السوداني يصب اهتمامه على ملف الغاز ويطمح لدخول العراق السوق العالمية
شفق نيوز/ تواصل الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني، العمل من أجل تحول العراق الى دولة غازية وهذا يندرج في اطار تعهدات أطلقها السوداني في برنامجه حكومي.
ويوم أمس الثلاثاء، قرر مجلس الوزراء في جلسته الاعتيادية، إطلاق جولة التراخيص الخامسة الخاصة بالغاز، كان من ضمن فقرات البرنامج الحكومي.
جولة التراخيص الغازية
مصادر مطلعة رفيعة المستوى، أوضحت لوكالة شفق نيوز، أن قرار مجلس الوزراء يؤكد جدية السوداني في دفع العراق ليكون دولة غازية وتدخل سوق الغاز بقوة وهذا لم يحصل طيلة الحكومات السابقة.
ويتضمن قرار مجلس الوزراء يوم أمس، توقيع عقود جولة التراخيص الخامسة وهو واحد من المشاريع المهمة المعطلة منذ ست سنوات، إذ أن تعطيل هذا المشروع كلف العراق مليارات الدولارات.
ووفقاً لتوجه السوداني، فإن عقود تطوير حقول الغاز سيتم توقيعها مع الشركات العالمية المعروفة في هذا القطاع، وستتضمن العقود توفير ربع الغاز المستورد خلال مدة لا تزيد عن 15 شهراً والهدف هو تأمين وتغطية كل كمية الغاز المستورد خلال 3 سنوات.
توفير 10 تريليونات دينار
العقود التي سيتم توقيعها ستوفر للعراق خلال 3 سنوات 10 تريليونات دينار، وذلك بتوفير كل الغاز الذي يتم استيراده بالوقت الحالي، وسيتم تحويلها الى الصحة والتربية والسكن، وذلك في اطار الإصلاح الاقتصادي.
الجولة السادسة
وبحسب المصادر، فإنه سيتم الإعلان قريبا عن الجولة السادسة التي ستستهدف رقعاً وحقولاً للغاز الطبيعي، لأول مرة في العراق.
وتقول المصادر أن السوداني يطمح إلى أن يدخل العراق سوق الغاز ويكون بلداً مصدراً ومجهزاً لكل احتياجاته وهو مكسب على كل الاصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية.
مشروع "النبراس"
وكشفت المصادر أن القرار الثاني المهم هو مشروع "النبراس" للبتروكيمياويات وهو واحد من التزامات البرنامج الحكومي.
والمشروع معطل أيضاً منذ عام 2015، ويعد من المشاريع الاستراتيجية في المنطقة، وثالث مشروع على مستوى الشرق الأوسط، وقد باشرت وزارة الصناعة والمعادن بالتعاقد مع شركة استشارية عالمية خلال شهرين الى أربعة أشهر للانتقال للخطوة اللاحقة.
ومن شأن هذا المشروع أن يشغل اغلب مصان القطاع الخاص، وبدلا من استيراد حبيبات من دول الجوار، سوف يتم إنتاجها محلياً وتصديرها.
الشركات العالمية
ووفقاً للمصادر فإن هناك مواقف سابقة تؤكد جدية الحكومة وأن الملف يحظى باهتمام الحكومة.
وفي مؤتمر صحفي سابق لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني عقده في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، قال "وجهنا وزارة النفط بخصوص حرق الغاز المصاحب الذي يتسبب بهدر مالي كبير، ويعطل مشاريع الحكومة بالتوسع بالطاقة الكهربائية واعتمادنا على المستورد، لدينا رؤية بهذا الجانب وهناك لقاءات تخصصية ستكون مع وزارة النفط".
وفي لقاء لرئيس الوزراء بالوفد الياباني 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، أكد السوداني على "دعوة الشركات اليابانية الى المشاركة الواسعة في الاستثمار عبر مشاريع الطاقة المتجددة واستثمار الغاز".
وفي 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، ترأس رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني اجتماعاً خاصا بمشروع تنمية الغاز المتكامل بحضور المدير التنفيذي لشركة توتال الفرنسية، وجرى خلال الاجتماع بحث ملفات تنمية استثمار الغاز وسير العمل في عدد من المشاريع الستراتيجية الرئيسة في هذا المضمار، وأولها مشروع استثمار الغاز المحترق في المنطقة الجنوبية سعة 600 مقمق، وكذلك مشروع تطوير حقل أرطاوي.
الغاز السائل
في لقاء لرئيس الوزراء مع السفير الألماني في 2 كانون الاول/ ديسمبر 2022 جرى التأكيد على بناء شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة وإنتاج الغاز السائل.
وفي كلمة للسوداني في مؤتمر بغداد للتعاون الثنائي المنعقد في الاردن 20 كانون الأول/ ديسمبر 2022، قال السوداني "بدأنا العمل الجادَّ لمعالجة حرق الغاز المصاحب في الحقول النفطية. ندعو الشركات العالمية للاستثمار في هذا المجال لأجل تحويل استخدام هذا المصدر المهمِّ للطاقة لأغراض توليد الكهرباء، سعياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي في استعمال الغاز لتوليد الكهرباء على المدى المتوسط، ولتقليل انبعاث الغازات الدفيئة والاحتباسِ الحراري".
وحديث لرئيس الوزراء خلال استقباله رئيسة الوزراء الإيطالية في 23 كانون الاول/ ديسمبر 2022، قال "العراق لديه خطط واعدة في مجال الطاقة والنفط والغاز، وهناك شركات إيطالية عاملة في العراق، ونأمل مجيء المزيد من الشركات المتخصصة إلى العراق، لاسيما في مجالات البنى التحتية واستثمار الغاز".
الموانئ والغاز
وضمن مقررات مجلس الوزراء في 27 كانون الاول/ ديسمبر 2022، تقرر مباشرة وزارة النفط بإجراءات تنفيذ منصّة في أحد الموانئ العراقية لاستقبال الغاز المسال المستورد، بالتنسيق مع وزارة النقل.
وفي زيارة رئيس الوزراء الى المانيا في 12 كانون الثاني/ يناير 2023، أكد رئيس مجلس الوزراء أنه ستعرض خلال الزيارة فرصٌ مهمة في مجال الغاز المصاحب والطبيعي، وفرصٌ أخرى في قطاع البتروكيمياويات.
ودعا الشركات الألمانية للاستثمار في العراق بمختلف المجالات، لاسيما الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والغاز والبتروكيمياويات.
وقال السوداني "ناقشنا طرح فرص استثمار الغاز المصاحب لإنتاج النفط، والغاز الطبيعي والاستثمار في قطاع البتروكيمياويات، وهي مهمة لتأمين فرص العمل وتأمين احتياجات العراق".
وأضاف "معالجتنا باستثمار الغاز المصاحب تندرج ضمن جهود معالجة الآثار البيئية والمناخية".
ميناء الفاو الكبير
وفي المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني، قال السوداني "هناك شركات تنفذ أكبر ميناء في الشرق الأوسط وهو ميناء الفاو الكبير. وهناك شركات تفاوضنا معها لمد سكك الحديد وأنابيب نقل الغاز من الميناء إلى تركيا وأوروبا".
وفي مقابلة مع شبكة DW الألمانية؛ قال السوداني "واحدة من الإشكاليات أن الغاز المصاحب لمعظم الإنتاج النفطي يُحرق، في حين يضطر العراق إلى استيراد الغاز لتأمين تشغيل محطات الكهرباء. حجم الغاز المصاحب كبير، ويمكن أن يساهم في توليد أكثر من 7000 MW، وهو بصراحة حرق للأموال".
ووقع السوداني مذكرة تفاهم مع سيمنز المانية في 13 كانون الثاني/ يناير 2023، تضمنت مذكرة التفاهم تقديم شركة سيمنز دراسة متكاملة للعراق، تتضمن الكيفية التي يتم فيها الاستفادة من الغاز المصاحب، في دعم وزيادة انتاج الطاقة الكهربائية.
وفي لقاء رئيس مع رئيس الوزراء الفرنسي في 26 كانون الثاني/ يناير 2023 أكد السوداني على تنمية التعاون المتبادل في مجالات الطاقة والنفط واستثمار الغاز المصاحب.
وفي مجال الطاقة، قال السوداني "الحكومة تضع استثمار الغاز المصاحب والطاقة المتجددة في الأولوية، فضلاً عن فرص استثمارية أخرى في قطاع البتروكيمياويات وقطاعي النقل والحديد والصلب".
وفي لقاء السوداني مع مجلس الأعمال الفرنسي، جرى التأكيد على جدية الحكومة في استثمار الغاز المصاحب والغاز الطبيعي، وتقديم مشاريع استثمارية واعدة في هذا القطاع.
وتضمن المنهاج الوزاري والبرنامج الحكومي للسوداني عن قطاع الغاز:
تنفيذ الخطة الموضوعة لاستثمار الغاز المصاحب ومتابعة تنفيذها للوصول الى الهدف الذي وضعت لأجله وايقاف حرق الغاز والاستفادة منه في توليد الطاقة الكهربائية وانشاء الصناعات البتروكيمياوية وتطوير صناعة الاسمدة الكيمياوية.(استكمال تنفيذ مجمع غاز ارطاوي غاز البصرة المرحلة الاولى بطاقة 200 مقمق/ي- استكمال تنفيذ مجمع غاز ارطاوي غاز البصرة المرحلة الثانية بطاقة 200 مقمق/ي – استكمال تنفيذ مجمع معالجة الغاز في الحلفاية بطاقة 300 مقمق/ي – استكمال تنفيذ مجمع الغاز في الناصرية والغراف بطاقة 200 مقمق/ي
الاسراع في تنفيذ مشاريع معالجة الغاز المصاحب وانتاج الغاز والمساهمة بسد الحاجة المحلية وتقليل استيراد الغاز، وكذلك تنفيذ منظومات معالجة الغاز السائل ومستودعات خزنه، سواء من خلال التنفيذ المباشر بالجهد الوطني من قبل وزارة النفط او بالاستثمار المشترك مع جهات عالمية رصينة ذات خبرة في هذا المجال. (استكمال تنفيذ مشروع الخزانات الكروية 16 خزان –اضافة طاقة خزنية للغاز السائل بغداد /ديالى).
تفعيل العمل باستثمار مكامن الغاز الحر في جميع انحاء العراق وحل المشكلات التي أدت الى التأخر في المباشرة في استثمارها، تطوير حقليّ، عكاس، والمنصورية، احالة عقود جولة التراخيص الخامسة وتحديداً الحقول الشرقية في قرار مجلس الوزراء يوم أمس.
انشاء مستودعات جديدة للمشتقات النفطية اضافة لتطوير وتوسيع المستودعات الموجودة لتؤمن خزين استراتيجي من المشتقات النفطية. اعداد خطة لانشاء ثلاث مستودعات للمنتجات النفطية (طوبة- العزيزية /الموصل)