إيران توضح موقفها من التقارب العراقي – السعودي
شفق نيوز/ أعلن السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي، يوم السبت، موقف بلاده من التقارب العراقي – السعودي واستهداف البعثات والهيئات الدبلوماسية ببغداد إضافة إلى التواجد الأمريكي في العراق، مؤكدا عدم وجود علاقة لدى طهران مع فصائل مسلحة خارج سياقات الحكومة العراقية.
وقال مسجدي بحسب وكالة الأنباء العراقية، إن "إيران كانت وما زالت داعمة للحفاظ على وحدة أراضي جمهورية العراق واستقلالها وتعارض أي انتهاك للسيادة ،والاعتداء على حدودها من أي طرف كان"، لافتاً إلى أن "تاريخ المفاوضات الإيرانية العراقية الطويلة نسبياً بشأن تحديد الحدود البرية والبحرية واضح، بأن تكون لدى البلدين اتفاقيات تاريخية بما فيها اتفاقية العام 1975 وهي أساس التزام طهران".
وأشار إلى أنه "اتخذت خطوات جيدة جداً خلال السنوات الأخيرة لحل القضايا الحدودية العالقة ،وأجريت مفاوضات مثمرة ،وهي ما زالت مستمرة" مؤكداً أن "البلدين سيشهدان الفوائد والنتائج الإيجابية لهذه التفاهمات بواسطة الإجراءات العملية اللاحقة".
وأعرب مسجدي عن "ترحيب بلاده بإجراء مفاوضات مع المسؤولين السعوديين وحل المشاكل العالقة"، مؤكداً أن "التكهنات السياسية والإعلامية موجودة دائماً، وأنه على علم في هذا المجال ولم يسمع شيئاً عنه بشكل رسمي".
وشدد على أن"حكومة بلاده ترحب بإجراء مفاوضات مع المسؤولين السعوديين وتريد حل المشاكل العالقة بين البلدين، وأن إيران أعلنت مراراً وتكراراً وبمختلف الأشكال عن استعدادها للمفاوضات ،ولا ترغب إطلاقاً في أن تكون بين دولتين إسلاميتين كبيرتين علاقات عدائية ،ولكن القرار يعود إلى السلطات السعودية ،وأنه من الطبيعي في حال قام طرف ثالث أو وسيط بالتمهيد لمثل هذه المفاوضات ،فطهران ترحب بها ولا تجد سبباً لرفض ذلك.
ولفت إلى أن"بلاده لم ولا تتوقع أشياء صعبة وغريبة منها ،وإنما تسعى لتنمية وتعزيز العلاقات الودية مع السعودية في جميع المجالات"، مشيراً إلى أن "هناك علاقات بين عدد كبير من مواطني البلدين سنوياً، وأن هناك حجم ملحوظ من العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة".
وأضاف أنه "من الواضح أن ما تتوقعه طهران من العراق يصب في سياق المصالح المشروعة للطرفين ،وإن علاقات العراق مع السعودية أمر يعود إلى الحكومة العراقية"، مبيناً أن بلاده لا تريد التدخل في القرارات التي تتخذها الحكومة العراقية، ولكن إذا اعترضت جماعة أو فصيل أو حزب سياسي على استثمارات دولة ما ،فيعود ذلك إلى العلاقات السياسية الداخلية في العراق ،وقد تكون تلك الجماعات أو الأحزاب داعمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكن ليس حبها تجاه الجمهورية دليلاً على أن أي موقف تبنته فهو ما أملته الجمهورية عليها. لا هذا كلام غير صحيح وعارٍ عن الصحة، فتلك الجماعات والأحزاب مستقلة ،ولا تحتاج إلى نصيحة طهران".
ولفت مسجدي إلى أن "بلاده تعلن صراحة معارضتها وادانتها لاستهداف المقرات الدبلوماسية من أي طرف كان"، مبيناً أن "الأماكن والبعثات الدبلوماسية يجب أن تنشط بحصانة كاملة،وهذا قانون دولي لا يمكن المساس به".
وأضاف أنه "لم ير رد فعل كبير عندما تمت اعتداءات موجهة من أوساط خاصة على القنصليات العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مدن البصرة والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة خلال العامين الماضيين ،وكأنها ليست مقرات دبلوماسية وهذا أمر مؤسف"، مشيراً إلى أن "بلاده قالت مراراً وتكراراً إن المعايير المزدوجة تجاه مصطلحات مثل الإرهاب تشبه ريحاً يحصد زارعها العاصفة".
وأكد السفير الإيراني أن " بلاده تأمل في انسحاب القوات العسكرية من العراق على أساس الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن"، لافتا إلى أن "موقف إيران المبدئي يتمثل في أن دول المنطقة هي التي يجب أن توفر أمنها، ولديها الإمكانيات والآليات والتخصصات والموارد البشرية اللازمة لتوفير الأمن ومكافحة الإرهاب، ولا حاجة لها إلى تواجد القوات العسكرية الأجنبية بما فيها القوات الأمريكية".
وعدَّ مسجدي أن"التواجد العسكري الأمريكي له نتائج سياسية واجتماعية سلبية في سائر دول العالم ومنها العراق"، مشيرا إلى أن "مجلس النواب العراقي صادق على ضرورة انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من العراق، وكانت هناك تظاهرات مليونية للشعب العراقي دعماً للانسحاب".
وتابع أن "بلاده تأمل في أن تشهد تحقيق الانسحاب الكامل لهذه القوات العسكرية من العراق بأسرع وقت ممكن على أساس الحوار الاستراتيجي"، منوهاً بأن" تواجد تلك القوات قد فرض مشاكل كثيرة على الشعب العراقي والمنطقة ويأمل في أن لا يكون انسحاب 500 عسكري مجرد إجراء رمزي".
وقال مسجدي إنه لا يوجد لدى طهران علاقات مع فصائل مسلحة خارج سياقات الحكومة العراقية"، مضيفاً أن "من الخصائص البارزة للثورة الإسلامية أنها ملهمة، وكانت هذه الخاصية موجودة منذ بداية الثورة، ولم تنخفض مع مرور الوقت".
وبين أن "جماعات كثيرة في مختلف أنحاء العالم تريد خلق علاقات مع الثورة الإسلامية ،ولكن لا يوجد لدى طهران مع فصائل مسلحة خارج سياقات الحكومية العراقية".
ولفت إلى أن "إيران بصفتها دولة جارة للعراق لها علاقات رسمية وشعبية ،ولم تكن ولا تكون أي علاقة من علاقاتها مع مختلف أركان الحكومة العراقية علاقة خفية ومن دون رضاها"، مؤكداً أنه "يجب أن تتم تسوية أي قضية عراقية داخلية بواسطة مسؤولي الحكومة العراقية ،وأن بلاده أعلنت دائماً عن استعدادها للتعاون مع الحكومة".