الأمم المتحدة تنتقد القوات الأفريقية المشتركة لمكافحة "بوكو حرام": الخلافات أضعفتها
شفق
نيوز/ انتقد مكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا ومنطقة الساحل الإفريقي، القوات المشتركة
المتعددة الجنسيات في حوض بحيرة تشاد، التي تشكلت لمحاربة التنظيمات الإرهابية،
بسبب الخلافات بين بعض أعضائها التي أدت إلى إضعافها.
وتقع
بحيرة تشاد بين النيجر ونيجيريا والكاميرون وتشاد، حيث تنتشر فيها جزر صغيرة تؤوي
مقاتلين من جماعة "بوكو حرام"، وكذلك من تنظيم "داعش" في غرب
إفريقيا.
وأفاد
تقرير الأمم المتحدة، أن منطقة الساحل الإفريقي الوسطى تواجه تحديات معقدة مثل
انعدام الأمن، وعدم الاستقرار السياسي، والأزمات الإنسانية، والتدهور البيئي،
والتحديات الاجتماعية والاقتصادية.
وما
يزال "الوضع الأمني غير مستقر للغاية"، ويرجع ذلك أساساً إلى أنشطة
المتطرفين وغيرهم من الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة، الذين يستغلون المظالم
المحلية والوضع غير المستقر لتجنيد العناصر وشن عمليات عسكرية وفق التقرير.
وعلى
الرغم من التقدم الذي أحرزته قوة العمل المشتركة المتعددة الجنسيات في حوض بحيرة
تشاد، توضح الأمم المتحدة أن "التوترات بين بعض البلدان والافتقار إلى توافق
في الآراء بشأن الهيكل الأمني للمنطقة"، بالإضافة إلى التغيرات الجيوسياسية،
حالت دون أي تعاون فعال في مكافحة التهديدات الأوسع التي يشكلها الإرهاب والجريمة
المنظمة العابرة للحدود الوطنية في جميع أنحاء المنطقة.
وكانت
القوة العسكرية المشتركة تضم جيوش نيجيريا والنيجر والكاميرون وبنين وتشاد، التي
تم إنشاؤها في 1994، ومن بين أهدافها تحييد مسلحي "بوكو حرام" وتنظيم
"داعش" في غرب إفريقيا.
وفي
بلدان بحيرة تشاد، ما يزال استخدام العبوات الناسفة يدوية الصنع والهجمات
الانتحارية، يشكل تحدياً كبيراً لقوات الأمن والمدنيين، وتفاقم ذلك بسبب
الاشتباكات بين الطوائف وعمليات الخطف وغيرها من الأنشطة المسلحة والإجرامية.
وأشار
التقرير الأممي إلى تعزيز الدول الأعضاء في القوة المشتركة، الاتفاقيات الثنائية
في إطار الجهود المبذولة لمواجهة التحديات الأمنية، ففي آب/ أغسطس الماضي وقع
مسؤولا الدفاع في نيجيريا والنيجر مذكرة تفاهم في نيامي، لتعزيز مكافحة الإرهاب في
حوض بحيرة تشاد، كما استأنفت النيجر مشاركتها في القوة المشتركة المتعددة
الجنسيات.
وقالت
تشاد في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إنها تفكر حالياً في الانسحاب من القوة
المشتركة المتعددة الجنسيات، على الرغم من تأكيداتها أنها ستحترم التزاماتها
بمكافحة التطرف كما تفعل دائماً.
وفسرت
رئاسة الجمهورية التشادية، أن التفكير في الانسحاب من هذا التحالف العسكري، جاء
نتيجة لغياب الجهود المتبادلة في مواجهة "العدو المشترك".
يأتي
ذلك على إثر تعرض قاعدة عسكرية لجنود تشاديين في إحدى الجزر ببحيرة تشاد، لهجوم من
قبل عناصر "بوكو حرام"، بلغت حصيلته نحو 40 جندياً، بحسب السلطات، وأضاف
ديبي "يبدو أن هذه القوة التي تم إنشاؤها بهدف تجميع الجهود والاستخبارات قد
دخلت في حالة من السبات".
وعلى
إثره، قد تسعى تشاد إلى الانضمام إلى تحالف أوسع يشمل دول الساحل الإفريقي مثل
مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو.