الكاظمي: بوادر ايجابية تلوح في منطقتنا وتحرك نحو الشروع في التخفيف من الازمات
شفق نيوز/ أبدى رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي يوم السبت تفاؤله بوجود بوادر إيجابية في حل الأزمات التي تشهدها المنطقة في الوقت الذي جدد تحذيره من الإرهاب وتأثيره على الشعوب
جاء ذلك في مقال له نُشر اليوم والذي حمل عنوان"ضرورة تاريخية كلمة سرها : "استعادة الثقة"
وقال الكاظمي في المقال: بوادر ايجابية تلوح في منطقتنا وتحرك ارادات قياداتها السياسية نحو الشروع في التخفيف من الازمات التي عصفت بها وبذل كل جهدٍ متضافر لتصفيرها، وهو ما يتطلب منا تغليب المشتركات التي تجمع شعوبنا باستعادة العمق التاريخي وما عكسه من تفاعلٍ كان في اساس انتاج قيمٍ اخلاقيةٍ وارثٍ علمي وفلسفي ومعارف في اللغة والثقافة والفنون والفلك اغنت الوجود البشري.
وأردف قائلا: إن العراق شعباً ودولة خاض تجارب مريرة لم تقتصر في انعكاسها السلبي علينا فحسب، بل انها طالت دول المنطقة وادت الى ارتدادات اقليمية ودولية لا تقل خطورة في تداعياتها وتعقيداتها عن تعقيد المشهد العراقي.
الكامي أضاف: شعبنا العراقي يدرك من وحي تجاربه التاريخية ان اي خللٍ تتعرض لها المنطقة، سواء في توازناتها او علاقاتها البينية، كالذي كان في اساس تغييب ثقل العراق بكل ما كان يشكله، في السنوات المنصرمة على وجه الخصوص، أدى الى تصدعاتٍ عميقة في المشهد العربي والاقليمي ليس بمعزل، بل بالتزامن مع ما تعرض له الوضع الداخلي في العراق من ازماتٍ ومواجهاتٍ انحدرت به الى حافة التدهور .
وأكمل بالقول: لم يعد ممكناً التعايش مع مثل تلك الازمات وهو ما دفع شعبنا العراقي لتحميلنا مسؤولية جسيمة بتضميد مكامن جرحنا الوطني، للحيلولة دون تقيحه واستعصاء معالجته واستفحاله، مبينا ان معافاة عراقنا انما هي اسهامٌ في معافاة عالمنا العربي واستنهاضه، وتلك هي مسؤوليتنا الوطنية والقومية المشتركة.
وزاد رئيس الحكومة العراقية الحالية بالقول: من بين اسباب معافاتنا على كل الصعد والميادين، تضافر جهودنا لمواجهة عدونا المشترك بعد توصيفه والتصدي له بكل الوسائل الكفيلة باجتثاث جذوره وحواضنه في بلداننا وفي المنطقة باسرها.
ومضى في مقاله بأن: عدونا المشترك هو الارهاب باوجهه وواجهاته المختلفة، وبمنهجه التكفيري ونزعاته المنحرفة ، انهم خوارج العصر الذين يعتاشون على الكراهية والضغينة ورفض الآخر، يزيفون التراث والسنة النبوية ويقتطعون الآيات البينات من كتاب الله القران وتوظيفها لمآربهم الضالة المسيئة لقيم الدين الاسلامي السمح.
كما أشار الكاظمي إلى أن الارهابيين يسخرون كل الاساليب المضللة لنفي كل مظهرٍ للتسامح والعيش المشترك التي تكرست في وجدان شعوبنا عبر آلاف السنين من اواصر المحبة والتعاون والاحترام المتبادل بين مكونات شعوبنا في اطار تنوعها وتعددها ووحدتها وشاعت بينها المثل والقيم الانسانية واغتنى بها تراث ثقافتها الاصيلة.
وتابع بالقول: اننا نتطلع لاشاعة قيم التلاقي والتسامح وحسن النية فيما بيننا كشعوب واممٍ، اشقاء وجيران واصدقاء، ومثل هذا التلاحم من شأنه صياغة فهمٍ للعالم وهو يتحرك بوتائر متسارعة في رحاب التطور والتقدم بحيث يجعلنا اقرب الى ادراك ما يثير فينا القلق مما يحيط بنا من اسباب التخلف في ذيل الامم وسُلَم الحضارة الانسانية .