تقرير امريكي يستعرض "حقائق": لا يمكن لبايدن تجاهل العراق حتى ولو أراد
شفق نيوز/ عندما ادلى الرئيس الاميركي جو بايدن بخطابه الأول حول السياسة الخارجية قبل اسبوعين، لم يأت على ذكر لا اسم العراق ولا أفغانستان، إلا أن الاحداث في هذين البلدين خلال الساعات الماضية، شكلت تذكيرا لا لبس فيه للادارة الاميركية، بأنه لا يمكنها تجاهل الحروب الأميركية اللامتناهية، الى الابد.
وفي تقرير لموقع "VOX" الأميركي ترجمته وكالة شفق نيوز، ذكر بالهجوم الصاروخي الذي استهدف اربيل يوم الاثنين في اقليم كوردستان، فيما انتشرت حركة طالبان استعدادا للانسحاب الأميركي المقرر في الاول من ايار/مايو، ووجهت رسالة الى الاميركيين تدعو فيها ادارة بايدن الى الثقة بها لقيادة أفغانستان واحترام حقوق الانسان، بعد الانسحاب الاميركي.
وتحت عنوان "لماذا لا يمكن لبايدن تجاهل العراق افغانستان حتى لو اراد ذلك"، اعتبر الموقع الأميركي انه حتى لو كان بايدن يفضل ان يمضي غالبية وقته في التعامل مع فيروس كورونا، والصين، والتغيير المناخي، فانه من الواضح انه، ككل رئيس منذ جورج بوش، سيواصل التركيز على العراق وأفغانستان.
وليست المسألة في ان بايدن وفريقه تجاهلوا هذين البلدين، فوزراء دفاع حلف الناتو يجتمعون خلال يومين لمناقشة خطط العمل حول أفغانستان والعراق، والادارة الاميركية تقوم ايضا بمراجعة سياساتها تجاه البلدين، لتحدد ما ستحتفظ بها من السنوات الأربع الماضية، وما ستقوم بتغييره.
لكن الاحداث الاخيرة في البلدين، فرضت نوعا من الحاجة الملحة الاضافية، حيث تتواجد القوات الاميركية تحت خطر عراق غير مستقر، وقرار صعب بالنسبة للرئيس لاتخاذه حول أفغانستان في أن يترك هذا البلد بخراب حتمي، أو يبقى ويواجه موسما جديدا من القتال ضد طالبان.
واعتبر "VOX" انه في الأوقات الطبيعية، فان هذه القضايا ستكون صعبة امام اي ادارة للتعامل معها، لكن في هذه المرحلة، فإنها معقدة بشكل أكبر.
ونقل الموقع عن الباحث في "مجموعة الأزمات الدولية" اندرو واتكينز قوله "يبدو أن مدى المتاح امام افغانستان والعراق، محدود. والمسألة ليست في عدم وجود اهتمام، وإنما أن هناك أولويات اخرى".
وذكر الموقع ان هجوم الاثنين على مطار اربيل، يعني ان العراق ما زال ساحة معركة بين الولايات المتحدة وايران، وانه سيظل يشكل مشكلة لادارة بايدن طالما ان القوات الاميركية باقية هناك.
ونقل عن الباحثة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن رندا سليم قولها ان العراق "سيضع نفسه على الاجندة".
وأشار الموقع الى ان بعض المحللين اعربوا عن املهم بالا يقوم فريق بايدن بالنظر الى سياستهم ازاء العراق فقط كأنها امتداد للسياسة ازاء ايران.
فبخلاف النفوذ الإيراني في العراق، فان هذا البلد يعاني من ازمة حكم عميقة فيما يعاني الملايين من العوز مع تدهور الاقتصاد. ويخشى الخبراء من ان يشكل انهيار العراق، ارضا خصبا لعودة تنظيم داعش.
وبحسب الباحثة رشا العقيدي من معهد "نيوزلاين للسياسة والاستراتيجية" في واشنطن، فان ادارة باراك اوباما صاغت سياستها العراقية بالا تصطدم بإيران واحيانا ان تعمل معها بشكل غير مباشر سواء لحماية الاتفاق النووي، او لمحاربة داعش، مع اهتمام ضئيل بالعراق نفسه. اما خلال ادارة ترامب، فان السياسة العراقية كانت محصورة لمواجهة إيران.
واضافت ان عدم تحديد سياسة عراقية مستقلة كان لها عواقب بشعة.
وذكر الموقع أن منح بايدن الوقت اللازم والاهتمام لهذه المشكلات الطويلة الامد في العراق، مع كل ما يجري في العالم، سيظل سؤالا من المبكر طرحه.