صورة قاتمة عن العراق.. حمام دم وقلق أمريكي على تدفق النفط
شفق نيوز/ رسم موقع "بلومبيرغ" الامريكي، يوم السبت، صورة قاتمة للمشهد العراقي، معتبرا ان هناك احتمالاً بوقوع حمام دم في البلد، وعودة التظاهرات الى الشوارع، فيما تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين "خطراً مزدوجاً" باحتمال خسارة إمدادات النفط العراقي في السوق العالمي، بالاضافة الى تقوية إيران عراقياً في وقت تسعى واشنطن الى التفاوض على اتفاق نووي جديد معها.
واعتبر الموقع الأمريكي في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، ان العالم عليه الاستعداد لمواجهة التداعيات الاقتصادية والامنية، لما يجري في العراق الذي يواجه صيفاً من السخط، بعدما سحب الزعيم الصدري مقتدى الصدر نوابه من البرلمان.
ورجح التقرير ان تكون نتيجة انسحاب الصدر من العملية السياسية، عودة التظاهرات الاحتجاجية العنيفة التي ضربت البلد في اواخر العام 2019 واوائل العام 2020.
دماء في الشوارع
واشار الى ان المتظاهرين الصدريين اكثر غضباً بعدما اصيب الصدر بالاحباط لفشله في تشكيل ائتلاف حكومي، حيث سيشعر الصدر وأنصاره ان العملية السياسية خذلتهم، ما يجعل من الساحات العامة، منصة وحيدة لكي يظهروا قوتهم.
وبعدما لفت التقرير الى ان الصدريين ما زالوا يحملون السلاح، اعتبر ان العراقيين يواجهون بشرى قاتمة تتمثل في احتمال سفك الدماء في شوارعهم.
الا انه اشار ايضاً الى ان هذا الوضع العراقي هو إنذار سيء بالنسبة الى الاقتصاد العالمي، إذ في وقت ترتفع فيه أسعار النفط، فإن آخر ما يحتاجه المرء هو عدم الاستقرار الطويل في ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك، مذكراً بان السوق العالمية تعاني أيضا من نقص في المعروض من دولة عربية اخرى منتجة للنفط هي ليبيا التي مزقتها الفوضى السياسية.
وتابع التقرير؛ أن بإمكان مشتري النفط ان يأملوا بان يتمكن الكاظمي من ان يؤمن البنية التحتية للنفط وان يحافظ على عمل خطوط الإمداد في حال اندلاع اقتتال طائفي في محافظات العراق الجنوبية التي تحتوي على غالبية احتياطيات البلد من النفط.
النفط العراقي
ولهذا، اعتبر التقرير أن إدارة بايدن تواجه "خطراً مزدوجاً"، حيث انه من الواضح ان اي خسارة في الإمدادات العراقية، ستعرقل جهود تهدئة سوق النفط الخام وتخفيض أسعار البنزين في المحطات عشية انتخابات التجديد النصفي في الخريف المقبل.
واضاف التقرير انه "لا يقل اهمية عن ذلك، ان انسحاب الصدر يقوي إيران في لحظة جيوسياسية حساسة حيث يسعى بايدن في الوقت نفسه الى التفاوض على اتفاق نووي و طمأنة جيرانها العرب بأنه ليس لديهم ما يخشونه".
وفي اشارة الى استفادة إيران من التطورات التي حصلت في العراق، اوضح التقرير انه وفق القانون العراقي، فان المقاعد البرلمانية التي تخلى عنها الصدر، آلت الى المرشحين الذين حصلوا على ثاني أكبر عدد من الأصوات، وفي معظم الحالات، كان هؤلاء هم من احزاب مدعومة من ايران، مضيفا ان الإطار التنسيقي هو الان في أقوى موقع يتيح له تشكيل حكومة ائتلافية.
نوري المالكي
ويعني ذلك، بحسب التقرير، ان نوري المالكي عائد الى رئاسة الوزراء مذكراً بأن ولايتيه السابقتين في المنصب، بين عامي 2006 الى 2014، تميزت بأن إيران حصلت على رخصة مفتوحة من أجل تعزيز نفوذها في الشؤون العراقية، وخاصة داخل القوات الامنية، كما دعمت شبكة من الميليشيات الشيعية التي استخدمتها لشن هجمات على القوات الامريكية في العراق وتنفيذ ضربات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة على السعودية.
الكاظمي والغرب
اما بالنسبة الى الكاظمي فقد وصفه التقرير بأنه "شخصية موالية للغرب، ولم يحقق سوى نجاحاً محدوداً في كبح الميليشيات"، في حين ان المالكي لن يبذل اي محاولة للقيام بذلك، بل انه قد يستخدم القوات الامنية التابعة للدولة من أجل قمع اي انتفاضة من جانب اتباع الصدر.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة قد يستغرق اسابيع او شهور، لكن الاحزاب غير الشيعية، لم تعد متحمسة ازاء الاطار التنسيقي مثلما كان حماسها إزاء التيار الصدري.
وتابع ان "ايران ليست في عجلة من أمرها"، موضحا أنه في حال فشلت المفاوضات النووية، مثلما تشير الترجيحات الان، فانه سيكون بإمكان طهران استخدام العراق بحرية من اجل اثارة المشاكل للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الاوسط".
كما أنه في حال تسبب الاقتتال الشيعي الداخلي في وقف تدفق النفط العراقي الى السوق العالمية، فإن هذا سيكون ايضا ملائما بالنسبة الى ايران لأن ارتفاع الأسعار سيعزز تدفق الاموال لعائدات التصدير الايرانية المقيدة بالعقوبات.
وخلص التقرير بناء على ذلك الى القول أنه "بالنسبة للولايات المتحدة، ما من نتائج جيدة: فالفوضى السياسية في بغداد سيئة على قدر وجود حكومة وكيلة لإيران".
ترجمة: وكالة شفق نيوز