر الاستياء الاجتماعي في روسيا في النمو ، والمستقبل طويل الأجل للنموذج الاقتصادي للبلاد، أصبح موضع تساؤل بشكل متزايد.
وبالتالي، يمكن أن يصبح النظام بأكمله أكثر عرضة للصدمات، بما في ذلك الجولات الجديدة من العقوبات الأميركية أو الكشف المدعوم من الولايات المتحدة حول الثروة غير المشروعة لكبار القادة الروس.
لا شك في أن الكرملين لديه الوسائل المالية وأدوات القمع التي تمارسها الدولة لضمان فوز السلطة بالانتخابات البرلمانية في سبتمبر وانتخابات 2024 الرئاسية.
"ولكن إذا أمكن تجنب مخاطر مواجهة أكثر ضررًا مع واشنطن، فمن المؤكد أن موسكو ستكون على استعداد لاستكشاف هذه الفرصة مع بايدن" تقول المجلة.
ثلاثة دوافع لموسكو
يبدو أن هناك تقاربًا كبيرًا في وجهات النظر بين صانعي السياسة في موسكو وواشنطن حول إمكانية إحراز تقدم محدود بالإضافة إلى الحوار والتعاون المستمر بشأن قضايا مثل إيران وكوريا الشمالية وأفغانستان.
أولاً، روسيا حريصة على الدخول في محادثات مع الإدارة الجديدة حول الاستقرار الاستراتيجي والحد من التسلح، ويعتبر تمديد معاهدة ستارت الجديدة خطوة إيجابية في هذا الاتجاه.
ثانيًا، الكرملين منفتح على فكرة وضع حد للطرد المتبادل للدبلوماسيين وخلق بيئة مواتية أكثر لسفارات البلدين للعمل بشكل طبيعي والحفاظ على قنوات الاتصال.
ثالثًا، موسكو مهتمة بتوسيع آليات إدارة الأزمات مع واشنطن، حيث أن مكامن الاتفاق بين رئيسي الأركان المشتركة واضحة عندما يتعلق الأمر بتجنب الصراع في سوريا ومجمل الحوادث العسكرية الخطيرة عندما تعمل الطائرات والسفن العسكرية الروسية والأميركية على مقربة شديدة.
لذلك، سترحب القيادة الروسية بتوسيع هذه القنوات لتشمل مناطق مشاكل ثنائية أخرى.
وتُعد المحادثات التي تجري بانتظام بين مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، وحليف بوتين منذ فترة طويلة، نموذجًا جيدًا لمسؤولي الأمن الآخرين.
وأخيرًا ، قد ترغب موسكو بشكل مثالي في إجراء مناقشة مع واشنطن حول التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، ووضع بعض القواعد الأساسية لمثل هذا السلوك.
وسيشمل ذلك حوارًا كان الكرملين على وشك إطلاقه مع إدارة أوباما في عام 2016 حول الاستخدام السياسي للحرب الإلكترونية.
لكن الكرملين ليس على وشك الاعتراف بدوره في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعامي 2016 و 2020، ولا يتوقع أن تتخلى واشنطن عن دعمها للقوى المؤيدة للديمقراطية في روسيا، بما في ذلك زعيم المعارضة المسجون، أليكسي نافالني.