تقرير بريطاني: واشنطن تضغط على باريس ولندن لاعادة الدواعش من العراق وسوريا
شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية ان تصريحات وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن خلال مؤتمر روما حول رفضه استمرار احتجاز الاف المقاتلين السابقين في تنظيم "داعش" في معسكرات في العراق وسوريا، تستهدف الحليفتين بريطانيا وفرنسا تحديدا.
وخلال قمة للتحالف الدولي ضد داعش في روما، قال بلينكن "هذا الوضع ببساطة لا يمكن الدفاع عنه، لا يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى. الولايات المتحدة مستمرة في حث الدول، بما في ذلك الشركاء في التحالف، على اعادة مواطنيها واعادة تاهيلهم، ومحاكمتهم اذا اقتضى الامر ذلك".
وأشارت "الغارديان" إلى فرنسا وبريطانيا، وهما من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، قاومتا الدعوات لإعادة مواطنيهما من المقاتلين السابقين، خشية ألّا تتوفر وسيلة موثوقة لمحاكمتهم، وان تطلب المحاكم الفرنسية والبريطانية منح مقاتلي داعش السابقين حريتهم، ما سيفرض عبئا كبيرا على اجهزة الاستخبارات فيهما.
وفي المقابل، فان بلينكن اشاد بايطاليا، الدولة المضيفة للمؤتمر، باعتبارها واحدة من الدول الاوروبية الغربية القليلة التي أعادت مواطنيها ممن المقاتلين السابقين، كما أشاد بالجهود التي تبذلها دول آسيا الوسطى مثل كازاخستان والتي قال انها اعادت 600 مقاتل وأفراد الى اسرهم ووضعتهم في برامج إعادة التأهيل.
وقبل قمة روما، دعا زعيم قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، دول التحالف "للمساعدة في اعادة هؤلاء الاشخاص الى بلدانهم الاصلية، وتمويل برامج التعليم لمكافحة التطرف، ودعم الاستقرار والانتعاش الاقتصادي في المناطق المحررة لمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف".
وكان قائد القياد المركزية الامريكية الجنرال كينيث ماكنزي قال لـ"معهد امريكان انتربرايز" خلال ندوة عبر الانترنت في آواخر ابريل/نيسان الماضي، ان الاطفال في مخيم الهول "يتعرضون للتطرف، وانه ما لم يتم ايجاد طريقة لاعادتهم الى الوطن واعادة دمجهم والتخلص من التطرف" فهناك خطر لتحولهم الى مقاتلين متطرفين خلال سنوات قليلة.
واشارت الصحيفة الى ان هناك 60 الفا من انصار داعش السابقين محتجزين في مخيم الهول في شمال سوريا.
وتابعت ان التحالف المؤلف من 83 دولة ضد داعش، تعرض للتشققات في ظل رئاسة دونالد ترامب وذلك لسبب جزئي مرتبط بقراره الاحادي الجانب بسحب القوات الامريكية من سوريا، مما أضعف موقف الكورد السوريين، وهو القرار الغاه جزئيا في وقت لاحق تحت ضغط من الحلفاء والجيش الامريكي.
وتم تكثيف الجهود لمحاكمة انصار داعش في اوروبا، واعلنت النيابة الفيدرالية البلجيكية مؤخرا أن 14 من انصار داعش سيواجهون المحاكمة هذا العام لدورهم في المساعدة في هجمات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 والتي قُتل فيها 130 شخصا، وان صلاح عبدالسلام، المتهم بانه المهاجم، سيحاكم في باريس في سبتمبر/ايلول.
اما بالنسبة الى الولايات المتحدة التي كان لديها عدد قليل نسبيا من مواطنيها الذين سافروا الى سوريا ، فانها تقول انها اعادت 28 امريكيا: 12 بالغا و 16 طفلا، وحاكمت عشرة من البالغين بتهمة ارتكاب جرائم ارهابية.
وقد حذر وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب ، من ان داعش يعيد التموضع في افريقيا في اعقاب هزائمه العسكرية في العراق وسوريا.
وذكرت الصحيفة ان التحالف يقول انه حرر 8 ملايين شخص من سيطرة داعش في العراق وسوريا، وان وزراء الخارجية دول التحالف يتعرضون لضغوط للاقرار بان التهديد الجهادي قد انتقل جغرافيا من الشرق الاوسط.
كما اعلن الوزير البريطاني انه "بعد عامين على الحاق الهزيمة بداعش في العراق وسوريا، فان تهديد داعش وايديولوجيته البغيضة، لم تتبدد".
اما ايطاليا فقد دعت التحالف الى تشكيل فريق عمل بشأن خطر داعش في افريقيا، وهو تحول سيلقى ترحيبا من قبل الحكومة الفرنسية التي تقاتل الجماعات الارهابية في منطقة الساحل منذ سنوات.