"فورين بوليسي": استعادة ثقة العراقيين الطريقة الوحيدة لقيام بلادهم
شفق نيوز/ دعت مجلة "فورين بوليسي" الامريكية، يوم الأحد، العراق الى عدم إهدار فرصة أخرى من أجل إعادة إعمار ما خربته الحروب والازمات التي خلفت 20 عاما من الآمال المحطمة، واكدت ان المهمة الاساسية للحكم العراقي هو استعادة ثقة الناس، بالدولة ومؤسسات الحكم.
وذكرت المجلة في تقرير بحلول الذكرى العشرين لحرب العراق، ترجمته وكالة شفق نيوز، ان الكثير يكتب ويقال حول الحرب وكيف غيرت العراق، واثرت على مكانة الولايات المتحدة في العالم وتقويض النظام الدولي، لكنها اضافت انها مناسبة ايضا للاشادة بالنجاحات القليلة وانما المهمة التي حققها العراق، مثل التعددية السياسية والانفتاح العالمي بعد سنوات من العقوبات والحرب.
مراحل أزمات العراق
وعدد التقرير الامريكي بعض المراحل التي مر بها العراق وازماته الامنية والعسكرية منذ الحرب مع ايران وغزو الكويت ثم غزو العراق والعنف اللاحق وظهور داعش، واوضح ان ذكرى حرب 2003، ليست مقتصرة على تقييم ما حدث خلال الحرب وما تلاها مباشرة، وانما تتعلق ايضا بتقييم الامال الضائعة والاحلام المحطمة التي تلت ذلك.
واعتبر التقرير انه اتيحت للمسؤولين في العام 2003، فرصة نادرة لاعادة كتابة قصة العراق، مضيفا انه لو كان جرى طرح نظام حكم جيد، يستند على سيادة القانون والخدمة العامة بين السياسيين حتى لو كانت هناك بعض العيوب، لكان العراق قد نهض ليتحول الى قوة اقليمية اقتصادية وثقافية رائدة.
خطأ تفكيك مؤسسات الدولة
واضاف التقرير ان اسقاط ديكتاتورية صدام حسين لم يكن يتطلب تفكيك مؤسسات الدولة والتسريح الشامل لقوات الامن ونهب مخازن الجيش، ورفض الاحتلال تحمل اي مسؤولية عن السكان المدنيين، مشيرا الى انه كانت هناك وجهة نظر امريكية مضللة مفادها ان العراقيين ليس لديهم الكثير مما يربطهم ببعضهم البعض وان هوياتهم الطائفية ستطغى على هويتهم الوطنية.
وتطرق التقرير الى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وهو سابع رئيس وزراء للعراق منذ ان استعاد العراق سيادته في منتصف العام 2004، مضيفا انهم جميعا ما زالوا على قيد الحياة وتركوا مناصبهم من خلال انتقال سلمي للسلطة، وهو يشكل انجازا مهما.
وذكر التقرير بتصريح للسوداني مؤخرا عندما سئل عن التحدي الاكبر الذي يواجهه، بعد مضي 5 شهور على تولي منصبه، حيث قال بلا تردد "استعادة ثقة الناس الذين فقدوا الثقة تماما بالطبقة السياسية".
استعادة ثقة العراقيين بالسياسيين
واعتبر التقرير ان اي سياسي عراقي لم ينطق بكلمات اكثر صدقا منذ هذا التصريح، مذكرا بتراجع اقبال الناخبين الى 36% خلال انتخابات العام 2021، وهو ما يعكس خيبة امل عامة من النظام السياسي بسبب الفساد.
الا ان التقرير رأى ان هناك لحظات يجب تذكرها والاشادة بها، مثل عندما كان العراقيون قادرين على التصويت بشكل حر للمرة الاولى في العام 2005، وايضا عندما حررت القوات العراقية المدن من احتلال داعش، وحتى عندما فاز العراق بكأس اسيا لكرة القدم العام 2007، وعندما قام البابا بزيارة بغداد و أور والنجف والموصل واربيل في العام 2021.
واضاف التقرير انه كانت هناك مشاعر غامرة بالفرح ودموع ازاء امكانية ان يترابط العراقيون بالوحدة.
وبعدما قال التقرير ان "استعادة سياسيي العراق لثقة شعبهم هي مهمة صعبة"، الا انه اكد انها "الطريقة الوحيدة التي يمكن للعراق من خلالها ان يبدأ فصلا جديدا"، حيث يحتاج السياسيون الى العمل بصفتهم موظفين حكوميين ويخدمون الشعب والدولة بدلا من العمل من اجل الوصول الى مواقع السلطة والنفوذ لاثراء انفسهم وشبكات المحسوبية، وهو ما يعني ان اموال الدولة ستكون محمية من الفساد المتفشي لتستخدم من اجل ازدهار العراق.
صندوق الثروة السيادي
واختتم التقرير باقتراحات انشاء صندوق ثروة سيادي مثل صندوق جيران العراق، وتوفير فرص العمل من خلال السماح للقطاع الخاص بالنمو، وكبح الميليشيات التي تسللت الى مؤسسات الدولة، معتبرا ان ذلك هو من بين الخطوات الضرورية من اجل تقوية الدولة العراقية واستعادة السياسيين ثقة الناس.
وخلص الى القول انه في ظل وجود الشباب، والموارد الطبيعية والتاريخ الغني والامكانات السياحية، فان العراق مؤهل للنجاح، وستكون هناك فرصة اخرى ضائعة في حال رفض اصحاب السلطة التجاوب مع نداءات المتظاهرين الذين هزوا النظام السياسي في العام 2019 تحت شعار: نريد وطنا.
ترجمة وكالة شفق نيوز